أكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن المملكة العربية السعودية ستقدم الدعم الكامل لليمن، داعيًا الأممالمتحدة والدول المانحة إلى الالتزام بتعهداتهم المالية لليمن الذي يحتاج من الجميع الدعم والرعاية، معربا عن سعادته باستضافة المملكة أول مؤتمر افتراضي لجمع التعهدات المالية بهذا الحجم بمشاركة الأممالمتحدة. وثمن جهود المملكة العربية السعودية والأممالمتحدة في استضافة مؤتمر المانحين لليمن 2020، في هذا الوقت الذي يجتاح فيه وباء كورونا (كوفيد - 19) دول العالم كافة. وأبان أن التعهدات المالية لهذا العام لم تصل إلى ما وصلت إليه العام الماضي، نظرًا إلى التحديات التي تواجه العالم في الوقت الراهن بسبب جائحة كورونا وماصاحبها من أزمات إنسانية واقتصادية في العديد من دول العالم. وأوضح الربيعة أن المتحدثين أجمعوا على أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، إلى جانب العمل على تنسيق الجهود لمساعدة اليمن لمواجهة جائحة كورونا والوصول إلى مستقبل أفضل مع العمل على تفعيل المرجعيات ال3 (المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، مخرجات الحوار الوطني اليمني، قرار مجلس الأمن 2216). وأوضح الدكتور الربيعة أن المنح المالية التي أعلن عنها خلال المؤتمر ستُنفذ من خلالها العديد من المشاريع من قبل وكالة الأممالمتحدة ووكالات دولية وفق خطط العمل المسبقة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الافتراضي الذي عقده الدكتور عبدالله الربيعة بمشاركة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك عقب اختتام أعمال مؤتمر المانحين لليمن 2020، الذي نظمته المملكة بالشراكة مع الأممالمتحدة في الرياض أمس. وأكد الربيعة أن المحافظة على أرواح الناس هي الهدف الأسمى للجميع، مشيرا إلى أن التعهدات والالتزامات المالية المقدمة تحقق نتائج على أرض الواقع في اليمن، وقال: «التعهدات المالية التي ذكرت سوف تساعدنا على الاستمرار في الأعمال الإنسانية والبرامج الموجودة الآن على أرض الواقع». وقدم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك من جانبه شكره وتقديره للمملكة على استضافة هذا المؤتمر. وأعلن لوكوك أن النتائج الأولية للتعهدات المالية خلال المؤتمر أسفرت عن جمع مليار و350 مليون دولار أمريكي من الدول المشاركة في المؤتمر، مؤكدا أن الأممالمتحدة مستمرة في دعم الشعب اليمني. وأشار مارك لوكوك إلى ما قدمته المملكة العربية السعودية من دعم لليمن بلغ 500 مليون دولار، معربا عن أمله بالحصول على المبالغ التي أعلن عنها خلال المؤتمر التي بلغت مليارا و350 مليون دولار، حاثًا الداعمين على الإيفاء بالتزاماتهم كي لا تغلق المنظمات بعض برامجها لعدم كفاية المال، وقال: «هذه أهم رسالة للمانحين، بألا يقوموا بالتعهد فحسب ولكن أيضا بالدفع». ولفت مارك لوكوك إلى أن المؤتمر يدعم المبادرات التي قدمتها المملكة من خلال دعم البنك المركزي اليمني حتى يتم التأكد من أن الريال اليمني يحافظ على مستوياته، متمنيًا لليمن أن يتقدم ويتخطى هذه المرحلة نحو السلام، وأن يُدعم ضد الانقسام، موضحا أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأممالمتحدة ليس هدفها توفير الطعام ل30 مليون شخص فقط وإنما أن يتم المضي قدما للخروج من هذه الأزمة وأن يكون الناس قادرين على إعادة اقتصادهم بأنفسهم. وأوضح أن ما أُعلن عنه من تعهدات سُجلت في المواقع الإلكترونية وبشفافية تامة، «إذا كان هناك عدم التزام من أي دولة أو جهة فإن الأمور ستكون متابعة من الجميع»، داعيا إلى أهمية أن تقوم جميع الدول بمساعدة الدول الأخرى على التعاطي مع أي كارثة.