عند الله، وليعلم الظالم له القادر عليه بحكم أن الله أقدر عليه منه على هذا المعاق، كما أبلغنا وحذرنا ونهانا عن فعل ذلك الجرم بالضعفاء رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو ينهى أبا مسعود عن ظلمه لضربه بالسوط لأحد الغلمان المماليك عنده مع قدرة ذلك المملوك الجسدية والعقلية وعجزه بحكم أنه مملوك، فما بالك بهذا المعاق الضعيف القدرة والعاجز عن خدمة نفسه دون عون، فحقوق الضعفاء والمعاقين لا ينبغي التهاون فيها، لأن هؤلاء عاجزون ولكنهم أناس كاملون مثلنا تماما، يحسون ويشعرون، يئنون ويألمون، يطمحون ويتمنون، لهم كرامة مثلنا مثلهم ولهم حقوق لا ينبغي أن تهضم، فنحن بعد الله عون لهم لا عليهم، فعن أبي مسعود البدري قال: كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي «اعلم أبا مسعود» فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود»، فألقيت السوط من يدي فقال: «اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام»، فقلت: لا أضرب مملوكا بعده أبدا. وقال عليه الصلاة والسلام: «لو لم تفعل للفحتك النار»، أو قال: «لمستك»، فجميعنا قد يكون شاهد حلقة الثامنة مع داوود التي ثبث على قناة mbc ولا أظن منا أحدا رضي عن تلك المعاملة التي يعامل بها المعاقون النزلاء في بعض مراكز التأهيل الشامل من المقصرين بحق هذه الفئة، فرفقا بالضعفاء أيها القادرون، فكم آلمتني استغاثة ذلك النزيل بوالدي الرؤوف الحنون الرحيم بشعبه وغير شعبه خادم الحرمين الشريفين، حين طلب في نهاية الحلقة من مقام والدي أن يغيثه ويجيره من جور هؤلاء عليه، لأنه طالب بحقه وحق إخوانه. أمل مغربي (جدة)