• يضع عشاق كرة القدم أيديهم على قلوبهم؛ خوفا من أن تتحول لعبتهم إلى لعبة يد ولهم في هذه المخاوف ما يبرر خوفهم فمنذ هدف مارادونا باليد في مرمى إنجلترا ذات كأس عالم وملاعب كرة القدم تعترف بصحة أهداف اليد، إلا أن الظاهرة هذا العام تنامت وربطت أهداف بأهداف وكان آخر هذه الأفعال المخلة بشرف الرياضة في مباراتي الأهلي المصري والترجي التونسي ليكبر السؤال وربما مع كبر حجمه يرتفع معدل الصراع المزمن التي تعاني منه هذه الكرة والمتمثل في أصحاب الزي الأسود. • وأقول زي أسود تفاعلا مع اللون السائد الذي لم تلغه الأزياء الجديدة للحكام على الأقل من عقولنا. • ياترى ما الحل في الخروج من مأزق هذه الأهداف التي وقع فيها هنري واعترف أنها جناية ارتكبها في لحظة ضعف بحق الكرة وبحق نفسه؟ لكن هذا اعتذار ذهبت به رياح الرغبة في تحقيق الفوز ولن يذهب من قلوب المتضررين منه أعني الإيرلنديين. • وما بين الأمس واليوم حالة تكرار المشهد بين مصر وتونس تغير الخطاب الإعلامي ما بين الرفض والقبول لاسيما أن الحالتين قفزت بفريق وأسقطت آخر. • يقول معلق المباراة وحدة بوحدة والبادي أظلم.. فهل هذا كلام؟؟ • كلا ليس حلا أن تتشابه الأخطاء وليس منطقا أن نطلق على هذا التجاوز بحق كرة القدم واحدة بواحدة، خاصة أن الميدان ميدان رياضة فيه تنافس شريف وقانون يطبق على الجميع دون الارتهان لأي مبرر. • ما الذي يمكن أن يفعله حاكم كرة القدم جوزيف بلاتر وصقور اتحاده أمام هذه الحالة، هل سيتركون الأمر للتقدير الآني ويتعاملون معه على أنه من الأخطاء التي تندرج تحت مسمى أفضل الحكام أقلهم أخطاء؟ أم أن ثمة تحركا مع تنامي هذه الظاهرة لوضع حد لها. • السائد هو أن هناك نسبة وتناسبا في الوقوع في مثل هذه الإشكالات والتي توزع أحيانا نسبها على حكام الساحة وأقرب مساعد لمثل هذه الحالات. • إلا أن المنطق يقول أحيانا إن ثمة تساهلا من الحكام على طريقة مبررات انعدام الرؤية، في وقت أرى أن الرؤية في هدفي الأهلي والترجي ذهابا وإيابا واضحة وبالذات في هدف الترجي. • في حالة مثل هذه، هل سيقتنع المراقبون في الاتحاديين الدولي والأفريقي بمبررات الحكم و مساعده؟ • أشك أن ثمة من سيقتنع أن المسألة هنا مسألة هفوة رغم إيماني التام أن شكي لن يقدم ولن يؤخر في مثل هذه الحالة، لاسميا أن هناك حالات مشابهة كثر حسمت بها نتائج مباريات مفصلية على مستوى عالم كرة القدم في تظاهرات عالمية وقارية ومحلية وما إلى ذلك من تجمع كروي. • السؤال المفحم: ماذا لو رأى مشرعون في كرة القدم أن هناك رائحة تعمد من الحكم أو تساهلا من مساعده، فهل سيكتفي بوقف الجاني فقط، أم أن مبادئ الرياضة والتي منها النزاهة والنظافة تفرض إعادة المباراة أي مباراة يظهر من خلالها أن هناك من يدين الحكام؟ • سؤال افتراضي ذهبت به إلى ما لا يقره قانون إدارة المباريات لكنه مشروع في ظل هذه الممارسات التي تحول فيها هدف اليد صحيحا في كرة القدم. • أسمع أن هناك تطويرا سنويا للحكام وأقرأ هذه الأيام مطالبة رئيس الاتحاد الأوربي ميشيل بلاتيني بتطبيق الحكام الخمسة في بطولة أوروبا، لكن ماذا عن ظاهرة التسجيل باليد أليست هي خيانة لمبادئ كرة القدم التي طالما نسمع بها؟ • في حالة اكتشاف الخيانة من اللاعب ينذر من الحكم، لكن في حالة عدم اكتشافها أو تمريرها أليس من الواجب وجود عقوبة قاسية لكي يتم على الأقل إرساء قاعدة اللعب النظيف؟ • ماذا لو كانت المباراة في مصر وسجل الهدف بهذه الطريقة أو في تونس ما الذي سيحدث وقتها؟ • وعندما أدلل بهذه الحالة فالقصد ليس من المتضرر أو المستفيد بقدر ما أريد أن أفتح أكثر من قوس لخيانة تحدث على مرأى ومشهد من مئات الآلاف. • يقول أحد الكتاب المنفعلين من حادثة ملعب رادس: في الإسلام اليد التي تسرق تقطع وفي كرة القدم اليد التي تسرق تسمى باليد الذكية. • ولأننا لم نصل إلى مرحلة مقارنة سرقة بأخرى فأتمنى من المشرعين في كرة القدم إيجاد حل لمثل هذه المغالطات؛ خوفا من تتحول أهداف اليد في ملعب كرة قدم إلى ذهبية ومنتجة ويحتفى بصاحبها كما يحتفى بالأبطال. • منذ فعلة مارادونا حتى الآن لم يصدر ما يؤكد أن هناك محاربة للغش في ملاعب كرة القدم وربما إلى الآن والرفاق حائرين يتساءلون ... وما الحل؟ • الحل كما أرى بسيط وليبدأ بالحكام أنفسهم ومن ثم اللاعبين بقرارات تصل حد الوقف أو الغرامة المالية والوقف معا، أما ترك الأمور هكذا على علاتها فقد نرى العجب العجاب.. والمتضرر في هذه الحالة الكرة أقصد كرة القدم.