جولة ميدانية للوقوف على جاهزية الواجهة البحرية بقوز الجعافرة استعدادًا لانطلاق المهرجان الشتوي    تكريم الجمعيات المتميزة وقادة العمل التطوعي في جازان خلال حفل مركز التنمية الاجتماعية    نائب أمير منطقة جازان يلتقي أيتام "إخاء"    الخارجية: تحركات المجلس الانتقالي في "حضرموت والمهرة" تمت بشكل أحادي دون موافقة مجلس القيادة أو تنسيق مع التحالف    نائب أمير تبوك يواسي أسرة الخريصي في وفاة الشيخ أحمد الخريصي    جامعة أمّ القرى تعلن فتح بوابة القبول في برامج الدراسات العليا للعام الجامعي 1448ه    جامعة أمّ القرى تدعو لزيارة الواجهة الثقافية ضمن فعاليات شتاء مكة.    عبدالعزيز بن سعود يلتقي متقاعدي إمارة منطقة الجوف وقطاعات وزارة الداخلية بالمنطقة    أمير القصيم يرأس اجتماعًا مع وزير الاستثمار لبحث الفرص الاستثمارية    إطلاق تطبيق المطوف الرقمي في الحرم    تطبيق علاج وقائي للحد من تطور السكري    صندوق الطائرة الأسود قرب أنقرة.. تركيا تعلن العثور على جثة رئيس الأركان الليبي    نقاشات أمنية وسياسية تسبق لقاء نتنياهو وترامب.. حدود جديدة لإسرائيل مع غزة    المملكة في صدارة الدول بالترفيه الرقمي ب34 مليون مستخدم    إثارة دوري روشن تعود بانطلاق الجولة ال 11.. النصر والهلال يواجهان الأخدود والخليج    في دوري أبطال آسيا 2.. النصر يدك شباك الزوراء العراقي بخماسية    إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين.. تقليد نهيان بن سيف وشاح الملك عبدالعزيز    40 ألف متدرب مخرجات الأكاديمية الصحية    تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين وولي العهد.. وزير الداخلية يطلع على مبادرات الجوف التنموية    ارتفاع النفط والذهب    51 اتفاقية لتنمية ريادة الأعمال    هندية تصلح عطلاً برمجياً في حفل زفافها    «الجوازات» تصدر 17.767 قراراً إدارياً بحق مخالفين    استدعاء 40 شخصاً نشروا «محتوى يثير التأجيج»    15 % نمواً في الربع الثالث.. 88.3 مليار ريال مبيعات إلكترونية    موسم جازان هوية ثقافية ومنافسة شبابية    لوحات مجدي حمزة.. تجارب من واقع الحياة    درة تعود للدراما ب«علي كلاي»    سلطان عمان يمنح قائد الجوية السعودية «الوسام العسكري»    وزير الشؤون الإسلامية يستقبل سفير المملكة بنيبال    الشيباني: العلاقات مع روسيا تدخل مرحلة إستراتيجية جديدة.. الداخلية السورية تتهم «قسد» بالتجنيد الإجباري في حلب    الإطاحة بطبيبة المشاهير المزيفة    11 شكوى يوميا بهيئة السوق المالية    14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني    المعركة الحقيقية    السعودية تتصدر سوق القهوة ب 5100 علامة تجارية    نائب أمير تبوك يواسي أسرة الخريصي في وفاة الشيخ أحمد الخريصي    الشتاء والمطر    عبدالعزيز بن سعود يلتقي أهالي منطقة الجوف    الشباب يعلن غياب مهاجمه عبدالرزاق حمد الله لقرابة شهرين    نيفيز يُشعل الصحف الأوروبية.. انتقال محتمل يربك حسابات الهلال    غالتييه: أحترم النجمة.. وهدفنا الفوز    الصالحاني يضع أسس البداية عبر «موهبتك لا تكفي»    معرض «وِرث» ينطلق في جاكس    «النسر والعقاب» في ترجمة عربية حديثة    الفتح يكثف تحضيراته للأهلي    "خيسوس": قدمنا أداءً مميزاً رغم التوقف الطويل    مرحوم لا محروم    السعودية تشكل المشهد التقني    أوروبا تندد بحظر أميركا منح تأشيرات لشخصيات من القارة    النيكوتين باوتشز    هياط المناسبات الاجتماعية    أمير الشرقية: تلمس الخدمات من أولويات القيادة    مساعدات إنسانيّة سعودية جديدة تعبر منفذ رفح متجهة إلى غزة    فيصل بن بندر يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية "مكنون" لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض    القيسي يناقش التراث الشفهي بثلوثية الحميد    الضحك يعزز صحة القلب والمناعة    المشروبات الساخنة خطر صامت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«جماهيري في بطحاء مكة» وما جرى في «رفات عقل»
نشر في عكاظ يوم 19 - 04 - 2014

لأنه حمزة شحاته.. عملاق الأدب السعودي والعربي، كانت الرواية طويلة ومثيرة أدبيا وفكريا ووطنيا؟
إن ما جرى في بطحاء مكة المكرمة منذ أكثر من سبعة عقود من الزمن، كان حدثا أدبيا.. ظل صداه يتردد بقوة في أرجاء الوطن، ثم ما لبث أن تجاوز الساحة المحلية والإقليمية، ووصل إلى قلب العالم العربي في دنيا الادب.
حمزة شحاته.. قيمة ادبية شامخة، كانت ولا زالت مادة أدبية دسمة.. للدراسة والتحليل والنقد الادبي، منذ أن انطلقت شرارتها الكبرى في العام 1359ه - 1939م عام القاء محاضرته الشهيرة «الرجولة عماد الخلق الفاضل» إحدى أشهر المحاضرات الأدبية والاجتماعية في العالم العربي.
ورغم مرور اكثر من أربعة عقود من الزمن على وفاة حمزة شحاته -رحمه الله- لازالت سيرته الأدبية تتداول عبر العديد من الاصدارات الادبية.. الذاتية والنقدية، تستنهض رواد الفكر والأدب والثقافة.. جيلا بعد جيل.
في الشهر الماضي.. اهداني الشاب السعودي -المكي- الفنان المخرج السينمائي محمود صباغ فيلمه الوثائقي «قصة حمزة شحاته» تحت عنوان «مما جرى في بطحاء مكة» إنتاج عام 2013م، وهو خطوة جديدة في الطريق الطويل نحو عالم حمزة شحاته الادبي. وقد استضاف -الصباغ- في فيلمه.. نخبة من أهل الفكر والأدب، ضمت الأساتذة: عبدالرحمن بن معمر، سعيد السريحي، د. عبدالله مناع، حسن أشعري، محمد باخطمة، عبدالله ابو السمح، عبدالله خياط، محمد سعيد طيب وحمزة فودة، الذين قدموا للمشاهد ملامح لصور رائعة عن أدب حمزة شحاته وشخصيته المتميزة، وملامح عن المجتمع «المكي» في «الخمسينيات» الهجرية في القرن الهجري الماضي.
ذلك.. مما جرى في بطحاء مكة، فماذا جرى في كتاب «رفات عقل» عن حمزة شحاته؟
إن ما جرى في «رفات عقل» مذهل ومدهش وعجيب؟؟! وقبل الدخول في تفاصيل ما جرى في ذلك الكتاب، الذي صدر في العام 1980م عن حمزة شحاته، أذكر هنا بالمعلومة التي يعرفها رواد الأدب والثقافة في المملكة العربية السعودية، وهي أن حمزة شحاته قد رفض بعد القاء محاضرته الشهيرة «الرجولة عماد الخلق الفاضل» في مكة المكرمة في العام 1359ه رفض ان يقدم للنشر اي اثر في آثاره الادبية .. نثرا وشعرا، وكانت محاضرته -القضية- في مقدمة ذلك؟ وفي العام 1964م 1984ه عندما كنت اتعامل مع صحيفة البلاد السعودية.. كصحفي غير متفرغ، كان من ضمن ما أقدم فيها، وتحديدا في العدد الأسبوعي -كل يوم جمعة- لقاءات ادبية مع شخصيات ادبية وفكرية.. تحت عنوان «على كرسي الاعتراض». وبمساعدة كريمة من الأديب القاص الصديق د. عبدالله مناع، والأديب الكبير الأستاذ عزيز ضياء -رحمه الله- كان ترتيب لقائي بأستاذ الأجيال حمزة شحاته، الذي عاد إلى ارض الوطن.. بعد غياب طويل.
