الفارسة لا تترجل : فوزية أبو خالد

وطن للحرف

فجع المجتمع الإعلامي بغياب الدكتورة فوزية أبو خالد، وفقا لأحاديث صديقاتها وأخبار صحفية عنها في يناير 2011 اكتشفت إصابتها «بالسرطان» ونتيجة لحرج المرحلة أخضعت لعملية أجريت فبراير الماضي بأحد مستشفيات لندن.. وما تزال خارج الوطن لتلقي العلاج. (لا) للاعتراض، وترد في العنوان احتجاجا على ترجل الفارسة من الساحة الإعلامية.
الدكتورة أبو خالد من جيل الرائدات والرواد، قامة وطنية، شاعرة وكاتبة وأكاديمية وباحثة في القضايا الاجتماعية والسياسية حازت على الدكتوراه من جامعة سالفورد بمانشستر بريطانيا، وعنوان رسالتها «المرأة والخطاب السياسي». عملت ما قبل المرحلة الثانوية محررة وكاتبة بجريدة «عكاظ».. حاليا عضو هيئة تدريس بقسم الدراسات الاجتماعية لكلية الآداب بجامعة الملك سعود، لها آلاف المقالات المنشورة بصحف محلية وعربية، كاتبة مقالة بصحيفتي الجزيرة السعودية و«الحياة»، ترجم عدد كبير من أعمالها الشعرية للغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية.. للكثيرين معها محطات ثقافية ولي معها محطة إنسانية، أول دخول لي إلى جامعة الملك سعود في بداياتي الصحفية فرغ المكان من الجميع، بالقرب من بوابة الخروج مرت عابرة أمامي، لا أتذكر ما دار بيننا على أساس أنني إحدى الطالبات لم يتسن لي الوقت لتعريفها أنني صحفية وتأخرت السيارة، سألتني: «أوصلك حبيبتي»..؟
ابتسمت لها وشكرتها، لاحقا في إحدى المناسبات قيل لي هذه الدكتورة (والقيمة الوطنية والثقافية فوزية أبو خالد).. متأكدة أنها لا تذكر هذا الموقف.. وبالطبع لم ولن أنساه.
صورتها تطرز معرضي الشخصي واعتبر هذا من أهم المكاسب، آخر مرة التقيت بها في أبريل 2010م، بمناسبة تدشين مقر صحيفة «رسالة جامعة» الملك سعود، وكعادتها تضحك مثل طفل مسرور (تهامسنا)حول حضورها المهيب في الإصدار الذي كان حديث المجتمع الثقافي لمعرض الرياض للكتاب 2010م (السعودية..سيرة دولة ومجتمع: قراءة في تجربة ثلث قرن من التحولات الفكرية والسياسية والتنموية) لمؤلفه الدكتور عبدالعزيز الخضر، وصنفت أبو خالد من خلاله ضمن عمالقة الجيل الشعري الثالث في بلادنا وكانت الأنثى الوحيدة في تلك المرحلة المبكرة.
فوزية أبو خالد.. الفارسة (لا) تترجل ويا قلبها الذي أتعبه حب الوطن.. لك السلام ومنا كبير الأمنيات وأصدق الدعوات بأن تشفى وتعود ليسطع الألق.. ويتمرد الغياب.
قالت في حوار صحفي معها: أحتاج دعاءكم لأصير بينكم قريبا، وبإذن الله لن تخذلني رحمة الرحمن ولن أخذل بدوري حبكم الجارف.
kalemat22@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة