عكاظ - السعودية حين تشارك عشر دول المملكة الحرب من أجل استعادة الشرعية في اليمن فإن معنى ذلك أنها ليست حرب المملكة وحدها دفاعا عن خطر بات مؤكدا على الحزام الجنوبي للمملكة بعد سيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة في اليمن وإنما هي حرب الدول العشر دفاعا عن أمن أمنها واستقرارها بل واستقرار المنطقة عموما. الحرب في اليمن تحت لواء «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة وتشارك فيها خمس دول خليجية وأكدت استعدادها لخوضها المغرب ومصر والأردن والسودان واليمن وباكستان حرب وقائية من خطر يتمثل في سيطرة الحوثيين على اليمن وتحولهم من جماعة إلى عصابة ثم محاولتهم التحول من عصابة إلى دولة بينما هي في حقيقة الأمر محاولة من قبل عصابة أن تمتلك إمكانات دولة فيما لا تزال تتعامل مع من حولها بمنطق العصابات وأهدافها وغاياتها، والذين لا يزالون يحسنون الظن بالحوثيين يشتكون من ضعف الذاكرة ذلك أن بضع سنوات فقط تفصل بيننا وبين محاولتهم الفاشلة للتسلل عبر الحد الجنوبي للمملكة ولم تكن الهزيمة التي ألحقتها بهم القوات السعودية آنذاك كافية لكي يتراجعوا عن أطماعهم وذلك ما تجلى في فلتات التصريحات التي تصدر عن بعض المسؤولين فيهم وكأنما استيلاؤهم على السلطة في اليمن استقواء يهدفون من ورائه إلى إعادة الكرة مرة أخرى. ومن يثق في الحوثيين يشكو في الوقت نفسه من ضعف الإدراك، فالعالم كله يشهد بما اعتادوا عليه من العمل وفق مخططين واحد معلن والآخر خفي مذ تسللوا قبل بضعة أشهر إلى صنعاء وأجبروا الرئيس هادي على توقيع عقد الشراكة معهم. «عاصفة الحزم» التي تأتي استجابة لدعوة الرئيس هادي لدول الخليج من أجل إنقاذ اليمن هي في الوقت نفسه وقوف إلى جانب الشرعية التي أقرها العالم وأكدتها قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن، ورسالة واضحة لمن يحاول التدخل في شؤون المنطقة وبلاغ للحوثيين أن العالم لم يعد يقبل أن تتحول الجماعات والعصابات إلى دول تهدد الأمن والسلام العالميين.