في الوقت الذي يستعد فيه مئات الآلاف من السياح السعوديين للسفر للخارج وعشرات الآلاف من الطلبة المبتعثين للعودة إلى بلادهم خلال الصيف على ناقلهم الوطني والمفضل الخطوط الجوية السعودية! وفي اللحظة التي تتسابق فيها دول العالم في الحصول على أرقام قريبة من هذا الرقم لتقوم بتوفير مجموعة من الخدمات الأرضية والجوية وتغيير للأساطيل بكاملها، بغية كسب أي راكب، وأثناء السباق العالمي المحموم على تكنولوجيا الطيران، لا تزال الخطوط السعودية تراوح مكانها في ذلك دون أي تقدم يذكر، فعندما جاء المدير العام الجديد تفاءل الكثير بهذا التغيير، ووعد عبر مقابلات وحوارات بنتائج ملموسة وسريعة لتحسين أسطول السعودية، لكن دون جدوى، ولعلي أستعرض بعض الملاحظات العابرة التي مرت بي شخصيا: 1- لا يزال موقع السعودية على الإنترنت من أضعف المواقع وغير معترف به بشكل دقيق من قبل الخطوط، والدليل أنني عملت في رحلة مغادرة من لندن إلى الرياض حجزا على المقاعد التي تناسب عائلتي التي تضم طفلا صغيرا وحجزت المقعد المناسب لي عبر الإنترنت وحصلت على إمكانية متاحة للمقعد وتم تأكيده، وبعد الذهاب إلى المطار فوجئت بالموظف يختار لي مقعدا لا يمت بصلة لما حجزت، بل وفي مقاعد متفرقة! وعندما أخبرته بأني قد حجزت على النت أفادني بأن كلامي صحيح، لكنه ليس حجزا نهائيا ولا ملزما، فالمقاعد ذهبت إلى عائلات أخرى! بأي تقييم وأي حق؟ لا أعرف وغيري كثير! 2- في الطائرات السعودية لا تزال وسائل الترفيه على الطائرة مخجلة، ففي إحدى رحلات لندن تفاجأت بالسماعات التي قدمت للركاب والتي أعتقد أنه عفا عليها الزمن والتي تشبه الأنابيب في عملية حقن للصوت من المصدر إلى الأذن! 3- من الطبيعي أن تجد على طائرات الخطوط السعودية وفي رحلات طويلة مقعدا على الدرجة الأولى لا يعمل فلا تتمكن من التمدد براحتك، أو مقعدا على السياحي معطلة فيه جميع أجهزة الترفيه، وإذا حاولت أن تعترض، تفاجأ بأنه (إذا ما أعجبك الاعتذار اكتب شكوى)! دون أي آلية تضمن للراكب حقه في التعويض دون أن يطلب. 4- في صالات الفرسان في أكبر وأرقى مطارات العالم، مطار الملك خالد، لا يوجد فيها خدمات (دورات مياه). 5- مشكلة الحجوزات في الخطوط السعودية لا تزال مقلقة، فمع ارتفاع الطلب المطّرد على الخطوط ليس بسبب أفضليتها على الخطوط العالمية، بل لأسباب سأبينها لاحقا، لا تزال الخطوط غير قادرة على استيعاب الطلب المتزايد عليها في عزوف غريب يصعب تفسيره في عالم المال والأعمال،ومن باب الإنصاف أقول إن هناك أسباباً عدة تجعل الخطوط السعودية الخيار الأفضل بالنسبة لي ولغيري ولعل من أهمها: أ- الأمان الذي يشعر به راكب الخطوط السعودية من حيث الصيانة والطيارين، وتحس بالفرق عندما تركب مع غيرهم. ب- التموين والتغذية التي تعد السعودية من أفضل الخطوط العالمية فيها. ج – عدم التوقف وهي نقطة هامة للعائلات حيث إن الرحلات المباشرة تسقط الكثير من العناء. د- المصلى الذي يشكل راحة نفسية في الرحلات الطويلة بالإضافة إلى عدم وجود المشروبات الكحولية. كل هذه الأشياء تجعلنا نفضل الخطوط السعودية على غيرها، لكننا مع ذلك غير راضين عن هذا الأسطول المتهالك الذي تستخدمه السعودية مع العلم أننا قرأنا تدشين عملية تجديد الطائرات القادمة إلى أوروبا كمرحلة أولى لكننا لم نشاهدها على أرض الواقع.