وزير الصناعة والثروة المعدنية يبحث مع وزير الطاقة الأمريكي تعزيز التعاون    نائب أمير تبوك يطلع على تقرير عن مؤشرات الأداء التعليمي بالمنطقة    جمعية البر بأبها توقّع اتفاقية تعاون مع جمعية المتقاعدين بعسير    نائب أمير منطقة مكة يدشن المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة الدائمة للحج والعمرة    مستشفى الولادة والأطفال بالدمام يرفع طاقته الإستيعابية للطلب المتزايد لخدماته    المرور : دعهم يعبرون الطريق بأمان    انخفاض أسعار الذهب    "كاوست": ابتكار يحمي الطائرات من تداخل إشارات الجيل الخامس    المملكة تدين الانتهاكات الإسرائيلية في سورية ومحاولة تقسيمها    مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية والهيئة العامة للطيران المدني تنظمان فعالية للتبرع بالدم    «بتور الصحية» تعيد رسم الحياة لمبتوري الأطراف    غزة تحت النار.. مجازر متواصلة وحصار يخنق الحياة    ثقافة السلام    حسام بن سعود: الباحة تزخر بمقومات طبيعية ونوعية    المملكة تتصدر الرياضات الإلكترونية عالميًا    بلدية بقيق تطلق مشروع جمع ونقل النفايات    استعراض أعمال "جوازات نجران" أمام جلوي بن عبدالعزيز    مصادر «البلاد»: رايكوفيتش يعود لحماية عرين الاتحاد في الجولة الثانية    حكّام دوري روشن يختتمون معسكرهم الإعدادي في الطائف استعداداً للموسم الجديد    بريطانية تصطحب خروفاً لاستلام نتائج الامتحانات    مشعل النار في الغطاء النباتي بقبضة الأمن    25 مليار دولار استثمارات متوقعة في تدوير البلاستيك    نائب وزير الحرس الوطني يزور مركز القيادة الرئيسي بالوزارة    52% من مشاريع الخصخصة بقطاع المياه    أكد دعم إجراءات سوريا لتحقيق الأمن والاستقرار.. مجلس الوزراء: استمرار الانتهاكات الإسرائيلية دون مساءلة يقوض النظام الدولي    ضبط مخالفين ومواطن بقضايا تهريب وترويج مخدرات    البنيان يطلع على خطة تعليم جدة للعام الدراسي    المملكة تقود حراكاً دولياً لكسر حصار غزة    دعوات متصاعدة لإضراب عام.. فرنسا على أعتاب أزمة سياسية جديدة    لمواجهة الجماعات المسلحة البلوشية.. إيران وباكستان تتعهدان بتعزيز التعاون لاجتثاث الإرهاب    «الأنباط» في ناشيونال جيوغرافيك اليوم الأربعاء    أنغام تعود من المانيا وتبدد الشائعات    فيلم «هجرة» السعودي يتألق بمهرجان البندقية    «فيسبوك» يكشف هاربتين من دفع «فاتورة البيتزا»    قبل انطلاق دوري روشن.. الأندية تعزز صفوفها بنجوم عالميين    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يرأس اجتماع اللجنة الدائمة للحج    نادي نيوم والطموح الكبير    متلازمة ما بعد الإجازة    صناعة الإبداع    أبها تستضيف النسخة الأولى من كأس الخليج تحت 20 عاماً    فنزويلا تنشر سفناً حربية ومسيرات في مياهها الإقليمية ردا على التحركات الأميركية    القدوة الحسنة في مفهوم القيادة السعودية    أبواب المسجد الحرام.. تسهيل الدخول والخروج    النصر يستأنف تدريباته بعد خسارة كأس السوبر    "ميسي" البرتغال قريب من