شهدت بعض مناطق المملكة مساء الأحد 4 مايو 2025، أجواءً جويةً غير مستقرة تزامنت مع موسم المراويح، حيث تعرضت لعواصف ترابية شديدة وأمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة. وأصدر المركز الوطني للأرصاد إنذارًا باللون الأحمر بسبب العواصف الترابية التي ضربت العاصمة الرياض ومحافظات الدرعية، المزاحمية، حريملاء، رماح، وضرما ومنطقة القصيم تسببت هذه العواصف في انعدام شبه كامل في مدى الرؤية الأفقية، حيث وصلت إلى كيلومتر واحد أو أقل. ورافقت العواصف هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة، أدت إلى جريان السيول في بعض المناطق، وكانت مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار. وهذه الظواهر ليست نادرة في هذا الوقت من العام، حيث يُعرف موسم المراويح في المملكة، وخصوصًا في شهري إبريل ومايو، بتقلباته الجوية الشديدة التي تشمل العواصف الترابية والأمطار الرعدية، لذا، فإن ما حدث يُعد امتدادًا طبيعيًا لهذا الموسم، وليس ظاهرة استثنائية، وجاءت التوصيات بضرورة قيادة المركبات بحذر بسبب تدني مدى الرؤية الأفقية، يُنصح وتوخي الحذر أثناء القيادة. وجاء بالبيان أهمية متابعة النشرات الجوية والاطلاع المستمر على تحديثات المركز الوطني للأرصاد ليساعد ذلك في اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ومنها البقاء في الأماكن المغلقة خلال فترات العواصف الترابية، ويُفضل البقاء داخل المباني لتجنب التعرض للغبار والأتربة. ليست وليدة اليوم وأكد أ. د. عبدالله المسند -أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقاً، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية- أن الأجواء الخطرة وقت المراويح ليست وليدة اليوم ولا نادرة، بل تتكرر في خلال شهري إبريل ومايو، ومع هذا ما زال البعض يخرج ويتنزه وقت تشكل السحب الركامية، جاء ذلك عبر تغريدة في حسابه في منصة "X". وأضاف: أعجب ممن يتجاهل الخطر، وردد المثل الشعبي الدارج: "ليالي العيد باينة من عصاريها" -ويستخدم هذا المثل للتعبير عن أن ملامح الأحداث المتوقعة تظهر من بدايتها، وغالباً يبدأ الناس بالتأهب قبل دخول مثل هذه الأعاصير- مبيناً أن الرياح الهابطة لها علامات واضحة؛ رطوبة عالية، سحب ضخمة، هدوء مفاجئ، عواصف ترابية، أمطار وبَرَد، ذاكراً أن الرياح الهابطة من السحب الركامية ليست مجرد نسمة، بل إعصار مُباغت من السماء، وقد تضرب الرياح الهابطة الأرض بسرعة 90-110 كم/س، وقد تحوّل المزارع والمخيمات إلى مصائد خطر محدق، وغالبًا الرياح الهابطة تهب بعد العصر، وفي أيام الرطوبة العالية، والحرارة المرتفعة، تسبقها سحب ركامية شاهقة. لا تجازف وعن الحالات الجوية الماطرة في شهر مايو، قال د. المسند: لا نستنكر هطول الأمطار في هذا الشهر، وإن كان محسوبًا على نهايات الربيع، إلاّ أنه قد يشهد حالات مطرية قوية واستثنائية، ففي مثل هذا الشهر من عام 1982م -1402ه-، سال وادي الرمة بسيلٍ عظيم استمر نحو شهر كامل، في واحدة من أندر وأقوى الحالات المطرية التي سُجّلت في حوض الوادي خلال العقود الأخيرة، مردفاً: لا عجب أن يستمر المطر في مايو، فالأرض والسماء لا يُحدّان بتقويم، والله يرسل الغيث متى شاء، كيف شاء، وبما شاء، ولمن شاء، هذا والله أعلم، مطالباً الجميع عدم المجازفة والابتعاد فورًا عن "الكرفانات"، والأشجار، والهناقر، والمخيمات، فكلها فريسة سهلة، مع ضرورة الاحتمِاء بالمنازل أو المركبات، مخاطباً متابعيه: من الذكاء أن تبادر لا أن تُباغت، اتجه فورًا إلى الملاجئ الآمنة، السيارات أو المباني الخرسانية والله الحافظ. فترة انتقالية وقال عبدالعزيز بن محمد الحصيني -الباحث في الطقس والمناخ عضو مؤسس لجمعية الطقس والمناخ وعضو مؤسس لجنة تسميات المناخية- (عبر حسابه في منصة X): إن موجات الغبار التي حدثت متوقعة وهي مؤشر على أن موسم المراويح هذا العام موسم ضعيف حتى الآن، وذلك بسبب قلة الأمطار، رغم أن هناك سيول، لكن كانت في مناطق محدودة وضيقة لكن متفائلين خير في قادم الأيام، مضيفاً أن هذه الفترة فترة انتقالية وعادة يكون فيها تقلبات جوية تشمل عواصف رعدية مطر ورياح وغبار، لذا من المهم في هذه الفترة معرفة الطقس خاصةً لمن لديه مناسبة في مكان مفتوح أو كان في سفر على الطرق بين المدن. تدني الرؤية وتشير توقعات الطقس للأيام القادمة في الرياض، استمرار الأجواء غير المستقرة مع احتمال هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة، مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار، ما قد يؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية، كما تشير التوقعات إلى تحسن نسبي بعد يوم الثلاثاء 6 مايو في الأحوال الجوية، مع بقاء الأجواء غائمة جزئيًا واحتمال هطول أمطار خفيفة في بعض المناطق، أما الأربعاء 7 مايو فيتوقع أن تكون الأجواء مستقرة وصافية، مع درجات حرارة معتدلة نهارًا ومائلة للبرودة ليلًا، ويوم الأحد الماضي توقّع المركز الوطني للأرصاد في تقريره عن حالة الطقس استمرار هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة تؤدي إلى جريان السيول مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من مناطق جازان، وعسير، والباحة، ومكة المكرمة، والرياض، والقصيم، في حين تكون خفيفة إلى متوسطة على أجزاء من مناطق حائل، والشرقية، والحدود الشمالية، تمتد إلى أجزاء من منطقتي الجوف، وتبوك، كما تنشط الرياح السطحية التي تحد من مدى الرؤية الأفقية على أجزاء من منطقة المدينةالمنورة. رياح سطحية وأشار التقرير إلى أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر ستكون شمالية غربية إلى شمالية بسرعة 20-42 كم/ساعة على الجزء الشمالي والأوسط، وجنوبية غربية إلى شمالية غربية بسرعة 15-35 كم/ساعة على الجزء الجنوبي، وارتفاع الموج من متر إلى مترين على الجزء الشمالي والأوسط، ومن نصف المتر إلى متر ونصف على الجزء الجنوبي، وحالة البحر خفيف إلى متوسط الموج، فيما ستكون حركة الرياح السطحية على الخليج العربي شمالية غربية إلى شمالية شرقية تتحول في المساء جنوبية شرقية إلى جنوبية بسرعة 10-30 كم/ساعة على الجزء الأوسط والشمالي، وجنوبية غربية إلى جنوبية شرقية بسرعة 12-32 كم/ساعة على الجزء الجنوبي، وارتفاع الموج من نصف المتر إلى متر ونصف، وحالة البحر خفيف إلى متوسط الموج. أ. د. عبدالله المسند عبدالعزيز الحصيني