يعد الإصدار الجديد للإعلامي زاهي وهبي، «مرئي مكتوب» عبارة عن انطباعات كتبها في صحف عربية، عقب لقاءات أجراها في برنامج "خليك بالبيت" أو في مناسبات خاصة ألمت به، محاولا عبرها استعادة الذات. وفي هذا الصدد يقول وهبي في المقدمة: «عندما تكتب الآخر هل تكتبه أم يكتبك؟ تكتبه أم تكتب نفسك فيه؟ تكتب عنه أم عنك؟ وهل من الممكن وضع حد فاصل وواضح بين الذات والآخر، بين الأنا والهو؟ أليس في كل منهما بعض سواه، وهل من آخر بلا مرور عبر الذات أو من ذات بلا عبور الآخر فيه؟». هذه الإشارة العميقة إلى العلاقة الملتبسة بين الأنا والآخر والتناص بينهما، أو ما يمكن وصفه بالتكاتب أو الكتابة الإبداعية الجماعية اللاواعية، يخفي نوعا من الاستسهال في جمع مقالات صحافية متناثرة لا يجمعها جامع بين دفتي كتاب، حيث تتفاوت الشخصيات التي يتناولها الكاتب تفاوتا حادا فمن سعيد عقل ومحمد الماغوط والطيب الصالح ومنصور الرحباني وأدونيس ونزار قباني ومحمود درويش ومرسيل خليفة ويوسف شاهين إلى دالي وهبي مولوده الجديد، فالخادمة السريلانكية التي رحلت إلى بلادها بعد رحيل والدته المسنة، ولكل مقال انطباع، كنوع من الكتابة الإنشائية الانطباعية التي لا عمق لها ولا مغزى، كأنها الكتابة للكتابة على طريقة الفن للفن أو النشر للنشر. يقع الكتاب في 278 صفحة من الحجم الصغير وهو صادر عن الدار العربية للعلوم وعن منشورات الاختلاف.