لا يشك صاحب عقل أن الكتابة على الجدران الشخبطة ظاهرة غير حضارية. ففي معظم الأحياء الشعبية والشوارع الرئيسية والفرعية نشاهد تشويها لكثير من الحيطان والواجهات التي معظمها من المنازل أو المرافق العامة ولعل أرسطو حينما عزا ذلك إلى سن المراهقة جعلنا نسلم جدلا، فالمراهق قد نتحمله لطيشه ونزواته وحاجته للتعبير عما بداخله. ولكن عندما يمطر سماسرة تسديد القروض الشوارع العامة وواجهات المحلات والبنوك وكبائن الصرافات بالملصقات والإعلانات الداعية لحملتهم الاستثمارية! بدون مراعاة للذوق العام. تجعلنا نتساءل. هل ما يقوم به هؤلاء عمل حضاري؟ أم لا ؟! هل راعى هؤلاء خصوصية وحق الغير، وذلك بنشر ملصقاتهم بدون الأذن لهم بذلك؟ والعجيب في الأمر أن الحرب بينهم وبين عامل النظافة في البنوك سجال فتجد العامل يقوم بتنظيف الكبينة حفاظا على مشاعر ومراعاة ذوق زائري تلك الكبائن وفي اليوم التالي تجد أنهم قد عادوا إليها بكرة أقوى فيغلقوها بملصقاتهم الدعائية حتى مدخل بطاقة الصراف !! لعل الفيلسوف أرسطو يجد ضمن تصنيفاته التربوية تصنيفا لهم، فمراهقتهم ليست عمرية فقد تكون مالية .. محمد حمدي السناني