أوضحت مصادر مطلعة أن كواليس الانتخابات التي جرت في مجلس الغرف السعودية شهدت تجاذبات عديدة بين الأعضاء، وصل بعضها إلى حد الاعتراض على تنظيم الانتخابات، وأن معظم الحضور أبدوا رغبتهم في التجديد لرئيس غرفة جدة صالح كامل من أجل بقائه في منصب رئيس مجلس الغرف للمرة الثانية على التوالي. وعلل المعترضون على الانتخابات اعتراضهم لسببين أحدهما غياب معايير واضحة لتحديد هوية رئيس مجلس الغرف، والآخر تمكين غرفتي المدينةالمنورة والمخواة من المشاركة في التصويت باعتبار أنهما صوتان غائبان نتيجة عدم وجود مجلس إدارة لكل منهما في الوقت الحالي، وجرى توثيق ذلك الغياب بعبارة: «عدم تمثيل غرفتي المدينةالمنورة والمخواة لعدم قيام وزارة التجارة والصناعة بتشكيل مجلسي إدارة للغرفتين، ما يعني انعدام التمثيل القانوني للغرفتين في المجلس لعدم اكتمال الكيان القانوني للغرفتين». وأثناء المحاولات خلال الاجتماع بإقناع صالح كامل بقبول رئاسة فترة ثانية لمجلس الغرف رفض عرضهم، بقوله: «يجب أن تترك الفرصة للغرفة الأخرى إعمالا لمبدأ الديموقراطية»، مطالبا غرف الرياضوجدة والشرقية بعدم الترشح لهذا المنصب لتمكين الغرف الأخرى من الحصول على فرصتها. وبعد مداولات عدة ترشح للمنصب ثمانية رؤساء غرف، بعد انسحاب ثلاثة من ترشيح أنفسهم وهم رؤساء الغرف الكبرى صالح كامل، عبدالرحمن الجريسي، وعبدالرحمن الراشد. وأسفرت عمليات التصويت عن حصول رئيس غرفة أبها عبدالله المبطي على 33 صوتا، رئيس غرفة الخرج إبراهيم الحديثي على 32 صوتا، رئيس غرفة المجمعة فهد الربيعة 25 صوتا، رئيس غرفة الأحساء صالح العفالق 20 صوتا، رئيس غرفة القصيم يوسف العريني 15 صوتا، رئيس غرفة حائل خالد السيف 14 صوتا، رئيس غرفة تبوك محمد العودة 5 أصوات، ورئيس غرفة الطائف نايف العدواني على صوت واحد فقط. وجرت عملية الانتخابات في ظل غياب المعايير، وذلك بعد إقرار آلية انتخاب رئيس المجلس ونائبيه في 19 فقرة أبرزها حصر الانتخاب والترشح وحضور اجتماعها حق مقصور على أعضاء مجلس إدارة الغرف، ووجوب حضور المرشح بنفسه ومنع التفويض، واستمارتان تحتويان على رموز سرية أحدهما للناخب بدون توقيع، والأخرى للناخب بتوقيع، أما صندوق الاقتراع فلا يكون في مكان ما بل يمرر على الأعضاء لوضع الاستمارة بداخله بعد تعبئتها. وبعد الانتهاء من إجراءات الانتخابات وحصول رئيس غرفة أبها المهندس عبدالله المبطي على منصب الرئيس طالب أعضاء بمنح صالح كامل مسمى «الرئيس الفخري لمجلس الغرف السعودية»؛ نتيجة لما بذله خلال الفترة الماضية، وعند التوقيع على نتيجة الانتخابات وقع رئيس غرفة كبرى أمام اسمه بعبارة «مع تحفظي لعدم وجود المعايير»، وتبعه في ذلك ممثل غرفة سجل عبارة أمام توقيعه «مع تحفظي حتى إيجاد المعايير». يذكر أن «عكاظ» انفردت في عددها بتاريخ (12/09/1431ه) بنشر خبر اعتراف مجلس الغرف خلال اجتماعه الذي عقد في مكةالمكرمة بأن آلية انتخاب رئيس مجلس إدارته ونائبيه التي تم التعامل بها في الدورات السابقة كانت تجرى بطريقة مخالفة للنظام؛ لأنها انحصرت في ثلاث غرف هي الرياض، جدة، والشرقية، والمعروفة باسم الغرف الكبرى.