وبحضور الأستاذ عزيز ضياء.. جرى ذلك اللقاء الصحفي الأدبي مع حمزة شحاته.
بعد ربع قرن من الزمن.. التزم فيه الصمت، تحدث حمزة شحاته، فكانت «اعترافاته» الادبية والفكرية والإنسانية.. حدثا أدبيا مدويا في الساحة الادبية السعودية، واصبحت مادته الأدبية.. مرجعا لدراسة فكره وأدبه وشخصيته.
كان اللقاء مثيرا ومتميزا في كافة معطياته الادبية والفكرية كان حوارا مباشرا مع حمزة شحاته، لم يسبقه اي حوار معه، ولم يدلى بأي حديث بعده، حتى وفاته -رحمه الله-.
وقد نشر اللقاء في صحيفة البلاد العدد رقم 1670 بتاريخ 22/3/1384ه الموافق 31/7/1964م.
في ذلك اللقاء.. ابحر حمزة شحاته نحو بحار عميقة في حياته، وشخص بدقة أسباب الغلق الذي عاشه، وأسباب عزوفه عن نشر إنتاجه الأدبي، وأطلق آراءه المثيرة في الأدب السعودي نثرا وشعرا، وتحدث عن المعارك الادبية، والتي اسماها ب«المشاجرات» التي تغلب عليها «صبيانية» الفكر قبل أن يذبل!
بعد مرور خمس وعشرين سنة من الغياب والصمت.. تحدث حمزة شحاته حديثا لا ينسى، وقد أثار نشره ردود أفعال ادبية وصحفية عديدة، وأخذ أصدقاء حمزة شحاته -في الأدباء والكتاب- في الاخراج عن «رسائله» إليهم، وجرى نشر بعضهما في الصحف، وذلك عقب نشر ذلك اللقاء.
رحل إلى الأعماق؟
مضت عدة سنوات على تاريخ نشر ذلك اللقاء مع حمزة شحاته، الذي انتقل إلى رحمة الله في العام 1972م، وكان عملي في وزارة الاعلام قد تطلب انتقالي إلى مكتب وكالة الأنباء السعودية في لبنان، وذلك في العام 1974م وكان شاعرنا الكبير أحمد قنديل -رحمه الله- يتردد على بيروت وكنت أقوم بزيارته.. فنصحني بجمع لقاءات «على كراسي الاعتراض» في كتاب يوثق ذلك العمل الصحفي في المجال الادبي، فقمت بتجميع عدد من تلك اللقاءات.. ودفعت بها للطباعة تحت عنوان «رحلة إلى الأعماق» وقد ضمن الأمير الشاعر عبدالله الفيصل، حمزة شحاته، الاديب الوزير محمد عمر توفيق، الشيخ محمد نصيف، الوزير أحمد جمجوم، أحمد قنديل، وأحمد عبيد.
صدر الكتاب في العام 1975م وتم توزيعه في المملكة، وكانت الحرب الأهلية اللبنانية قد بدأت.. واشتدت في العاصمة بيروت فكانت عودتي إلى المملكة، وفي نفس العام 1975م انتقلت إلى العاصمة اليمنية صنعاء ثم كان الانتقال إلى العاصمة البريطانية لندن وقد استمر غيابي عن الوطن حتى العام 1985م.
