لفت ناقدون وباحثون إلى أن بعض عناوين البرنامج الثقافي في معرض الكتاب الدولي المقام حاليا في الرياض غير دقيقة، إذ تتداخل فيها الثقافة بالسياسة كندوة «تجليات المشهد العربي»، حيث تناقش مثلا أثر التحولات الراهنة على الإبداع، كما تناقش ندوة «الرواية والمجتمع» العلاقة التبادلية بين فنون الرواية ومفاهيم المجتمع المدني، وبينوا أن الأهم ما تحويه تلك الندوات من مضمون، حتى يستفيد الشاب السعودي منها، مشيرين إلى أهمية المقهى الثقافي، كونه إضافة جديدة لمعرض الكتاب، وتحفظ أحد الكتاب على النشاطات المقامة على هامش معرض الكتاب وذهب إلى أنها لا تنظم بصورة جيدة تتناسب مع القضايا الفكرية والمجتمعية وما له علاقة بالكتاب والقراءة. بداية، قال الناقد والباحث الدكتور عزت خطاب إن بعض العناوين لا تكون دقيقة، ولا يمكن الحكم على دقتها إلا عند حضورها، وأضاف: «تنتهج بعض العناوين صيغة أكبر من مضمونها». أما الناقد والباحث الدكتور عبدالله المعطاني، فأوضح أن الأهم ما تحويه الندوات من مضمون وكذلك الأسماء المشاركة، وليست المسألة في العناوين، مشيرا إلى أنه «يجب البحث عن القيمة المعرفية والعلمية في النقد والفكر ومختلف القضايا، ولا مانع من تفعيل العناوين وإثارة الأسئلة حولها». في حين بين الناقد والباحث الدكتور يوسف العارف أن الندوات إضافة معرفية، خصوصا إذا ضمت أسماء لامعة في المشهد الثقافي، سواء المحلي أو العربي، وأضاف: المستفيد الأول من الندوات هو الشاب السعودي المتطلع للثقافة وآفاق المعرفة، كما يقتسم المقهى الثقافي تلك الفائدة، إذ تعد إضافة جديدة للمعرض لتمكن المثقفين والزوار من الالتقاء بكبار الشخصيات الثقافية، والتعرف على ما يثار من حوارات ونقاشات كما يتمكن الزائر من استعراض أبرز الكتب، وهي أيضا تمكن الأدباء السعوديين من وضع خطط ثقافية للمعرض لما يمكن إنتاجه للعام القادم من مشاريع ثقافية. إلى ذلك، قال الكاتب والقاص محمد علي قدس إن النشاطات المقامة على هامش معرض الكتاب لا تجد في غالبيتها إقبالا، ويعزو السبب إلى أن تنظيمها لا يتم بصورة جيدة تتناسب مع القضايا الفكرية والمجتمعية وما له علاقة بالكتاب والقراءة. وبين أن حفلات توقيع الكتب والدواوين الشعرية تحظى بإقبال، والسبب أن الجمهور يرغب في مواجهة المؤلف والحصول على توقيعه، كما تحظى النشاطات التي يتحدث فيها الشعراء والروائيون وكتاب القصة عن تجاربهم مع الكتابة ومشوارهم الأدبي بإقبال ملحوظ.