يتذكر سكان حي الملاوي القدامى آخر مرة عبرت فيه عربة الخدمات إلى الحي، وذلك قبل سنوات طويلة ، مؤكدين أن الملاوي يمكن أن يطلق عليه لقب الحي «المنسي» على حد وصفهم. وأجمع عدد من أهالي الحي أن الملاوي يعاني من مشكلات مركبة فهو منذ 20 عاما يعيش في عزلة النسيان وغياب الخدمات، فضلا على أن شوارعه وأزقته تشهد يوميا الكثير من العمالة الوافدة والتي تجوب في أنحائه، وتشكل هاجسا بالنسبة للأهالي، خاصة أن بعض الوافدين يتخذون من البيوت المهجورة ملاذا لهم. ويعد حي الملاوي من أقدم أحياء مكةالمكرمة ويبعد بنحو 2 كم عن الحرم المكي الشريف، ويمتاز بموقعه في منتصف الطريق ما بين المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، وأيضا يتميز الحي بترابط سكانه، غير أنه يعاني من انتشار العمالة المخالفة وضيق الشوارع، الأمر الذي أدى إلى هجرة السكان الأصليين وتأجير منازلهم إلى العمالة الوافدة التي تتشارك المنازل مع العمالة المخالفة من بني جلدتهم والعمل في شتى المجالات. «عكاظ» تجولت في الحي والتقت بالأهالي للتعرف على أهم المشكلات التي يعاني منها الحي، أبرزها طفح مياه الصرف الصحي وعدم الصيانة بشكل مستمر، وتهالك الطبقة الإسفلتية، وسيارات تالفة، ومنازل مهجورة وقديمة، وانتشار العمالة المخالفة، وغياب التواجد الأمني في الحي. وفي هذا السياق أوضح سعد الحتيرشي بأن انتشار العمالة المخالفة يثير قلق الأهالي وهم يتجولون في الليالي، موضحا أن العمالة المخالفة تتجه للسكن في الأحياء القديمة مستغلة ضيق الأزقة وكثافة السكان للتخفي والهرب من الجهات المختصة. وأكد بأن مياه الصرف الصحي تضايق الأهالي لأن المواسير قديمة ومتهالكة ما يجعل المياه تغمر الشوارع. وأضاف بأن الشوارع متهالكة منذ 20 عاما ولم تمتد إليها أيادي السفلتة بل تركت كما هي. من جهته، دعا سعيد باعطية إلى ضرورة متابعة العمالة المخالفة التي تنتشر في حي الملاوي وأمام مداخله، وقال: إن العمالة اتخذت من محال السباكة والكهرباء التي تقع في مدخل الملاوي مركازا لهم، إذ تجدهم جالسين في انتظار الزبائن، موضحا أنه عند وقوفك للشراء من السوبر ماركت أو محل أدوات السباكة تجد العمالة الوافدة تتقاطر نحوك وينهالون عليك بالأسئلة ويزعمون أنهم مختصون في أي مجال تطلبه. وأفاد باعطيه بقوله: «في الصباح لا تتوقف العمالة أبدا على فئة الصنائعية فحسب بل هناك أعداد كبيرة من نابشات القمامة يمشطن شوارع وأزقة الحي منذ الصباح الباكر بحثا عن العلب الفارغة أو أي شيء يمكن بيعه وهن يحملن أكياسا في أياديهن لجمع العلب الفارغة بها». وفي موازاة ذلك، أوضح مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة أن أعمال تجديد الطرق والسفلتة وإنارة الشوارع الخلفية مجدولة في جميع أحياء مكةالمكرمة، حيث إن حي الملاوي ضمن حملة تطوير الأحياء، مشيرا إلى أن هناك جولات ميدانية لمتابعة الأعمال من قبل المراقبين الميدانيين وذلك حسب الخطة المجدولة.
