أكد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد يتابعان باهتمام كل ما يقدم إلى متضرري السيول في المنطقة. جاء ذلك خلال ترؤسه أمس في قاعة الاجتماعات بالإمارة اجتماع اللجنة المحلية للدفاع المدني لمتابعة الإجراءات التي تمت، كما التقى سموه بعد ذلك تباعا باللجان العاملة كلجنة الإسكان والإعاشة ولجنة الحصر والتقدير ولجنة متابعة الأعمال في مجال التعليم العام والمعاهد والجامعات. وقال سموه في تصريح صحفي: «إن الاجتماعات هي اجتماعات لا بد منها لمتابعة ما يتم من عمل الآن على واقع الأرض سواء اللجنة الرئيسية للدفاع المدني والتأكد من أن الأمور تسير بالشكل المطلوب وكل جهة تعمل حسب ما هو مخطط لها والنتائج هي على الواقع». وبين سموه أن الإشادة بالجهات المعنية ليست منه بل الذي يتحدث هو المواطن نفسه الذي يتلمس النتائج لهذا العمل ويقرر هل ما يقام فيه الآن جيد أو لا، مشيرا إلى أن التقارير المعطاة تدل على أن العمل تم فعلا بالشكل المطلوب. وبين سمو أمير تبوك أن كثيرا من المواطنين المتضررين لم يأتوا إلى اللجان المشكلة، مشيرا إلى أنه تم الذهاب لهم وتسليمهم معوناتهم، مؤكدا أن المواطنين مؤمنون بالله سبحانه وتعالى وآمنين مطمئنين. كما التقى أمس رؤساء وأعضاء اللجان لمتابعة أحوال المواطنين المتضررين نتيجة هطول الأمطار ووجه باستكمال الأعمال عاجلاً. ومن جهة أخرى أوضح الأمير فهد بن سلطان أن التداعيات الناتجة عن الكوارث الطبيعية تحدث في أي مكان، مستشهدا سموه بتصريح رئيس هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» بأنه لا يجب على أي ضرر يترتب على هذه الكوارث أن يكون الهاجس أن هناك فسادا، مؤكدا في نفس الوقت أن التحقق من مثل هذه الآليات يكون من قبل الجهات الفنية المتخصصة وليس من قبل فرد أو شخص، وأنه عندما تصدر هذه الجهات تقاريرها لن تتوقف ولم تتوقف. جاء ذلك أمس الأول بعد أن وقف أمير منطقة تبوك على أعمال الجهات الحكومية وجهودها المتواصلة لإعادة الطرق التي تضررت من السيول الغزيرة التي شهدتها المنطقةمؤخرا. كما وقف الأمير فهد بن سلطان خلال جولته الميدانية التي رافقه فيها وكلاء الإمارة ومديرو الإدارات الحكومية المدنية والعسكرية، على الأضرار التي حدثت جراء ذلك في الأحياء الجنوبية بمدينة تبوك وبعض الطرق الخارجية، وشاهد سموه أعمال اللجان الميدانية المختصة في رصد الأضرار ولجان صرف مساعدات السكن والإعاشة للأسر التي تضررت في هذه الأحياء. وأفصح سموه خلال الجولة أن ما تناقلته المواقع الإلكترونية من أحاديث عن السيول والأضرار المبالغ فيها هي مجرد اجتهادات، مؤكدا أن وسائل الإعلام هي مرآة تنقل الحقيقة والواقع دون زيادة أو نقصان، مشيرا إلى أن ما حدث هي كميات هائلة من الأمطار تجاوزت ما كان يهطل خلال السنوات الماضية. واستغرب سموه من التعاطي الإعلامي عن السؤال لماذا فلان لم يخرج ويتكلم قائلا حسبنا الله ونعم الوكيل، مشيرا إلى أنه أن من يخشى الله لا يخشى البشر وأن الجميع يخدم هذه البلاد بتفان. وزاد: «لا بد أن يعلم الجميع أن العمل هو الأساس والمواطن وأمنه وسلامته هي الأساس»، داعيا المولى جلت قدرته أن يعجل بالغيث. وعبر سموه عن شكره للكتاب والإعلاميين الذين يكتبون في الصحف أو مواقع إلكترونية ونحوه بغض النظر عن حدة الحديث، مشيرا إلى أنهم مواطنون وكتاب كبار لهم مواقعهم، لافتا إلى أنه لكي تكون كتاباتهم أكثر دقة ويتم الاستفادة منها لا بد لهم أن يتحروا من الواقع نفسه، مقدما الدعوة لجميع الكتاب والأدباء لزيارة تبوك ليأتوا ويروا الواقع بأنفسهم. وأشار أمير تبوك إلى أنه من الأمور التي اختلطت على الناس هو أنه عندما تم التحدث قبل أشهر عن أن الصرف الصحي وشبكات المياه مكتملة في مدينة تبوك، الأحياء المعتمدة الرسمية مكتملة 100 % فهو واقع وليس كلاما، مشيرا إلى أن ما اختلط على البعض أنهم نسوا أن هذا مشروع مختلف عن تصريف مياه السيول والأمطار بجهة مختلفة وهي تابعة لوزارة البلديات والعمل جار على استكمالها. وأضاف سموه بقوله: «الواقع أن مدينة تبوك بها مليون نسمة وأهم ما يواجهه المجتمع في مثل هذه الأمور هو الاطمئنان على عدم وجود خسائر في الأرواح وهو ما حدث بالفعل سوى الطفل الذي توفي»، مشيرا إلى أنه لم يتم إخلاء سوى 600 منزل وهو إجراء احترازي قبل وصول السيول لتلك المنازل. وبين سموه أن العدد الذي سجل في لجان حصر الأضرار وصرف الإعاشة والإسكان وتجهيزها لا يتعدى 300 آلاف ولو دققت أكثر لنقصت. وأبان سموه أن الجميع يتألم ويمتعض حتى لو سقط جدار أو أصيب أي شخص، مطالبا الجميع بشكر الله على استجابة دعاء المسلمين وأبناء منطقة تبوك بأن يغيثهم، ثم بركته الأخرى أنه عندما حدثت هذه الأمطار من الله على الجميع بالسلامة وهي سلامة الأرواح والممتلكات، مشيرا إلى أن جميع الخدمات لم تنقطع عن مدينة تبوك خلال تلك الفترة. وأشاد سمو بالشباب والشابات الذين يعملون بتطوع لمجتمعهم، مشيرا إلى أن تلك ميزة ويجب الإشادة بها. وزاد: «إذا هناك خلل تم من بعض الجهات لأمر ما لا نتحدث فيه في هذا الوقت لأن هذا ليس وقت لوم وإنما وقت عمل وإنهاء ما هو موجود من أضرار خلفتها هذه السيول، نحن في دولة فيها هيئات للرقابة والتحقيق وهندسية وفنية وهي تقرر إذا كان هنالك أخطاء وتعدلها». وعن الأحياء العشوائية قال سموه: «نسعى وسعينا في السنتين الأخيرتين إلى تغيير جذري ونأمل أن يكون هنالك أفضل»، مشيرا إلى أن هناك تراكمات قديمة، والأمانة والجهات المعنية تحاول حلها.