بعد ثلاثة أيام، فقط، من إعلان تعيينه رئيسا لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، زار الدكتور جان لو شامو في خطوة مفاجئة الجامعة أمس، في حين يبدأ عمله في أغسطس المقبل، ما يؤكد مدى الالتزام المهني والحماس للتجربة الجديدة لدى شامو، حيث جرت العادة في الجامعات والمؤسسات العلمية أن يأتي حضور القيادي الجديد بعد أشهر من تعيينه ليباشر مهامه الوظيفية، لكن شامو الأمريكي من أصل فرنسي كسر هذا التقليد وأصر على الحضور للتعرف على المكان والالتقاء بأعضاء هيئة التدريس والطلبة والباحثين، معتبرا بناء الجسور والتواصل بين هذه الجهات من أهم واجباته كرئيس للجامعة. وعقد جان لو شامو سلسلة من الاجتماعات مع الإدارة العليا في الجامعة، وأصر على الالتقاء بالعلماء والباحثين والطلبة في معاملهم ومختبراتهم وقاعاتهم الدراسية لتقديم نفسه، كما التقى خلال زيارته للرياض المهندس علي النعيمي رئيس مجلس الأمناء وزير البترول والثروة المعدنية للترتيب لبدء مهامه كرئيس للجامعة. وأبدى المهندس النعيمي سعادته بهذه الخطوة الهامة من الرئيس الجديد وحرصه على زيارة الجامعة والالتقاء بأعضائها قبل مباشرته العمل، ما يؤكد ما قيل عند إعلان تعيينه الأسبوع الماضي من أنه ما كان بالإمكان العثور على رئيس أفضل للجامعة من الدكتور شامو الذي يتميز بسجل باهر كباحث ومعلم وقائد أكاديمي مميز، ما يجعله مؤهلا بصورة قوية لقيادة المرحلة المقبلة من تطور الجامعة. وخلال حفل الاستقبال الذي أقامه الرئيس الحالي للجامعة البروفسور تشون فونغ شيه، عبر الدكتور شامو عن رغبته في التعرف بعمق على الثقافة المحلية والتاريخ السعودي، مبديا انبهاره الشديد بقدرة الجامعة على استقطاب مجموعة متميزة من العلماء والباحثين والطلبة الموهوبين، إضافة لتوفر معامل ومختبرات على أحدث مستوى عالمي، قائلا إنه لم يشاهد في حياته جامعة تبنى وتجهز وتبدأ التدريس وتخرج أكثر من دفعة خلال خمس سنوات فقط. من جانبه، وصف المهندس نظمي النصر نائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية، جان لو شامو بأحد القادة الأكاديميين الأكثر احتراما في العالم: «نحن فخورون بقبوله الانضمام للجامعة، فهو أكاديمي له تطلعاته العالمية الأشمل، والشخص الأفضل لقيادة جامعة الملك عبدالله، وأتطلع شخصيا إلى العمل تحت قيادته والاستفادة من خبرته العريضة لتحقيق أهداف الجامعة في المرحلة المقبلة». وقال الطالب أحمد بن سليمان إن الرئيس الجديد غمرهم بتعامله الإنساني الآسر، فقد فاجأهم بالحضور إلى قاعاتهم الدراسية وتناول الغداء في المطعم الخاص بهم، وكانت لفتة عظيمة منه.