مهما بلغ بي العمر .. وكذلك أبناء و بنات جيلي .. فلم يمر بنا ولم نعش زمناً يشبه زمن هذا الفيروس (كورونا) جاء هذا الفيروس ليقول للإنسان ما أضعفك.. ما أهونك عند خالقك جاء ليقول يا أيها الإنسان مهما وصل غرورك وعلمك واختراعاتك ومهما بلغت اسلحتك الفتاكه..وترسانات اختراعاتك لوسائل الدمار الشامل فأنت لا تساوي جناح بعوضة أمام عظمة وقوة وجبروت خالقك لم يكن يخطر ببالنا أننا سنعيش يوماً في حالة من الرعب والهلع ستسود العالم كما حدث مع إنتشار فايروس كورونا ربما لأننا لم نعش قط أزمنة الأوبئة .. لم نكن نعرف ماذا فعل وباء الطاعون مثلاً.. وكان أكثر ما يخيفنا ويؤرقنا مرض السرطان الذي لا يجرؤ البعض على ذكر اسمه خوفاً وتشاؤماً .. نعم كنا نسمع مما كان يرويه لنا الجدات والأجداد من حكايات عن ضحايا الأمراض في حياتهم .. كانت قصصاً غريبة ومؤلمة عما حصدته الكوليرا و الملاريا والتيفوئيد والجدري من أرواح على سبيل المثال .. ومع تسليمي بقساوة ما عانوه وواجهوه من ويلات .. الا أنه يظل زمن الكورونا هو الزمن الذي لم تشهد له البشرية مثيلًا على مر الأزمان والأعوام .. سيظل التاريخ يذكر ان جائحة كورونا قد غيرت العالم أكثر من الحروب والمجاعات .. جاء هذا الفيروس فجأة من مدينة ووهان الصينية ليجتاح العالم عابراً لكل حدود الجغرافيا متحدياً غطرسة الدول المتقدمة وأمريكا وكل شعوب الأرض وجبروتها .. وليرغم العالم على التقوقع والانعزال وإغلاق الحدود والمطارات والموانئ .. وليوقف كل أنشطة الحياة.. وليعيق الاقتصاد العالمي عن التقدم في أي مسار وليكبد اقتصادات الدول الخسائر تلو الخسائر .. وليتجمد العالم خلف اربعة جدران .. هذا ناهيك عن تعطيل كل القوانين وأنظمة الديمقراطيات ليتسيد قانون الطوارئ حكم العالم وبالتالي تقييد الحريات العامة والشخصية .. وعلى الرغم من تعالى بعض الأصوات التي كانت تروج لنظرية المؤامرة وأن هذا الفايروس (مصنع ) وأنه جزء من صراع الدول العظمى وأنه أيضاً اختراع جرثومي ضمن سباقات الحروب الجرثومية بينها .. الا ان هذه النظرية سقطت سريعًا فقد خرج الفايروس من أسوار الصين لتسقط في براثنه أكبر الدول الأوروبية وتعاني ويلاته وليكشف هشاشة أنظمتها الصحية وضعفها الشديد في مواجهة وادارة ازمته بشكل يدعو للأسى والأسف.. واستفاق العالم أجمع أمام خطر داهم قادم بقوة وسرعة شديدتين ولا يمكن تجاهله .. وليسارع الجميع في البحث عن الحلول وايجاد الملاذات الآمنة .. والتصدي لمأساة القرن ومخاطرها على صحة الإنسان واقتصاد العالم .. سنكمل معاً في المقال القادم الحديث حول الدروس المستفاده