وخلال تلك الفترة.. وتحديدا في العام 1980م صدر عن دار تهامة للنشر، كتاب «رفات عقل» عن حمزة شحاته؟
رفات عقل؟
طالعت الكتاب.. وقد كتب في صحفته الأولى ما نصه: «قام بجمعه وتنسيقه الأستاذ عبدالحميد مشخص»
وقد تلا ذلك.. ايضاح من الأستاذ «مشخص» عن مادة الكتاب قال فيه: «هي جانب في مذكراته -حمزة شحاته- الخاصة، التي استطعنا بعد جهد جهيد.. أن نعثر عليها بخط يده بين أوراقه المهملة المتنافرة» ثم كان ال«تقديم» لحمزة شحاته بقلم الأستاذ عبدالحميد مشخص.
وهنا كانت المفاجأة الأولى، فقد كان التقديم الذي وقعه الأستاذ عبدالحميد مشخص -رحمه الله- هو النص الكامل ل«المقدمة» التي قدم بها حمزة شحاته في كتابي «رحلة إلى الأعماق» تحت عنوان «اللا منتهي» وذلك في بداية الجملة الاولى ونصها «دكت حصونه الأيام والسنون.. وعصفت به أعاصير الحياة ورياحها القاسية». وحتى آخر جملة فيها ونصها: «ولكنه وبالرغم من كل ذلك، كان يرفع قلمه بين الحين والحين.. ليكتب بالدمع شعرا، والآمال غناء، وبجمر الأماني نشيدا»!! ثم كانت المفاجأة الثانية.. والتي تجسدت في السطو الكامل على حواري مع حمزة شحاته، كما ورد في كتابي «رحلة إلى الأعماق» وقد تم نقله إلى «رفات عقل» تحت خمسة عشر عنوانا، أولها «من أنا»!! كان الأمر مذهلا ومريعا، فقد كانت عملية سطو صارخ على كامل حوار صحفي ادبي، سبق ونشر في صحيفة معروفة -البلاد- ووثق في كتاب بعنوان «رحلة إلى الأعماق»!!
ويشاء الله عز وجل.. أن يكون حمزة شحاته نفسه، هو أول من وثق ذلك اللقاء، عندما كتب في «مذكراته الحقيقية» بعد لقائي به، النص التالي: «عندما سألتني (البلاد) من أنت؟ ذهلت.. لأنني لم أجد في حياتي كلها ما يعينني على أن أعرف من أنا؟ نعم.. وبمزيد من المرارة والخجل والحيرة والضياع.. من أنا؟»
وقد نشر ذلك في «رفات عقل»!!!!
السؤال الآن؟
لماذا هذا التناول اليوم لسرقة ادبية جرت قبل أكثر من ثلاثين سنة؟ والجواب لأن القصة لم تنته بعد، وأن أجد انها تتجدد؟! صحيح أن الفيلم الوثائقي عن قصة «حمزة شحاته» والذي أنتج قبل عدة أشهر في اليوم.. كان أحد الدوافع، الا ان هذا التناول اليوم.. ليس هو الأول، فلقد كتبت عن حقيقة «رفات عقل» عقب صدوره مباشرة، ولم اكن متابعا لاحداث الساحة الادبية.. لوجودي خارج الوطن، وكنت أعتقد -لمكانة حمزة شحاته الادبية- أن امرا كهذا لا يمكن أن يمر دون تصويب ممن وقعوا في الفخ.
