يبلغ عدد الممرضين في المملكة 45 ألف ممرض وممرضة في مستشفيات وزارة الصحة، ونسبة السعودة فيه 23 في المائة، ويبلغ عددهم في المملكة في القطاعين الخاص والعام حوالى 78.000 ممرض وممرضة؛ إلا أن هذه الأعداد السابحة في أجواء صعبة داخل المستشفيات لم تستطع الوقوف تجاه مستحيلات مهنتها التمريض، بل استسلمت هذه الآلاف من الممرضين والممرضات لهذه المستحيلات وأعلنت الخضوع التام لها، ورمت بأسلحتها القانونية في سلة المهملات لتقول: جميع مستحيلاتنا التمريضية العشر هي في أمان من أي اعتداء أو مساس بل هي لوحة شرف ووسام على صدر كل ممرض وممرضة حتى وإن خرجت منا دموع نذرفها، أو زفرات نخرجها فما هي إلا دموع فرح وسعادة بهذه المستحيلات، والتي دائما ما نتشرف بذكرها في جميع المناسبات واللقاءات مع العامة والمسؤولين بل وحتى الصحافة لم تبخل بذكرها وها نحن نذكرها في هذه الصحيفة العطرة علها تخرج إلى المسؤول فربما كان له رأي آخر تجاهها: مستحيل أن تثبت على دوام واحد، فلابد أن تصعد على مكوك الورديات: صباح ثم تحلق في المساء لتهبط آخر الليل والناس نيام، مستحيل أن تنقل من مستشفى لآخر بدون بديل (دقيش) كما هو متعارف عاميا، ولكن من أين هذا البديل ما دام أن المسألة دخلت تحت خط أدفع أكثر تجد أكثر فأحدهم دفع 80 ألفا لأي بديل يرضى به ولم يجد بديلا حتى الآن. مستحيل أن تجد الممرضة زوجا يقبل بدوامها بكل سهولة. لذا صدق أي نسبة عن ازدياد عدد العوانس في المهن الطبية، فالمجتمع لا يريد لهذه الفتاة الاجتماع تحت سقف الزوجة، لا نعمم لكن لا نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل على أصحاب القلوب السوداء والشكاكة. مستحيل أن تجد المستشفى بدون مرضى، فهذه المهنة مليئة بالمعاناة وقليلة الراحة فيها، فمع خروج مريض تفاجأ بدخول آخر، ومع وجود سرير شاغر في القسم تجد مريضا بانتظار الدخول في قسم الطوارئ. مستحيل أن تتقدم بطلب إجازة في الوقت الذي يناسبك بكل أريحية؛ فهناك مواسم تكثر فيها الحوادث، وهناك مواسم تكثر فيها طلبات الإجازات، ومن المستحيل أن يترك المستشفى بدون كادر تمريضي كاف، وبالطبع أدرجت تحت خط مستحيلات التمريض. مستحيل أن يتفرغ الممرض في المستشفى لمهامه فقط، حيث إن ممرات المستشفى جعلته يصبح مسؤول استعلامات عن هذا القسم أو ذاك، وترتيب الأسرة جعلته أفضل من عشرة عمال نظافة، ومحاولة إصلاح الأجهزة الطبية كثيرة الأعطال جعلته مهندس أجهزة طبية ولو من غير شهادة، ومع كثرة الشكاوى والتحقيقات جعلت الممرضين والممرضات قادرين على فتح مكاتب للمحاماة للمرافعة بالقضايا فلا إدارة تقف، ولا صوت يسمع لهم، فضلا عن كثافة المسؤولية الملقاة على عاتقهم. مستحيل أن ينعم الممرض بعطلة نهاية الأسبوع (الخميس والجمعة) بشكل ثابت. مستحيل أن تحدث مشكلة في القسم دون أن يوضع الممرض أو الممرضة في معمعتها. مريض خرج على مسؤوليته: لماذا يسأل الممرض عن خروجه؟ مستحيل أن تشكي مريضا وينصف من حقك بكل سهولة. المريض يبقى مريضا مهما فعل!! عبارة كثيرا ما تناولها الممرضون والممرضات كحقنة وريدية تعطى مباشرة بكامل تركيزها. عبدالعزيز جايز الفقيري تبوك