يتبادر للمواطن وهو يشاهد مبنى الأمانة من بعد، انه أمام منشأة عملاقة في كل شي، ولربما أخذه الخيال والتمني لو أن له مراجعة في هذا المبنى حتى يحدث أقرانه عن ما وجده من تنظيم رائع ومبنى حديث واستقبال يفوق الوصف. لكن بمجرد أن يأتي المراجع لهذا المبنى لربما ندب حظه وأضاع يومه كاملا في البحث عن موقف لسيارته، ومن ثم الاستعداد للمشي مسافة طويلة حتى يصل للمبنى وبعد ذلك السؤال عن مدخل الأمانة وعليه ان يأخذ الحذر والحيطة من دخول وخروج السيارات إلى المواقف فالدخول والخروج للجميع سيارات ومراجعين، ومن ثم عليه ان يستعد مرة أخرى لكي يصعد لثلاثة أدوار حتى يصل لبوابة المبنى وإن كان طاعنا في السن فعليه ان لا يراجع وان ينوبه في ذلك من عنده قدرة التحمل، وإذا وصل للبوابة الرئيسية للدخول للمبنى وأخذ قسطا من الراحة وأتم الاستعداد لمراجعة معاملته، فإنه يتوجب عليه ان لا يدخل المبنى بل يتجه لصالة علاقات الجمهور كي يحصل على إذن بالدخول وهناك يجد الزحام على أشده وما عليه مرة اخرى إلا التحمل والصبر والانتظار حتى يأتي دوره للحصول على إذن الدخول وعند شباك الموظف تصعق بالإجابات التالية(معاملتك حولت للإدارة الفلانية / راجعنا بعد أسبوع / الموظف ليس موجودا على مكتبه / المدير الفلاني في اجتماع) وإن تحصلت على واسطة تدخلك المبنى فسوف تكون اسعد اللحظات لديك، ولكن بمجرد وصولك للمصاعد ستجد المنتظرين في منظر يجعلك تخاف على حياتك من جراء هذا الزحام في احد المصاعد، عندها ستجد نفسك مضطرا لمغادرة المبنى وأنت تودعه دون ان تحقق مرادك بزيارة تسجل في ذكرياتك وتحدث بها أقرانك. أحمد السلمي