رغم أن ما يحدث في مصر يؤكد أن الفساد مازال ينخر في عظامها، إلا أننا وبعد ثورة 25 يناير أصبح من حقنا كمصريين أن نحلم ونتمنى. نتمنى أن نرى رئيس مصر القادم يمارس حياته بعيدا عن القصور، بلا حراسات ولا سيارات فارهة ولا بدلات بالملايين، فمن غير المعقول أن يعيش في هذه الأبهة، بينما يعاني نصف الشعب من الفقر.. نريد رئيسا يحقق أهداف الثورة «حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية»، فميادين التحرير مازالت مشرعة أمام الشعب الذي أطاح بالنظام السابق. نريد رئيسا تنويريا، متفتحا، يعرف قيمة مصر وما تمتلكه من مقومات وثروات وخبرات وعقول قادرة على العبور إلى بوابة العالم الأول بكل جدارة، لا يشغله سوى المصلحة العليا للوطن، يعمل بكل طاقته خلال فترة رئاسته، ثم يترك المجال لغيره، وينخرط في الحياة العامة، فيضيف لقاموسنا السياسي لقب الرئيس السابق، و الأسبق.. نريد رئيسا لا إلها.. يعرف معدن الشعب.. طيبته.. بساطته، فلا يستغلها، يؤمن بأنه ليس أكثر ذكاء أو عبقرية أو صاحب فضل على أحد، فالمصريون سواسية، وللجميع الحق في العيش. نريد رئيسا يحفظ الأمن، ينهض بالاقتصاد، يهتم بالتعليم ومخرجاته، يضع صحة المواطن ضمن أولوياته، يقضي على الوساطة، يحل مشكلة العشوائيات ويمنع سكن القبور.. نريد رئيسا يبني جسورا لعلاقات خارجية متوازنة مع أشقائنا العرب وأصدقائنا الأفارقة، ويعيد حساباته مع أعداء الأمة بناء على رغبات الشعب. نريد رئيسا يحترم الديمقراطية الحقيقية معنى وممارسة، فيرتقي بالإعلام ويطهره ليصبح نزيها متحيزا للشعب، لا إعلاما ترويجيا له ولأسرته ولحاشيته. نريد رئيسا تكون زوجته واحدة من سيدات مصر، ، فمصر مليئة بالسيدات الأول، ومن غير المقبول أن تشاركه في الحكم، أو الترزز أمام الكاميرات. نريد رئيسا يوفر حياة كريمة لنعيش مرفوعي الرأس.. رئيسا عادلا يتقي الله في شعبه حتى ينام آمنا قرير العين. «عدلت فأمنت فنمت يا عمر».