المشكلات الاجتماعية التي تقلق المهتمين بالشأن العام يفوق عددها الحصر بما أوجده العصر الذي نعيش من اضطرابات نفسية في العموم، ومفاتن تستهوي الشباب خاصة. فمن عقوق للوالدين، لارتفاع نسبة الطلاق، والعنوسة لما يتطلبه الزواج من مصاريف لم تعد منحصرة في المهر وإنما تعدت ذلك لما تتطلبه احتفالات الشبكة ومن بعدها الملكة ثم تأتي ليلة العرس بقاصمة الظهر، يلي ذلك التأثيث الذي يتطلب مصاريف فوق احتمال الشباب، بل وحتى فوق احتمال شريحة كبيرة من المجتمع، هذا إلى جانب تفشي المخدرات التي هي من أبرز أسباب حوادث السيارات التي أودت بأرواح الكثيرين، كما أصابت الأكثر بإعاقات بالغة أو إصابات مؤثرة. بالإضافة إلى ما تصيب به وأعني المخدرات الشباب من عاهات أخلاقية لا تليق بشاب مسلم. هذه بعض المشكلات الاجتماعية التي توجب على كليات خدمة المجتمع خاصة والجامعات بما حصلت عليه من دعم كراسي البحوث الاهتمام بدراستها والعمل على وضع الحلول لمعالجتها. وفي عدد يوم السبت 7 شوال 1430ه نشرت «عكاظ»: أن جامعة الملك عبد العزيز في جدة ستطلق قريبا مركزا بحثيا يدرس ميدانيا واقع الظواهر الاجتماعية وحقائقها التي يعايشها المجتمع السعودي لإعطاء صورة واضحة عنها عن طريق مشاركة المجتمع ودراسة قضاياه وفق أسس علمية. وأوضح ل «عكاظ» المشرف العام على مركز البحوث والتنمية الاجتماعية عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة الدكتور محمد سعيد الغامدي أن المركز سيهتم بقضايا المرأة السعودية ورفع مستوى الوعي العام في المجتمع ذات العلاقة بواقع المرأة وقضاياها كالطلاق والعنوسة وغلاء المهور وهروب الفتيات. كما تتضمن اهتمامات المركز قضايا تعاطي المخدرات، مشكلات الشباب، ارتفاع معدل الجريمة في المجتمع، ظواهر الهجرة الداخلية والخارجية تدرس عن طريق 12 وحدة بحثية. وأفاد الغامدي أن من ضمن الوحدات البحثية تتوفر وحدة مختصة في بحوث الاتجاهات والرأي العام تهتم بقياس اتجاهات الجمهور حول القضايا الاجتماعية ذات الأهمية لمعرفة نبض الشارع وأخرى تختص في السكان والتخطيط الاجتماعي. والذي لا شك فيه أنها خطوة جيدة تحسب لجامعة الملك عبد العزيز في جدة على أن تكون من مهام المركز بعد تشخيص المشكلات العمل على دراسة مسبباتها وإقامة ورشات عمل لوضع الاقتراحات التي تساعد إن لم يكن على القضاء على المشكلات.. فعلى الأقل تخفيف حدتها، وتقليل نسبتها. كما أن من المهم أن تشارك جامعة الملك عبد العزيز هذه المهمة بقية الجامعات المنتشرة في ربوع الوطن، فالمشكلات إياها ليست على منطقة دون أخرى أو شريحة دون سواها. إن ما يحدث في الشمال له مثيل في الجنوب، وما يقع في المنطقة الغربية له ما يشابهه في المنطقة الشرقية والوسطى، ولا شك أن الجميع ينتظر من الجامعات مجتمعة أن تقوم بمثل ما ستقوم به جامعة الملك عبد العزيز في جدة. وأعود لما بدأت به من أن المشكلات متعددة كما أنها ليست وقفا على منطقة دون أخرى، ولذا فلابد من تعاون جميع شرائح المجتمع وجمعياته الإنسانية بالتكاتف مع الجامعات لمعالجة أسباب المشكلات التي باتت تقض مضجع كل أسرة.. فهل إلى ذلك من سبيل؟. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة