هل هذا يكفي لوصف ظاهرة «سيلفي» ؟!

المدينة - السعودية
انتشَرَت ظَاهرة "سيلفي" بَين النَّاس، وهي تَصوير الإنسَان لنَفسه بنَفسه، واستَحْلَى أصحَاب المَعرفة الكِتَابة عَنها، وللأمَانَة، حِين أَردتُ الكِتَابة فِي هَذا المَوضوع؛ بَحثتُ عمّن سَبقني -كعَادتي في الكِتَابَة-، فوَجدتُ أنَّ الصَّديق وعَامِل المَعرفة العَريق "محمد العبّاس"؛ قَد كَتَب عَنها في صَحيفة الحيَاة مَقالاً بعنوَان: "سيلفي ميثَاق ميدياتي"، حَيثُ قَال: (لَم تَعُد كَلِمَة سيلفي Selfie مُجرَّد كَلِمَة وَصفيّة لفعل التَّصوير اللَّحظي الذَّاتِي، بَل أصبَحت فَلسفة تَعكس جَانباً هَاماً مِن انشغَالات الإنسَان في الحيَاة الحديثَة. فَأنْ يُعرّض شَخص مَا نَفسه للخَطَر؛ ليَلتقط لنَفسه أغرَب صورة واقعيّة، يَعني أنَّ الأَمر وَصَل إلَى الحَدِّ الذي لا يُمكن السَّيطرَة عَليه؛ إزَاء هَذه البدعَة التَّواصليّة؛ كَما حَدَث مَع الأسبَاني، الذي حَاول التقَاط صورة "سيلفي" نَادرة؛ قَبَالة ثور هَائِج في حَلَبَة مُخصَّصة لمُصَارعة الثِّيران. أو كَما بَدَا الأَمر صَادِماً مِن خِلال نَشر أوّل صَورة "سيلفي" لقِرد)..!
هَذا بَعض مَا قَاله أُستَاذنا "العبّاس"، ولَكن مَا لَم يَقله كَثير، ومِن المُمكن أنْ نُوجزه في التَّالِي: إنَّ "سيلفي" تَحكي جُزءاً مِن الاستغنَاء عَن النَّاس، أو بمعنَى آخَر، تَكريس اعتمَاد الإنسَان عَلى نَفسه، فلَم تَعُد بحَاجة إلَى أنْ تَستجدي هَذا المَارّ أو ذَاك، طَالباً مِنه أنْ يَلتقط لَكَ صورة مَع صَديق أو عَزيز..!
كَما أنَّ "سيلفي" تُكرِّس ثِقَة الإنسَان بنَفسه، وكَأنَّ صَاحب "سيلفي" يَقول:
لَيْسَ الفَتَى مَنْ يُصَوِّرُ غَيْرَهُ
إِنَّ الفَتَى مَنْ يُصَوِّرُ نَفْسَهُ
ونَظراً لأنَّ لَدينا شُحًّا في الابتسَامة، ولا نَبتسم إلَّا عِند الضَّرورة، أو رَغبة في الصَّدَقَة، فإنَّ "سيلفي" تَخدمنا في تَرشيد الابتسَامَة، فلا يَبتسم صَاحب "سيلفي" إلَّا عِندَما يَضغط زِر التَّصوير..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّنا نَعيش في زَمن التَّصوير، الذي كَان مُحرَّما في السَّابِق، فهَذا سَاهِر يُصوّر مَركبَاتنا ووجوهنا، ونَحنُ نُصوّر أَنفسنا، وكَم أصبَحت كَلِمَة "مَع نَفسك" ذَات دَلَالة؛ عِندَما جَاء مَفهوم تَصوير الإنسَان لنَفسه بنَفسه، حَيثُ لَم تَعُد "مَع نَفسك" شتيمَة، بَل أصبَحت تَشرحها كَلِمَة أُخرَى وهي "help your self"..!!!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com