واليوم.. وبعيدا عن الحقوق -لي ولصحيفة البلاد- والمحاسبة على تلك الفعلة الشنيعة، فإن ما يمكن عمله في «رفات عقل» وفي «الأعمال الكاملة لحمزة شحاته» الصادر عن «كتاب الاثنينية» في الطبعات الجديدة هو إزالة ذلك التشويه الذي لحق بالقامة الأدبية الكبيرة، والذي كان من نتاج العملية الفاشلة -الى ابعد الحدود - لإخفاء واقعة «السطو» وقد شهد على ذلك اديب ناقد ادبي كبير، هو د. عبدالله الغذامي؟
«الخطية والتكفير»
الحقيقة لا تضيع ولا تموت، والأمانة الادبية وكلمة الحق في هذه الواقعة -لها رجالها.. واولهم الأديب والناقد الأدبي د.عبدالله الغذامي؟ ولأن حديث حمزة شحاته -الأصل- هو جمل «شحاتيه» مشعة كالشمس، منيرة كالقمر، قوية.. راسخة كالجبال، فقد كان للراحة في «رفات عقل» مشوه ومحرف وركيك، الأمر الذي دفع بالدكتور الغذامي إلى أن يصرخ -كتابه- ويسجل بأن ما جاء في «فات عقل» هو «تشويه مشين»؟؟
ذلك ما سجله د. الغذامي في كتابه النقدي «الخطيئة والتكفير» الطبعة الأولى 1985م، وقد خصص جله لدراسة ادب حمزة شحاته.. نثرا وشعرا، وكان كتابي «رحلة إلى الأعماق» أحد المراجع التي رجع إليها في دراسته، وكذلك كان كتاب «رفات عقل». ولقد ظهر -بوضوح- للدكتور الغذامي، أن هناك اصلا هو «رحلة إلى الأعماق» وهناك نقل محرف ومشوه في «رفات عقل»؟! في كتابه «الخطيئة والتكفير» كتب د. الغذامى في الصفحة رقم 229 قائلا: «ولأن فكر حمزة شحاته.. فكر تحولي فإنه لم يجد مشكلة أمام حركة التجديد في الشعر، فكتب دون تردد شعرا حرا على التفعيلة الجليلية، وشعرا منثورا، وواكب حركة التجديد، وهو في معزلة.. كتابة وتنظيرا، والمقابلة الصحفية التي اجرتها معه جريدة البلاد ونشرت بعد وفاته، تؤكد على ايمانه بالتجديد ودعوته اليه».
وعن تلك الفقرة عن «شحاته» أوضح د. الغذامي في نفس الصفحة في الهامش رقم 10 قائلا: «نشرها محمد دمياطي في كتابه «رحلة الى الاعماق» ونشرت ايضا في «رفات عقل» ولكن.. بتحريض وتشويه مشين»؟
إن إشارة د. الغذامي إلى التحريض والتشويه المشين، تشمل كامل اللقاء مع حمزة شحاته، والذي ورد في «رفات عقل» ولقد نشرت المقابلة الصحفية في حياة حمزة شحاته، في العام 1964م وكانت وفاته -رحمه الله- في العام 1972م.
أما ما صدر بعد وفاته فهو كتابي «رحلة إلى الأعماق» الطبعة الأولى 1975م ثم «رفات عقل» الطبعة الأولى 1980م.
إن نماذج التشويه والتحريض في حديث حمزة شحاته كما ورد في «رفات عقل» عديدة ومخجلة ادبيا خاصة في النموذج التالي: الصحفي والأديب؟
تحت عنوان «الصحفي والأديب» في «رفات عقل» قال حمزة شحاته، التالي: «ولا يزال هناك الكثير من المواضيع الهامة.. التي لا بد أن ابدي فيها رأيي الصريح الرأي الذي لا يعرف المهادنة، أو المداراة، فهناك من يربطون بين الأديب والصحفي، وهناك من يقولون بأنه ليس من الحق اعتبار كلصحفي اديبا، وهناك ايضا من يدعون إلى قيام مجمع للغة العربية في بلادنا، وفي رأي.. أنه ليس لا صحفي اديبا.. هذا صحيح»!!!
هل هذا هو حمزة شحاته؟ من يصدق ذلك؟
من يصدق أن «شحاته؟ يطلب فرصة لكي يقول فيها رأيه، ولكي يعلن أن لديه مواضيع «هامة» -أعاذنا الله من الهم- ولا بد -هكذا- أن يبدي فيها رأيه؟ ثم يصف رأيه.. بأنه الرأي الصحيح!!
