تحولت اثنينية عبدالمقصود خوجة البارحة إلى أمسية أدبية ومحاضرة علمية ثقافية كان فارسها الاكاديمي الباحث والمترجم محمد خير البقاعي الذي استطاع بإلقائه الجميل أن يلفت انتباه الحضور باستشهاداته بأبيات شعرية لكبار الشعراء العرب سواء المعاصرين أو القدماء. وبدأ البقاعي كلمته بقوله: أشعر الليلة بالفخر والاعتزاز وانا أجس على مقعد جلس عليه أهم رجالات الأمة وبجانب هذا الشيخ الجليل الذي أتاح لي فرصة أن التقي بهذه الكوكبة الوضاءة من الادباء والمثقفين من أبناء المملكة والدول العربية والقنصل الفرنسي. وكشف البقاعي عن بدء علاقته بالادب واللغة العربية على أحد الشيوخ الذي لم يكن يعرف من القراءة الا قراءة القرآن الكريم فقط وقال: ولدت في قرية كانت نائية في غرب مدينة حمص على ضاف نهر العاصي ودرست المرحلة الابتدائية في هذه القرية ثم انتقلت الى حمص لدراسة الاعدادية والثانوية تلك المدينة التي خرجت الكثير من الادباء والوزراء ورؤساء الجمهوية فلها بداخلي حب عميق. وأضاف: عقب ذلك انتقلت الى الدراسة الجامعية في دمشق وعملت صباحا ودرست مساء لأستطيع أن أفي بمصاريف الدراسة واستفدت بل استغللت وجودي في دمشق وفي مكتباتها وحضارتها فأصدرت ديواني الاول في السنة الاخيرة لدراستي الجامعية والذي حمل عنوان «دريد بن الصمة»، وهذا مكنني ايضاً من تأسيس قاعدة ادبية استطعت ان انطلق منها الى فرنسا لدراسة الماجستير والدكتوراه وعدت بعدها الى الوطن بأعلى الشهادات في رحلة عذاب استمرت معي الى وقتنا هذا. ثم انتقلت بعدها الى الرياض وعملت منذ 15 عاما وأعيش أنا وأسرتي كأحد أفراد الشعب السعودي متمسكا بعاداته وتقاليده في رغد عيش وشرفت بالعمل في توثيق الموسوعة العلمية للملك عبدالعزيز منذ مرحلة التأسيس في الجانب الوثائقي الفرنسي، وشرفت أن أصدرت أول كتاب في المملكة باسم تاريخ الوهابيين ثم تبحرت في تاريخ المملكة والنسق التراثي. وانتقد البقاعي عددا كبيرا من الجمل والتراكيب والألفاظ في الصحف العربية وعزا ذلك الى الترجمات بشكل عام وأكد انها بحاجة الى دراسات كبيرة لفهم كيفية تطور اللغة العربية. بدوره رحب الشيخ عبدالمقصود خوجه بالضيف وقال: نسعد الليلة بتكريم الاكاديمي والباحث والمترجم الذي اتخذ اللغة جسر تواصل ممتدا بين الثقافات تحقيقا وتحليلا ودراسة.. اهتم البقاعي بمتون النصوص الادبية وحلل دلالاتها وفسر اشاراتها وقرأها قراءة نقدية تضيء ما بين السطور. الدكتور فضل عمار الدوسري قال عن البقاعي انه باحث جاد في النقد والشعر مهتم بالتحقيق جمع بين النقد والتحقيق رغم المسافة البعيدة بينهما. أما الدكتور حسين المناصرة فوصف البقاعي بالباحث المميز القادر على تتبع الامور بكافة تفاصيلها والمترجم المحترف. إلى ذلك قال حسين بافقيه إن البقاعي رجل مذهل كونه أصدر أول ديوان له وهو في طور الدراسة الجامعية.