تكتظ أرجاء العاصمة المقدسة بالمرضى النفسيين الهائمين في شوارعها وأحيائها، دون رقيب يعتني بهم، أو يأخذ بيدهم ليجد لهم مأوى رحمة بهم وبالناس، الذين بأتوا يخافون على حياتهم ويأخذون الحيطة والحذر كلما مروا بجوارهم، خوفا من ما لا يحمد عقباه، وفي الذاكرة حوادث كثيرة لا تحصر لهؤلاء الشريحة من المرضى النفسانيين، مع عامة الناس، وفي القريب منها حادثة الشخص الذي تلبس شخصية المهدي المنتظر متجولا بين أفنية المدارس، مصيحا بأنه المهدي المنتظر.. «عكاظ» رصدت الظاهرة في أحياء العاصمة المقدسة ووثقتها بالكاميرا.. وفيما يلي التفاصيل. الأماكن العامة بدأنا جولتنا بالأحياء القريبة من الحرم المكي، فشاهدنا عددا منهم بأشكال وسحنات مختلفة عربية وأفريقية، ومنها تحولنا إلى الأسواق والأحياء المجاورة لها، حيث ينتشرون في الأماكن العامة والشوارع التي يكثر بها المارة، حيث بحثهم عن طعام يسد جوعهم أو صدقة تملي جيوبهم والتي ربما لا تكون موجودة إذ أن معظمهم أحيانا بلا ملابس أصلا، حيث يظهرون بمظهر لا يروق للصغير والكبير (الرجال والنساء)، فدائما ما يخدش منظرهم الحياء. طعام الحاويات في جولتنا رصدنا بعدسة «عكاظ»، تجول أحدهم وهو كبير في السن، ويكسو وجهه الشعر الأبيض، منحني الظهر، يعاني من مرض نفسي، وهو يفترش الأرض لأخذ قسط من الراحة، بعد عناء يوم صيفي ساخن، تجول فيه بين الحجاج، باحثا عن مال يشتري به الذي يسد رمقه، وتابعناه لوقت طويل، فظل يجلس هنا ويرحل من هناك، وهكذا طوال الوقت بحثا عن مأوى يروق له ليأكل ما يحمله من بقايا طعام أخذها من بعض الحاويات. هروب المرضى وأوضح ل «عكاظ» نواف الجهني، أحد المستثمرين بجوار مستشفى الصحة النفسية بحي العمرة بمنطقة مكةالمكرمة، أنه تقدم بشكوى لشؤون الصحية وإمارة منطقة مكة والشرطة للحد من هروب المرضى النفسيين، واللجوء إلى موقعه الاستثماري والذي يبلغ أكثر من 14 فيلا بمبلغ 30 مليونا، وتخوفا من أي عمل قد يتسبب فيه هؤلاء المرضى. وأكد الجهني أنه تضرر في مبيعاته ورفض المستثمرين شراء تلك الفلل لقربها من مستشفى الصحة النفسية المتواجد داخل حي سكني. لا يستطيع التحدث من جهة أخرى، رفض المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة فواز الشيخ الرد على استفسارات «عكاظ»، التي طرحناها عليه عبر الهاتف، مبررا ذلك بأنه لا يستطيع التحدث في ذلك الأمر.