لا أعلم الأسباب وراءها ولا أستطيع أن أجد لها مبرراً. ولكن نجد ظاهرة أن الأسبوع الأخير في الفصل الدراسي لا وزن له عند المعنيين من إدارات المدارس والتعليم والمدرسين والأهالي والطلاب.. فمن منا لم يجد أبناءه يقولون بأن «المدرس» أخبرهم بأنه لا يوجد دراسة الأسبوع الذي يسبق نهاية الفصل كاملاً، ويتفاقم الموضوع عندما يعود ثانية ليقول إنه لم يكن هناك بالفصل إلا ثلاثة طلاب وزملاؤهم أغلبهم في حالة غياب مفرطة! ويزداد الوضع سوءاً حيث تهاتفنا المدرسة لتقول إنه لا يوجد الإ ابني وعلينا العودة لاستلامه مبكراً.. والمتبقي من الفصل الدراسي 3 أو 4 أيام (حسب التقويم الرسمي) فمن الذي يقر بهذا الانسحاب التدريجي المبكر؟ وأين يذهب الأطفال الذين يعمل آباؤهم وأمهاتهم؟ نعي تماماً بأن الكثير من هؤلاء الأطفال يعودون ويبقون بالمنازل وحدهم، وإن كانت له أم لا تعمل فذلك شيء جيد بالنسبة له، ولكن الأدهى والأمر من هم أبناء الأمهات العاملات، اللاتي لا إجازة لهن تصادف إجازة أبنائهن المدرسية، فتوضع العائلة في وضع صعب للغاية، يضطر الأب والأم محاولة توفيق جداول دوامهم وتوزيع الأيام لرعاية الطفل في أيام الإجازة، وغالباً ما يجبرهم ذلك على الاستئذان أو الغياب، مما يقلل من الإنتاجية والإنجاز في العمل، وإن لم يجدوا فيوضع الطفل عند الأقارب أو عند صديق، وإن لم يجدوا ذلك أجبروا على ما هو أشد منه، حيث وجدت أماً زميلة لي اتفقت مع مديرة مدرسة ابنها أن تجلبه لها في بيتها أيام الإجازة ترعاه هناك! أو الأخرى التي أجبرت على ترك ابنتها ذات الخمس سنوات وحدها في المنزل، أمام التلفاز وبجانبها طبق به بعض المأكولات يكفيها عدد الساعات اللازمة! ما الذي أحوجنا لهذا كله؟ حتى نزيد العبء النفسي والمادي والبدني على المجتمع؟ أتخيل المصائب المحتملة جراء الورطة التي يوضع فيها الأهل جراء هذه الظاهرة... ما هو الدافع والمسبب الذي أدى إلى تفشي هذه الظاهرة في مجتمعنا؟ من الذي أشاع فكرة الانصراف مبكراً أخر أسبوع؟ وكيف تتوقع إدارات المدارس والتعليم أن يوفق الأهالي ذلك مع فترات الدوام الرسمي (سواء بالجهات الخاصة أو الحكومية؟) الواجب على إدارات التعليم التشديد على التزام المدارس والمدرسين والطلاب والأهالي على عدم التسيب والغياب في فترة نهاية الفصل الدراسي ووضع ضوابط صارمة لذلك.