أبدى موقع الدرر السنية (المتخصص في التراث) فرحه وارتياحه لخبر وفاة المفكر المغربي المثير للجدل ( محمد عابد الجابري)، مبديا أسفه ممن يترحم عليه من الدعاة ويحزن على موته أو يدعو الله أن يخلف على المسلمين مفكراً مثله . وفسرت إدارة الموقع الذي يشرف عليه الشيخ علوي السقاف موقفها بأن المسلم الحق كما يحزن لموت العلماء والدعاة إلى الله فإنه يفرح بهلاك أهل البدع والضلال، خاصة إن كانوا رؤوساً ورموزاً ومنظرين، يفرح لأن بهلاكهم تُكسر أقلامُهم، وتُحسر أفكارُهم التي يلبِّسون بها على الناس مستدلة بما ورد في الحديث الذي رواه البخاروي ومسلم ((يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب)) وأضافت: فكيف لا يفرح المسلم بموت من آذى وأفسد العباد والبلاد. وساق المقال الذي حمل عنوان: (الموقف الشرعي الصحيح من وفاة أهل الضلال، (محمد عابد الجابري، مثالاً) أمثلة عديدة من كتب السير والتاريخ والتراث لأقوال للعلماء السابقين ومواقفهم التي أظهروا فيها فرحهم لموت أهل الضلال، معقبا بالقول: فمن هذا حاله، ألا يُفرح بموته؟! أوَ ليس في موته وهلاكه -على الأقل- توقف هذا السيل الجارف من البدع والضلال؟ وهو ما يحتاج من العلماء والدعاة والمفكرين الإسلاميين -بحق- الغيورين على دينهم ردحاً من الزمن لإزالة حثالة أفكاره التي خلفها في كثيرٍ من كتبه. وأضاف: من يعرف فكر الرجل (فوالله) يُخشى على دينه، لأنه ما من مسلم يخشى الله ويغار على هذا الدين إلا ويفرح بهلاك من ببقائه هدم الإسلام، ومن بموته ينكسر معول من معاول هذا الهدم. ولم يكن موقع الدرر السسنية من تقبل خبر وفاة الجابري بالاستبشار فحسب وإنما حذت نحوه العديد من المنتديات وكتاب المدونات والمواقع الذي وصفوا موته بالهلاك مستنكرين الترحم عليه. الجدير ذكره أن الدكتور محمد عابد الجابري، (أستاذ الفلسفة بجامعة الرباط) اشتهر بمؤلفاته العديدة حول قضايا التعليم والفكر العربي المعاصر والتراث والحداثة والديموقراطية والعلمانية والعروبة والإسلام. وأثارت كتاباته الكثير من الجدل سيما التي تناول فيها نقد العقل العربي وقضايا التراث والديمقراطية، وهي كتابات جلبت له الشهرة والتقدير لدى البعض، فيما جعلته هدفاً لهجوم آخرين رأوا في كتاباته "تهجماً على الإسلام"، لمحاولاته قراءة التراث من خلال نظرة تاريخية، في ضوء مناهج أوروبية معاصرة، وكذلك مساعيه لدراسة القرآن في ضوء ما يسمى بمنهج تأويلي معاصر. وتعرض الجابري في عام 2006 لهجوم عنيف لنشره مقالا بعنوان "ما قيل إنه رُفع أو سقط من القرآن"، وهي مقالة ساق فيها الجابري بعض الآيات القرآنية التي قالت عنها بعض كتب التراث إنها "قد تكون سقطت" ولم تُدرج في نص المصحف. وكان مما قاله في المقالة التي أثارت جدلا واسعا: "إن القرآن وقع به بعض التحريف وأن علماء السنة اعترفوا بذلك". وكان الشيخ الدكتور عبد الرحمن البراك قد حذر من الجابري وفكره حيث وصفه بأنه ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن مما أدى إلى اغترار كثير من الأغرار بكلامه وكتبه، وفرح به من يوافقه على فكره محذرا من كتابه "مدخل إلى القرآن الكريم"، الذي تضمن فصلاً بعنوان "جمع القرآن ومسألة الزيادة فيه والنقصان". ويرى البعض أن الجابري أوجد توازناً في الفكر العربي بين المشرق والمغرب، بعد أن ظل المغرب يعتمد فترة طويلة على المشرق العربي، وخاصة على مصر"، كما أن الجابري أحدث حراكاً كبيراً في الفكر العربي.