شتاء وحطاب صغير

مقطوعة أدبية تستفيق من سباتها العميق وجذوة صمت منكسرة تتشبث ببقايا جمر من حطب وعدت معها اتشبث ببقايا حبر فكرة. حبر لحظة حبر طفولة بائسة حبر حلم مبتور. حبر شتاء قارس! هناك تعمدت قرصنة قلمي، والإبحار به في خيال صديقي الصامت لا يعرف الرقابة وخطوطها الحمراء فجأة يمتلئ أفقي برداهات الوقت من هنا ومن هناك تمتمة بأحاديث السمر ثمة أبواب مؤصدة لم تفتح وأخرى لاتحتاج سوى دمعة صدق تفتح مصراعيها! وحدي في شتاء قارس أحكي ولا أحكي أسمع ولا أسمع أستملي قصصا وأساطير وسنوات عجافا. هناك في سماء الجنوب تقف الجبال شامخة في كبرياء وتصرخ السحب هائمة ويغني الضباب لحن الصباح والمطر طيور صداحة منتشية بعبير الياسمين بقايا مطر بقايا دموع بقايا حنين.. حفيف الشجر وكسرات أحجار بللها الحب والبرد أغنية دافئة تلتحف السماء بحبها إيماءات الشمس تداعب ثلج الشتاء بالطهر والعدل. نسيم عليل يتسلل عبر معطفي ينفث سكوني وقوتي وتجلدي يبعث الحياة في أوردة أشقاها الحب والغربة والحنين والفقر والبحث دوما عن الأفضل! غربة شتاء سطور باردة وقلم أديب دافئ فراشات متبخترات تسابقن أعمارهن رشاقة وحبا في الحياة.. برد الشتاء مذكراتي وأقلامي قصيدتي وهيامي..معطفي وبكائي برد الشتاء شقاوة طفولتي.. أبي وحقوله.. أمي وحنانها برد الشتاء سعال جدي وحكاية الحطاب الصغير
فايع آل مشيرة عسيري