اعترف مساعد مدير صحة جدة للطب العلاجي الدكتور تركي صالح الشريف أن إدارته ليس لديها حلول لاحتواء حالات المرضى المنومين في المستشفيات منذ شهور، وفي نفس الوقت نفى وجود أي مجاملات لمنح درجة الأستاذية. أوضح الشريف أن هناك نقصا ملموسا في أسرة العناية المركزة في مستشفيات جدة التابعة للصحة، مبينا أن المشكلة بدأت تمتد إلى مستشفيات القطاع الخاص لأن أعداد المرضى أكثر من أسرة العناية المركزة المتاحة، حيث إن هناك 70 سريرا للعناية المركزة تتبع أربعة مستشفيات للصحة: مستشفى الملك فهد، ومستشفى الملك عبدالعزيز، ومستشفى الثغر، ومستشفى الملك سعود، مع التنويه أن سرير عناية مركزة يدار على يد فريق تمريضي متخصص في التعامل مع الحالات المنومة في العناية المركزة. وأبان الشريف أن الحالات الباردة التي لا تستدعي العلاج في الطوارئ تزاحم مرضى الطوارئ في المرافق الصحية، لافتا إلى أنه في حالة عدم وجود سرير عناية مركزة في مستشفيات الصحة فإن هناك آلية تتبعها إدارة الطوارئ في توفير السرير عبر المستشفيات الأخرى أو التوجه إلى القطاع الخاص، وفعلا قد تم علاج العديد من الحالات عبر تحويلها إلى القطاع الخاص وذلك في حالة عدم وجود الإمكانية في مستشفيات الصحة. وأرجع الشريف المشكلة إلى زيادة أعداد المرضى مقارنة بما هو متاح حاليا، كما أن هناك مرضى يعانون من أمراض مزمنة مازالوا يشغلون أسرة العناية المركزة منذ فترة طويلة امتدت إلى شهور متواصلة، وفي جدة يصل عددهم 20 مريضا تقريبا، وليس أمامنا أي حل سوى إبقائهم في هذه الأسرة لأن حالتهم تتطلب الأجهزة التنفسية وعناية طبية خاصة وبالتالي يصعب أيضا نقلهم إلى دار النقاهة مثلا، كما لا يفوتني أن أشير إلى أن جدة أصبحت الآن تغطي الكثير من المناطق، حيث يرد إليها المرضى من مناطق عديدة منها رابغ وينبع والليث والقنفذة وفيها أيضا أكبر قطاع خاص من المستشفيات، وبالتالي فإن حدوث الضغط على طلب أسرة العناية المركزة وحضانات عناية مركزة لحديثي الولادة أمر طبيعي ووارد في جدة، وبإذن الله المستشفيات الجديدة في شمال وشرق جدة ستخفف الضغط وتحل جزءا كبيرا من المشكلة. وحول تأخر حصول بعض الأطباء الأخصائيين على درجة الاستشارية رغم أحقيتهم في ذلك قال: الاستشارية تمنح حسب الأولوية والوظائف المتاحة وليس هناك أي مجاملات في هذا الجانب كما يردد البعض، وإن شاء الله نتوقع أن تشهد الفترة المقبلة ترقية الأطباء الأخصائيين إلى استشاريين. وعن توجه بعض المرضى إلى طوارئ المستشفيات مباشرة دون المرور على المراكز الصحية رغم أن حالتهم باردة يمكن علاجها في المراكز الصحية قال: نعم هذا صحيح، فللأسف هناك بعض الحالات الفردية التي تزاحم طوارئ المستشفيات ورغم أنها حالات باردة لا تستدعي الطوارئ إلا أنها تتجه للمستشفيات وهذه القناعة الشخصية تعيق آلية العمل وتهدر من الوقت الكثير في الطوارئ المخصص للحالات العاجلة والطارئة، ومن هذا المنطلق فإن وعي الشخص كفيل بالتوجه إلى المكان الصحيح للعلاج، مع العلم هناك مراكز صحية تعمل إلى أوقات متأخرة وتغطي الاتجاهات الأربعة من جدة. وعن الجولات الميدانية التي تقوم بها الصحة وآلية إغلاق المجمعات الطبية المخالفة أفاد: هناك لجان ميدانية تقوم بجولات تفتيشية على مدار اليوم وفي فترات مختلفة سواء بالليل أو النهار، حيث يتم الإغلاق التحفظي في حالة وجود مخالفات ملحوظة مثل نقص شديد في التجهيزات الطبية، أو نقص في الطاقم الطبي والفني في كل من أقسام العمليات، والعناية المركزة، والنساء، والولادة، وقسم الحضانة لأن كل هذه الأمور تجعل الوضع غير آمن ويشكل خطرا على صحة المرضى، وتحال المخالفات إلى لجنة المخالفات الصحية الخاصة والتي توصي بإيقاف العمل في هذه الأقسام إلى أن تتم معالجة الأوضاع ومن هذا المنطلق فإن الالتزام بالأنظمة واللوائح الصحية ينعكس إيجابا على المريض في المقام الأول والمنظومة الصحية. وعن تطبيق الجودة في المستشفيات للحد من المخالفات الصحية واصل قائلا: تطبيق معايير الجودة أصبحت إلزامية بمتابعة وإشراف المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، وذلك بهدف تحسين وتطوير الخدمة الصحية المقدمة للمرضى، وهذه المعايير تساعد المستشفيات على تقديم خدمة طبية عالية المستوى وتضع نظام مراقبة لكل صغيرة وكبيرة في الأداء الطبي وفي كل الأقسام، كما تضع كل الكوادر الطبية والعاملين الصحيين تحت المجهر، وبذلك فإن تطبيق هذه المعايير يعزز من جودة الخدمات الصحية المقدمة ويجنب من حدوث الأخطاء.