(الوطن فوق الجميع).. مرحلتنا القادمة بعد إعلان الملك عبدالله موقفه العلني من الفساد المالي والإداري والقضائي المخبأ وراء الواجهات اللامعة والذي كشفت عنه معركة «جدة» مع مخربيها وكشف عنه سيلها الذي كان ضارة نافعة! نحن اليوم على عتبة فجر جديد يوازي فجر يوم الوحدة والتأسيس في وضوحه... ونقائه وتأثيره وفي احتوائه الأرض ومَنْ عليها من الأغنياء والفقراء، الأقوياء والضعفاء لا فرق بينهم إلا بما عملت أيديهم! نحن اليوم ضد المفسدين والمتواطئين على سرقة مال الوطن لو كان بينهم لنا عزيز.. مهما كان اسمه أو صفته أو واجهته.. لو سرقت فاطمة بنت محمد قطعت يدها.. وها هو الملك عبدالله يطبق المنهج ذاته بعد فضيحة سيل جدة الذي حرك الساكن وجعل الحقائق تشق السطح وتظهر! وإذا كانت بلادنا محسودة قبل ذلك على النفط والاستقرار اليوم... الجميع يحسدها على موقف قيادتها من الفساد المبطن واللصوصية الجسور التي لا تخاف وضح النهار!! فهذه معضلة الخراب في البلدان العربية العامرة إذا سرق الغني ما فضحوه وإذا سرق الفقير عاقبوه! في بلادنا اليوم واقع مختلف وحقيقة تظهر للعيان كنموذج فريد يطبق منهجية خير أمة أخرجت للناس! لم يعد للفساد مكان أو مكانة عندنا..ما دامت يد الملك عبدالله فوق أيديهم تردعها بقوة العدل وشجاعة القرار قبل أن تنام لهم عين بما ربحوه في الذمم والضمائر! إنها المرة الأجمل التي تأخذ الصدارة فيها هيئات حقوقية مثل الرقابة والتحقيق والادعاء والمرة الأولى التي تخرج فيها كلمات ليست كالكلمات المعتادة... مثل المحاسبة، العقاب الردع، وعدم العفو وليس العفو! ذلك يعني أن الإصلاح لم يعد سيرة مجالس ولا هو قول بلا عمل.. بل هو الحقيقة التي لم تعد خيالا جميلا! ويعني أيضا أن على هذه الهيئات التي أصبحت اليوم محط الأنظار أن تقبض على الزمام بجدارة وذمة وتقوم بواجبها على أكمل وجه فلا يكون من يمثلها محتاجا لهيئة أخرى أو يستحق قرارا مماثلا على لسان ملك حكيم! لقد أعطت القيادة الدور لأصحاب الشأن، فإما أن يكونوا أهلا للمسؤولية أو أن الإخفاق في الإصلاح سيبقى في رقابهم إلى يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم! لقد انتقلت الأمانة بهذا القرار السديد إلى الجهات المختصة فأي تقصير منها أو قصور هو خيانة للأمانة قبل أن يكون تقصيرا في الأداء؛ لذا عليها جميعها أن تراجع قدراتها وأن تبدأ خطواتها لوجه الله ثم لوجه الوطن! ومما يثلج الخاطر أن القرار الرشيد لم يتضمن فقط محاسبة المقصرين والمتورطين، إنما هذا القرار أيضا تنبيه لكل من تسول له نفسه الاستمرار في حلب الوطن.. والمتاجرة بماله! رائع هذا القرار في كونه أدب الذي لم يتأدب! وأخاف الذي كان يظن أنه لا يخاف!! هو تكسير لمجاديف القائمين على نهب الوطن وتنتيف لأجنحتهم..!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة