لم تعد السلع التقليدية والأغذية المجهولة هي وحدها سيدة الساحة أمام محيط المساجد والمراكز التجارية في مكةالمكرمة حيث أحدث الباعة المتجولون نقلة كبيرة في هذا النشاط بتسويق أجهزة ومعدات طبية على العابرين برغم الجهود التي تبذلها الفرق المختصة في أمانة العاصمة المقدسة في الملاحقة والمتابعة والرصد. مهنة جديدة ظهرت مؤخرا حيث يستغل ممارسوها كبار السن والعجزة لترويج بضائعهم تحت زعم أنها تعود لهم بالنفع والفائدة، وتعالج أمراضهم مثل الروماتيزم وهشاشة العظام. المعدات الطبية لا تحمل أي علامات تجارية ولا تاريخ إنتاج ولا أحد يعلم من هم مصنعوها حيث يستغل الباعة الجائلون حاجة كبار السن والبسطاء في التمركز أمام المساجد واصطياد الزبائن وعرض بضاعتهم مجهولة المصدر والهدف في نهاية الأمر هو الربح والتكسب بأي ثمن كان والضحية هو المريض البسيط. سلع رخيصة العم سعد قال إنه يصادف هؤلاء الباعة يوميا عند خروجه من مسجد الحي ومعظم الباعة غرباء وعمال وافدون يروجون لمعدات طبية وأجهزة طبية بأسعار زهيدة بعد الادعاء بأنها تعالج الروماتيزم وهشاشة العظام والضغط، وأشار أن بعض الباعة يقبلون بأي سعر مهما كان، ما يشير إلى أن بضاعتهم مضروبة وفاسدة. والأغرب من ذلك أنهم يقدمون للمشتري وصفة العلاج وكيفية الاستخدام وأعراضها الجانبية حتى أن البائع يشعر أنه في عيادة طبية وأمام أطباء محترفون. ملاحقات يومية عثمان مالي المتحدث الرسمي في أمانة العاصمة المقدسة قال: إن هناك متابعات وجولات مستمرة على الباعة الجائلين للقبض عليهم ومصادرة ما معهم من بضائع وإحالتهم إلى الجهات المختصة لإكمال الإجراءات اللازمة حيالهم. من جهتها بينت الأخصائية الاجتماعية سميرة القرني أن الأدوات المباعة في الشوارع وبشكل عشوائي خصوصا إذا كانت أدوات طبية تهدد صحة الإنسان فمن الضروري الابتعاد عنها وتجنبها تماما مؤكدة أن هذه الأدوات قد تكون فعالة وذات مفعول إيجابي بشرط أخذها من جهة معترف بها أو من طبيب مختص.