تحيي القبائل في منطقة عسير أفراحها ومناسباتها الاجتماعية بألوان عدة من الفلكلور الشعبي المتعارف عليه سواء كان في تهامة أو السراة، إذ يعم الفرح أوساط الناس ويتجمعون في مواقع محددة للسلام وتبادل التهاني، وإقامة المناسبات والولائم للقادمين من خارج المنطقة، ويعتبر أهالي عسير من أشهر قبائل الوطن العربي اهتماماً بإحياء المناسبات الاجتماعية، إذ كان المرء في السابق يسير على قدميه عشرات الكيلو مترات للمشاركة في الحفلات، فيما يسمى سمرة سواء مناسبة زواج أو عيد أو سماية. وتطورت تلك المناسبات بعد أن تسهلت طرق المواصلات، واختصرت المسافة بين القبائل، ما انعكس إيجابا على الحفلات والمهرجانات التي تقام بمثرة خصوصا في الأعياد وصيف أبها مهرجان الجنادرية. ويرى العسيريون أن أداء هذه الفنون يعكس الشجاعة والإقدام اللذين يتحلى بهما المرء، ويزخر الفلكلور في المنطقة بالعديد من الألوان المختلفة وتتنوع وفق كل مناسبة، مثل الدمة، العرضة، الخطوة، الربخة، المزمار، الجيش، السيف، العزاوي. ويصاحب تلك الفنون إيقاعات بالزير والزلفة، ويؤديها متخصصون في ذلك توارثوها أباً عن جد كما يصاحبها السلاح الناري والأبيض إلا أنه مع كثرة الزحام بين القبائل حالياً ورغبة في الحد من الحوادث وتنفيذاً لتوجيهات ولاة الأمر لم يعد السلاح الناري يستخدم كما كان سابقاً. وتؤدى الدمة بأن يقف الشاعر بين صفين يرفع الصوت بالدمة التي لها هدف محدد المدح والثناء، الاعتذار، التسليم .. ألخ فإذا حفظ أحد الصفين المقطع الأول ذهب لتحفيظ الصف الآخر فإذا حفظوها جميعاً انتظم الجميع مع إيقاع الزير والزلفة أو بدونها يتقدمهم ويتوسطهم أمهرهم وأشدهم رشاقة وخفة وإجادة ويتابعه الآخرون في خفة وانتظام، أما العرضة فهي حماسية وتحتاج إلى خبرة ويحمل فيها الأسلحة ويتناوب فيها الأفراد مجموعات، وتوشك أن تندثر هذه العادة نظراً لكون معظم الحفلات في المساء وداخل قاعات الأفراح وندرة من يجيد أداءها حالياً ويتحمس لها. وتؤدى الخطوة على إيقاع الزير والزلفة ويلقي الشاعر «نشيدة غزلية» يرددها الصفان ثم يسيرون بخطاهم على إيقاع الزير خطوتين باليمين وخطوتين باليسار، وهكذا بالتبادل وربما قال الشاعر قصيدة لكل صف يرددها الصفان بالتبادل وفيها ما لها إيقاع سريع وفيها الثقيل وقد يصاحبها الدق على النجر أو التنكة لزيادة الروعة والحماس. وتنفذ الربخة في مجموعة من الأفراد يتشكلون في صفين وربما يشتبك الصفان حتى تصبح دائرة تشتبك الأيدي من الخلف وهي قصيرة الكلمات، وتقولها مجموعة كبيرة من الحاضرين بما فيهم الشعراء والمقولة ثم يتوسطهم داخل الصف شخص يهمس لهم بحركات يؤدون معها إيقاع الربخة المميز وقد يضع بعض الأشخاص اللوية والعصائب على رؤوسهم.