يقف اليوم الوطني للمملكة كذكرى تتجدد في كل عام لتدلل على ملحمة التشييد والبناء التي سطرها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله وهذه الذكرى العطرة لا يمكن أن تمر دون تأمل ووقفات خاصة وأنها أنموذج للعطاء يوم علت فيه كلمة الحق بشريعة إسلامية وتقاليد عربية حتى وصلت بلادنا إلى مكانة مميزة جعلتها بفضل الله محط أنظار العالم فهي قبلة المسلمين ومحط أفئدة العالم. وقد وصل الإعلام والحركة الثقافية في المملكة إلى مستوى من النضج والازدهار والتقدم في ظل البيئة الخصبة والمناخ الملائم لتألقهما وتعديهما الحدود المحلية والعربية لتصل إلى العالمية. وتعاظم دور المملكة السياسي في خدمة القضايا العربية والإسلامية إذ أصبحت المملكة تؤدي دوراً مهماً في استتباب الأمن في المنطقة مما جعل المنصفين في العالم كله ينظرون إليها على أنها ميزان لحل مشكلات المنطقة والقضايا الدولية على أسس ثابتة وراسخة وواضحة قوامها الحق والعدل والإنصاف، مشددين على دور المملكة في التأكيد على التضامن العربي والإسلامي والتقريب بين مختلف الأطراف وتقديم الإمكانات المادية والمعنوية لجعل هذا التضامن حقيقة على أرض الواقع، لافتا إلى أن المملكة تقوم ببذل كل جهد دبلوماسي ومادي من أجل إرساء قواعد العدالة والأخوة والمحبة في أرجاء المعمورة. ومما لا شك فيه أن النهضة الثقافية في المملكة هي ترجمة حقيقية للطفرة الحضارية التي تعيشها المملكة في السنوات الأخيرة والتقدم الذي تمشي في ركابه على كافة الأصعدة والمستويات، ويأتي دليلا على ذلك تجدد ذكريات هذه الملحمة الوطنية التي يشهدها الوطن قيادة وشعبا والتي تجسد نظرة المملكة بعيدة المدى للثقافة والحضارة فهي ترعى وتسخر طاقاتها إلى تحقيق التكامل بين الجهات ذات العلاقة لحفظ ورعاية ودعم الحراك الإعلامي والثقافي.من مؤشرات عمق الثقافة السعودية تسلحها بما أتاحه الدين الإسلامي الحنيف من التعددية وحرية الفكر والتعبير، ومن ثم فقد انطلقت الثقافة في المملكة للأمام في مسارات كثيرة وتعددت تجلياتها بين مهرجانات وجوائز دولية ومنتديات ووسائل إعلام متطورة ودور نشر كبرى ومواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت وجامعات على أعلى مستوى وغير ذلك من شتى المظاهر الثقافية. سعود بن علي الشيخي المشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام في جدة