من يصدق أن يكتب حمز شحاته في «مذكراته» هذه الكلمات: «هناك من يربطون، وهناك من يقولون، وهناك ايضا من يدعون» !! فما هي حقيقة ذلك النص الذي نسب لحمزة شحاته؟
وإليكم الحقيقة المذهلة؟
في كتابي «رحلة الأعماق» وفي الصفحة رقم 80 وكتمهيد -في صيغة سؤال- لمتابعة الحوار مع حمزة شحاته، كتبت التالي:
«ولا يزال هناك الكثير من المواضيع المهمة التي لابد أن يبدي فيها حمزة شحاته رأيه الصريح.. الرأي الذي لا يعرف المهادنة أو المداراة، فهناك من يربطون بين الأديب والصحفي، وهناك من يقولون بأنه ليس من الحق اعتبار كل صحفي اديبا، وهناك ايضا من يدعون إلى قيام مجمع اللغة العربية في بلادنا، فماذا يقول حمزة شحاته»؟
ذلك كان هو السؤال، الذي جعله «جامع ومنسق» كتاب «رفات عقل» أو من أوقع به، حديثا يجري على لسان حمزة شحاته!!
ذلك.. هو السؤال يأكل من قام بنشر «رفات عقل» بذلك التشويه المشين! وعلى ذلك السؤال.. كان إجابة «شحاته» المباشرة:
ليس كل صحفي اديبا.. هذا صحيح، ولكن لماذا لا يكون الأديب صحفيا، يجرى على طريقة الصحفين في تقديم أدبه؟ إن الفارق بين ما هو أدب، وما هو مجرد كتابة صحفية.. فارق واضح، وإنك لتجد عرضا أو تقليصا سياسيا أو أجتماعيا.. لا تجد له مكانا الا بين افضل الآثار الادبية.
والسؤال هو: هل للأدب مواضيع محددة إذا تجاوزها الكاتب إلى غيرها.. خلعت عنه سمة الأديب؟
إنني لا أؤمن بهذا، وأعتبر أن بعض مذكرات المحامين وموافقاتهم من أرفع النماذج الادبية، وليست المحاماة اقرب إلى الأدب -لأي سبب- من الصحافة.
هو جواب ساذج على ما يبدو ولكنه مربك بلا شك، ثم أكمل حمزة شحاته اجابته، وتحدث عن الداعين، الى قيام مجمع للغة العربية في بلادنا قائلا:
«لم نبلغ الطور الذي يجعلنا نفكر في إنشاء مجمع لغوي، إن حتميات التطور تخضع لها اللغات.. لكل شيء، وتطور الحياة يسير في اتجاه تيسير التعلم، والأجيال الناشئة في كل بلد عربي.. يتعرض كيانا لاهتزازات عنيفة في ظل حصاد الغرب السائدة».
«اللامنتمي»
وهذا نموذج آخر.. لما لحق بحديث حمزة شحاته في تشويه وما أضيف اليه من جمل لا تليق بأسلوبه الأدبي، ولا بشخصيته المعروفة في الوسط الأدبي! «اللامنتمي» ذلك هو العنوان الذي أخترته لكامل اللقاء مع «شحاته» في كتابي «رحلة إلى الأعماق» وكان مستمرا في إجابته على السؤال التالي:
-حمزة شحاته الأديب، هل تأثر بمدرسة ادبية معينة؟ فكانت إجابته المباشرة: «قرأت الكثير.. كل شيء وصل إلى يدي، تأثرت وانفصلت بكل ما كان له صدى في نفسي وفكري، ولم اعتز منهجا معينا، فخانني التخصص في اي شيء، كما فاتني الاحتراف.
