انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاهتمام بتنسيق الحفلات والمناسبات الخاصة بين أفراد المجتمع السعودي بشكل مطرد، وتشمل هذه المناسبات حفلات الأعراس، التخرج، الشفاء، العودة من السفر وحفل لم شمل الاسرة وغيرها من المناسبات السعيدة وإخراجها بأجمل حلة وبأسلوب يحظى باستحسان الحضور. وفي سعيها لإنجاح المناسبات الخاصة باسلوب متميز ومبتكر، تلجأ الكثير من الأسر إلى الاستعانة بالمنسقات السعوديات اللاتي يملكن شغفا وحبا لتزيين وترتيب الحفلات، ولديهن الموهبة والاستعداد التام لتقديم المساعدة الضرورية لمن يطلبها بأجر متفق عليه. لإلقاء الضوء أكثر على هذا النشاط والقائمات عليه التقت «عكاظ» بعدد من منسقات الحفلات، وكانت البداية مع منسقة الحفلات «رحمة» التي أبدعت في هذا المجال، وبينت رحمة أن دخلت هذا المجال منذ أربعة أعوام، وكانت بدايتها متواضعة للغاية من خلال تغليف الهدايا وتنسيق الزهور والشرائط والورود بإشكال جميلة. وأضافت «كنت أهدي أعمالي في البداية لشقيقاتي واقاربي وصديقاتي وكانوا يعجبون بها كثيرا وكانوا أحيانا يطلبون مني تنسيق الهدايا لإهدائها لأصدقائهم، فقررت ذات يوم أن أسجل بأحد المنتديات الإلكترونية وأبدا بعرض أشغالي ولله الحمد لاقت الفكرة إعجاب المشاركات بالمنتدى، والبعض شجعني وهناك من أوكل إلى مهمة بعض الأعمال، كما نلت الدعم التشجيع من الأهل والصديقات، واقترحوا على تطوير هذه الموهبة بإشغال أكبر». تجهيز هدايا الأفراح وأردفت «بداياتي كانت بتنسيق موائد الاستقبال وتجهيز الهدايا في الأفراح والحفلات ووجدت اقبالا من الجميع، وشخصيا أجد في عملي متعة لأني أقدم للجميع شيئا مفيدا يرغبون فيه بشدة». وحول تكلفة أدوات التزيين قالت: أدوات التزيين عبارة عن شرائط وفازات، علب، ورد صناعي مجفف، أقمشة الحرير والشيفون، دانتيل، وبعض الإكسسوار كالفصوص، الكريستال الذهبي والفضي والفواكه المجففة، حلويات وشوكلاه، وعدد من موائد الاستقبال إلى جانب بعض الإضافات المتنوعة مثل الأنوار والشموع وجميعها لا تتجاوز تكلفتها الألف ريال. حققت حلمي الجميل من جهتها، ذكرت المنسقة التي رمزت إلى شهرتها ب (Dndn) بأن بدايتها كانت قبل عام تقريبا وانها بذلت الكثير من الجهد حتى تحقق آمالها وطموحاتها، وقالت: أصبح اسمي معروفا في مجال تجهيز الحفلات واسعى الى الانتشار أكثر، وبدايتي كانت صعبة بعض الشيء خاصة أنه لم يتوفر لدى وقتها المال الكافي لشراء الأدوات اللازمة للتزيين ولكن حبي لهذا النشاط دفعني للمضي قدما على الامام، فاقترضت بعض المال من قريبة لي لتأمين لوازم مشروعي الذي أحقق من خلاله حلمي الجميل، وأتحول إلى منسقة حفلات ذات ذوق جميل واسم مميز بعالم التنسيقات والحمد لله أنا سعيدة بما حققته حتى الآن. وختمت بالقول «أجهز حفلة واحدة بكامل تفاصيلها أسبوعيا، واسعى دائما ألا أنظم أكثر من حفلتين في الأسبوع الواحد حتى أتمكن من تنفيذها بالوجه الأكمل أما المبلغ الذي أتقاضاه عن كل حفلة فيعتمد على نوعية الحفل والميزانية التي تقدم لي من الزبونة». حفلات الأطفال الأكثر من جهتها، ذكرت «تقى» وهي منسقة حفلات أنها تنظم ما بين 8-15 حفلة أحيانا في الشهر الواحد، وتضيف «هذا العدد لا يشمل الحفل بكافة تفاصيله بل يشمل جزءا خاصا منه كتزيين الهدايا وتجهيز موائد الاستقبال أو تقديم رقصات جديدة للأطفال أثناء حفلة «السبوع» علما بأن اغلب الحفلات تقام في استراحات أو قاعات أفراح، ونادرا ما تكون بالمنزل، وأكثرها انتشارا الحفلات الخاصة بالأطفال خاصة عند انتهاء الاختبارات المدرسية أو المواليد، واعتقد أن ما نقدمه عمل جميل يسعد الأطفال وأهاليهم».