الاتحاد    فنادق مكة.. «ملتقى» جوازات سفر دول العالم    59 طائرة إغاثية سيرتها السعودية إلى غزة    نائب أمير الشرقية يطلع على مبادرات "الشؤون الإسلامية"وخطط جامعة البترول والمعادن    السعودية تدين استمرار الانتهاكات الإسرائيلية وتوغلها داخل سوريا    رحيل العميد بني الدوسري.. قامة إنسانية وذاكرة من التواضع والنقاء    ظل الأم في حياة الرجل العاطفية    نيابة عن خادم الحرمين .. نائب أمير مكة يفتتح أعمال مؤتمر مسؤولية الجامعات في تعزيز القيم والوعي الفكري    رصد للطيور والكائنات البحرية في بيئات المملكة    إستراتيجية جديد ل«هيئة التخصصات».. تمكين ممارسين صحيين منافسين عالمياً    مسؤولة صحية روسية تحذر من متحور ل«كورونا»    قلق الانفصال.. معاناة تتطلب رعاية مبكرة    نائب أمير منطقة جازان يعزي في وفاة شيخ شمل قبائل قوز الجعافرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحَقُّ أَبْلَجُ... والبَاطِلُ لَجْلَجٌ ياترامب
نشر في عكاظ يوم 07 - 02 - 2025

تضمن الخطاب السري للحاخام الأكبر إيمانويل رابينوفيتش، الذي ألقاه في 12 يناير 1952 بالمؤتمر الاستثنائي للجنة الطوارئ لحاخامات أوروبا، الذي عُقد في بودابست، قوله: «إن الهدف الذي ما زلنا نعمل من أجله منذ 3000 سنة قد أصبح بالمتناول، ولن تمر أعوام قليلة حتى يسترد شعبنا مكانه الأول بالعالم، ويعود اليهودي سيداً، وكل جوييم (غير اليهودي) عبداً.... منهجنا يتمثل بإثارة الشرق ضد الغرب والغرب ضد الشرق، وسنحارب الأمم التي تقف على الحياد لنجبرها على الانضمام إلى هذا المعسكر أو ذاك، ولن ندع أحداً يقف في وجهنا إذا أراد التخفيف من حدة النزاع... والهدف النهائي هو الحرب العالمية الثالثة التي ستفوق في آثارها ودمارها الحروب السابقة، وستكون هذه الحرب معركتنا الأخيرة في صراعنا التاريخي ضد الجوييم. وسنعمل على بقاء إسرائيل حيادية في هذه الحرب حتى تنجو من آثارها وتصبح مقراً للجان التحكيم والرقابة التي سيعهد إليها الإشراف على قضايا الشعوب الباقية... ولن تكون هناك أديان بعد الحرب العالمية الثالثة، فوجود الأديان ورجل الدين خطر علينا وعلى سيادتنا المقبلة للعالم، فإن القوة الروحية التي تبعثها في نفوس المؤمنين بها تبعث فيهم الجرأة على الوقوف في وجهنا». وقد نشر ذلك الخطاب ضابط المخابرات البريطاني /‏ الكندي وليام غاي كار، في كتابه «أحجار على رقعة الشطرنج» عام 1958.
ويندرج ضمن سياق تلك الاستراتيجية الصهيونية ما تلاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ورقة مكتوبة أمامه، الثلاثاء 4 فبراير، عن خطة للاستحواذ على قطاع غزة، وتهجير قسري لسكانها. ما يعني بالتالي أن السياسة الخارجية الرسمية للولايات المتحدة سوف تسعى إلى الاحتلال غير القانوني لأرض ذات سيادة، والتطهير العرقي لسكانها، وهما منهج إسرائيل، ويعدان جرائم ضد الإنسانية. والمتتبع لمسيرة نشوء واستمرار إسرائيل، يدرك وبوضوح أن تلك الخطة بالتأكيد صاغها وأقرها الكيان الصهيوني، وسلمت لحليفهم لقراءتها من على منصة البيت الأبيض.
