حذر إماما وخطيبا الحرمين الشريفين المسلمين من الظن ورمي أمة أو الأشخاص بالفسوق عند نزول النوازل واتهام أقوام بالتقصير، واتباع الأهواء في الحكم على الأشخاص أو الأقوال أو الأفعال والتصرفات وفيما يحصل من كوارث. وذكرا المسلمين في خطبتي الجمعة أمس، بما حدث من نوازل في عهد السلف وقالا: «حلت كوارث في خير القرون فكان عام المجاعة ووقع الطاعون في عهد الصحابة رضوان الله عليهم وفيهم المهاجرون والأنصار وأصحاب بدر وصفوة الأمة». ولفت إماما وخطيبا الحرمين الشريفين إلى «أن مجتمع محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه رضي الله عنهم خير المجتمعات وأصلحها، وهل كان محمد صلى الله عليه وسلم وهو يتخوف هذا التخوف من الكسوف والخسوف ومن الرياح ومتغيرات الكون، هل كان متهما لأصحابه بالسوء أو حاكما عليهم بالفساد»، مشيرين إلى إن القول بذلك فيه اعتراض على أقدار الله وحكمته. إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد أوصى في خطبته المسلمين قائلا: «عليكم أن تلزموا فقه نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم واحذروا المسلك الفرعوني». واستطرد: «في العقود القريبة الماضية ابتليت الديار بسنين من الشدة وسنوات من الفقر والقلة وأحوال من الضعف والعيلة والخوف والتشرد، وقد كان الناس في إيمانهم أحسن حالا وبربهم أقوى اتصالا. وأضاف الشيخ ابن حميد: «من المتقرر لدى أهل العلم أنه لا يقطع بأن كل البلايا عقوبات، بل منها ما هو ابتلاء وتمحيص، ومنها ما هو رفع للدرجات وتكفير للسيئات، ومنها ماهو امتحان للرضا والتسليم وتحقيق الإيمان بأقدار الله المؤلمة، وما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا حزن إلا كفر الله بها خطاياه، ومنه ما يكون سببا لصلاح النفس والذرية في الدين والدنيا». وقال: «إن في قولهم هذا اعتراضا على أقدار الله وحكمته». وفي المدينةالمنورة، نبه إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ من تغليب الأهواء في الوظائف بشتى أنواعها وتغليب المصالح الخاصة على المصالح العامة من دون وجل ولا حياء. وقال في خطبة الجمعة أمس: «إن من صور الأهواء المنتشرة في المجتمعات المسلمة تغليب الأهواء في الوظائف بشتى أنواعها، ويبرز ذلك في أعمال المحسوبيات وتغليب المصالح الخاصة على المصالح العامة من دون وجل ولا حياء، ومن صور ذلك تقديم غير الكفء حتى في الاستحقاق الوظيفي فيقع المسؤول في الحيف بترقية أحد المتساوين في الاستحقاق لا لشيء، إلا للأهواء والمصالح الذاتية أو الوشائج النسبية وكل هذا أمر لا يقره الشرع المبين ولا العقل الرصين، بل هو إعراض عن الصراط المستقيم وزلل عن الهدي النبوي العظيم».