ربما كان اثر في آثاري الادبية يعكس لونا من الوان المدارس الأدبية والفكرية في شكل من أشكالها، ولكن هذا لا يعتبر.. «انتماء» لان الانتماء.. التزام لطريقة المذهب أو المدرسة المتبوعة. وعلى هذا ففي الوسع إعتباري في الطراز «اللامنتمي». ربما كان كلامي عن نفسي بهذه الطريقة يعتبر تكبيرا لصورة بالغة الصغر، بالنسبة إلى أنه ليست لي آثار مجموعة تحدد وجودي الأدبي! لماذا تقتل الوهم اذا كان مصدر مثيرا للخيال»؟!
وهنا كان نهاية حديث حمزة شحاته عن المدارس الادبية والفكرية، ولكن.. ونتيجة لخطأ مطبعي في كتابي «رحلة الى الاعماق» اضيف إلى سياق حديث شحاته جواب آخر، لا صلة له بحديث الانتماء الى مدرسة ادبية، وذلك في بدايته والتي استهلها شحاته بقوله: «لست مسؤولا عن هذه الشهرة الزائفة».
وقد قام «الجامع والمنسق» لكتاب «رفات عقل» عن حمزة شحاته بنقل الخطأ المطبعي كما ورد في «رحلة الى الاعماق»!
والصحيح أن تلك الاجابة كانت ردا على السؤال التالي:
- أنت من ابرز ادبائنا، إن لم تكن ابرزهم على الاطلاق، ولكنك عزوف عن نشر انتاجك الادبي نثرا وشعرا، فهل لهذا من سبب؟
وهنا.. قال شحاته: «لست مسؤولا عن هذه الشهرة الزائفة التي ظللت أقاومها منذ بدأت تلتف حول عنقي. لم أمارس الأدب على أنه وسيلة، ولا على أنه غاية، وانما كان تنقيبا عن شعوري بمرارة العيش.. وحرارة القدح له، استجابة لضرورة.. تحولت بالمراس إلى عادة.
وكان من عاداتي ان اتلخص كل عامين أو ثلاثة في كل ما حدث، وأن اتعقب ما يتسرب منه إلى ايدي الآخرين، وكان هذا يريحني.. ويملأني شعورا بلذة التخفف في شيء لا أطيق النظر اليه. لعل السبب.. أنني لم ارض قط عن اثر من آثاري بعد تأمله، ولا شك أن قدرتي لا تجاري شعوري بالكمال أو ما يدنيني منه!
إني اشعر باختناق واشمئزاز في خيرة ما يتقبله الناس من انتاجي، لاني احس -بدقة متناهية- كل جوانب النقص فيه.. مهما خفيت، وعبثا احاول التخلص من سيطرة شخصية الناقد على تجاه ما انتج انها ظاهرة قد تفسر بضعف الثقة في الذات، أو بأنها اثر للشعور بالخطيئة.
انني على استعداد لتقبل كل تفسير مهما كان قاسيا، وأعدك بأن لا أدافع عن نفسي.. او ابررها.
فكيف يسعك الآن.. وبلا تحليل واع، أن تسمي هروبي مما سميته آثاري أو أنتاجي.. عزوفا»؟
وقد حذفت الaجملة الأخيرة في «رفات عقل» لكونها تدل على وجود حوار، وانها ليست ب«مذكرات» مهملة متناثرة، كما تم الادعاء في «رفات عقل» حذفت جمل، واضيفت جمل، وأبعدت جمل أخرى عن سياق الحديث، وتشتت اجابات شحاته «الرائعة».. تحت عناوين مفتعلة! في «رفات عقل» جعلوا حمزة شحاته يقول: «ورب سائل يسألن»! و«كثيرا ما يساكن بعضهم»! و«إنني أشعر بأنني»!.
و«أعتقد أنني لا اعرف»!!
ورغم أن عملية «السطو» واضحة فاضحة.. فقد هرب في جمع ونسق كتاب «رفات عقل» من باقي حديث حمزة شحاته، لأنه يعري عملية السطو من ورقة التوت البالية، وإلى لقاء آخر.
إعلامي سعودي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.