دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي إلى تهدئة التوتر الذي يصاحب المواجهة الكروية الحالية بين منتخبي مصر والجزائر، منتقدًا التصعيد غير المنطقي لهذه القضية خصوصًا من جانب الإعلام ومطالبًا بدور أكبر للحكماء والعلماء. جاء ذلك في بيان أصدره قبيل لقاء مصر والجزائر في العاصمة السودانية الخرطوم مساء الأربعاء في لقاء فاصل يحدّد من يصعد منهما إلى نهائيات كأس العالم المقبلة لكرة القدم التي تستضيفها جنوب إفريقيا 2010. وشابَ التوتر اللقاء الأخير بين الجانبين الذي جرى السبت الماضي في القاهرة وانتهى بفوز مصر 2- صفر مما جعل الفريقين يتساويان في رصيد النقاط والأهداف ليخوضا بالتالي لقاء فاصلًا، وفقًا للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وتساءل القرضاوي في بيان عن الروح العربية والإسلامية بل والروح الرياضية التي غابت عن الأجواء في الفترة الماضية، مؤكدًا أنّ الإسلام يبرأ من هذه العصبية العمياء. وتحت عنوان "نداء إلى الإخوة في مصر والجزائر" دعا القرضاوي إلى إطفاء النار "التي أوقدها الشيطان" قبل أن تحرق الجميع، مؤكدًا أنه دهش لما رآه من تصعيد إعلامي للموضوع شابه التهويل واستباحة الكذب، مما أحيا العصبية الجاهلية التي مَحَتْها عقيدة الإسلام. وقال القرضاوي: إنه سمع أنّ "المصريين في الجزائر غير آمنين على أنفسهم ولا أهليهم وأولادهم"، مضيفًا أنه "يستبعد على أبناء الشهداء، وأحفاد الأمير عبد القادر، وتلاميذ ابن باديس والبشير الإبراهيمي، أن يعتدوا على ضيوف في بلدهم، هم في الحقيقة إخوان لهم، وبعضهم لا يُعِير لعبة الكرة أي اهتمام". ودعا القرضاوي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لتدارك الأمر والعمل على إطفاء هذه الفتنة، كما عبر عن أسفه لتضخيم الأمر حتى بدا كأنه قضية مصيرية، مؤكدًا أن ذلك سيثير سخرية الآخرين وفي مقدمتهم إسرائيل من العرب، ومضيفًا أن ما صعَّب الأمر أن بعض المسئولين تأثروا بالمشاعر الغاضبة للجماهير فانساقوا إلى أقوال لا ينبغي أن تسمع وإلى أعمال لا يجوز أن تصدر. وحذّر القرضاوي من أن "نار الفتنة يمكن أن تأكل الجميع وتلتهم الأخضر واليابس، وسيكون المنتصر الحقيقي هو إسرائيل"، كما ذكَّر المصريين والجزائريين بأن بينهم تاريخًا مشتركًا وقفوا فيه صفًّا واحدًا ضد عدو مشترك. وأخيرًا أكّد القرضاوي ضرورة أن يتذكر الجميع أن كرة القدم مجرد "لعبة" وأنها تقام في "ملعب"، فإذا ترتّب عليها تضييع الضرورات واستباحة المحرمات وهدم الوحدة القومية والأُخُوَّة الإسلامية، فلا داعي لها.