وقدرات اليهود على إثارة الفتن والحروب راسخة على مدى التاريخ الإنساني. ولذلك ليست هناك غرابة أن دولاً غربية عديدة طردتهم من أراضيها بين القرن 13 إلى 16. فقد طردتهم: إنجلترا 1275، فرنسا 1306، سكسونيا 1348، هنغاريا 1360، بلجيكا 1370، سلوفاكيا 1380، النمسا 1430، هولندا 1444، إسبانيا 1492، ليتوانيا 1495، البرتغال 1498، إيطاليا 1540، وبافاريا 1551. وعانت منهم دول أخرى كروسيا وألمانيا وغيرهما من الدول خلال القرنين الماضيين، وابتُلي بهم العالم العربي حتى الآن باحتلالهم الغاشم للأراضي الفسطينية.
ولا يخفى عن العيان أيضاً مكرهم الخبيث، فهم بارعون في تضليل الوعي العام ودفع الخصوم إلى مواقع دفاعية، من خلال خلق واقع وهمي تصبح معه الأفكار والمشاريع الخيالية خياراً مطروحاً للنقاش. فالخطة التي أطلقها ترامب الثلاثاء الماضي ترمي لإثارة ضجة إعلامية، تهدف إسرائيل من خلالها إلى تشتيت انتباه الرأي العام، وتحويل الخطاب السياسي العالمي من إدانة ومطالبة بوقف العدوان والاحتلال إلى بحث البدائل والخيارات، وأن تلعب بتلك الخطة كورقة تفاوضية لكسب التطبيع مع القوة العربية والإسلامية الكبرى (المملكة العربية السعودية).
ولكن الشرفاء بالدول العربية والإسلامية والعالمية والداخل الأمريكي والمنظمات الدولية أعلنوا استنكارهم وشجبهم لتلك الخطة. وأدركت القيادة والحكومة السعودية الرشيدة بحنكتها مرامي ألاعيب تلك الخطة؛ فأكدت الأربعاء 5 فبراير دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية، حيث تضمن بيان وزارة خارجيتها «أن موقفها من قيام الدولة الفلسطينية راسخ وثابت ولا يتزعزع، وليس محل تفاوض أو مزايدات». وأضافت أنها «لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ولن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك... وأنها تشدد على ما سبق أن أعلنته من رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه».
فعلى الفلسطينيين الحرص على وحدة موقفهم، لأن القادم سيكون أسوأ.
وعلى الصهاينة وأعوانهم أن يدركوا جيداً أنهم لن يتمكنوا من استدراج القيادة والحكومة السعودية لحبائل فخاخ المناورات الإعلامية والضغوط السياسية الزائفة.
وعلى الرئيس الأمريكي ترامب إدراك كما يقال بأن القرارات السيئة لا يتخذها إلا من ينزعون إلى تجاهل ما تراكم من معرفة وخبرة لدى الناس الذين لديهم اختصاص بتلك القرارات، ومن لا يشجعون المناقشات والحوارات مع المختصين. وإذا ما أراد أن يكون بطلاً للسلام ويحقق الاستقرار والازدهار للشرق الأوسط، عليه أن ينقل أحباءه الإسرائيليين إلى ولاية ألاسكا ومن ثم إلى غرينلاند بعد أن يضمها إليه.
وعلى العالم العربي والإسلامي أن يدرك الحكمة الصينية التي تتجلى بلغتها، حيث تكتب كلمة أزمة في شكل حرفين (wei-ji)، وتعني خطراً وفرصة. فالحرف الأول يدل على الخطر الذي نواجهه جراء الأزمة التي حدثت، والحرف الثاني الفرصة التي من الممكن لنا أن نغتنمها من أجل الاستفادة من الدروس التي تعلمناها خلال مراحل الأزمة، ونقلل من خطر حدوثها مجدداً أو على الأقل نكون مستعدين لها في المرة المقبلة.
خاتمة: من أقوال الشاعر عبدالله الطلحي الهذلي:
حنا على رجمٍ هبوبه عنيفه
ومن حولنا نوٍ له رعود وبروق
واهل الردا كلٍ ينادي حليفه
وابليس في درب الردا ساقهم سوق
الحر ما ياقع على لحم جيفه
يوم ان غيره يرخي الراس ويذوق
طرد السراب نهايته للكسيفه
يا اللي تقولوا كل مطرود ملحوق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.