هل نستطيع كشعب سعودي أن نقدم على الحوار بمفهومه الحقيقي المتزن؟ بينما ينظر الكثير منا إلى التحاور والاستماع إلى الرأي المخالف على أنه جريمة كبرى، هل نستطيع نسيان الاختلافات بيننا، لم أقل تقبلها لأنه يصعب على البعض ولكن على الأقل تناسيها في تعاملاتنا اليومية، خصوصا أننا بلد مترامي الأطراف وكل منا له عاداته وتقاليده بل وحتى لهجته الخاصة به، نتمنى ذلك مع أن الواقع بعيد كل البعد عن هذا، فالأغلبية يريدون من غيرهم أن يكونوا أشباها لهم بالتفكير والتوجهات بل وحتى مواقفهم حيال القرارات المصيرية أحيانا، وبكل أسف يوجد بيننا من يجامل ويكذب بآرائه خوفا من نقمة وغضب الأغلبية وأحيانا لا يلام فصاحب الرأي المخالف بكل أسف محفوف بالمخاطر. يجب أن نقتنع أن الاختلاف ظاهرة صحية وأنه يثري الحوار والثقافة فماذا يضيف لك رأي مطابق لرأيك ويتفق معك، كما أن الآراء والتوجهات تعتمد على طبيعة وظروف وبيئة الشخص المحاور، فهل تتفق امرأة عاملة كادحة تعاني يوميا من مشاكل المواصلات وضغوط العمل وتأثيرها على العائلة مع ربة منزل متمتعة بكامل حقوقها المنزلية وهناك من هو مسؤول عن كل احتياجاتها بالرأي حول حاجة المرأة لقيادة السيارة؟ مثلا، وهل يتفق رجل ثري صاحب شركات واستثمارات كبرى ينفق مئات الألوف يوميا مع رجل موظف بسيط ينتظر راتبه الشهري على أحر من الجمر حول غلاء أسعار الطماطم والحليب وغيرها. لا بد أن نعي الاختلافات البيئية والخلفيات الثقافية والمادية التي تؤثر بشكل مباشر على رأي الأشخاص وتوجهاتهم، والذي نتمنى أن يتبناه مركز الحوار الوطني حيث قرأت أنه من ضمن أهدافه معالجة القضايا الوطنية من اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية وتربوية وغيرها وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته. رأينا إعلانات وإرشادات مؤثرة وفاعلة، ولكن نحتاج أكثر من ذلك خصوصا أن القائمين عليه رجال لديهم الضمائر الصادقة والوطنية الحقة. [email protected]