قال نشطاء ان قوات الامن السورية وطلبة مسلحين بسكاكين هاجموا احتجاجا في جامعة حلب ، الخميس 3 مايو 2012 ، مما أدى الى مقتل أربعة محتجين على الاقل واعتقال نحو 200 من المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بسقوط الرئيس السوري بشار الاسد. وظهرت لقطات من هذه الاحداث على تسجيلات مصورة على الانترنت. وأظهرت اللقطات شبانا يرددون هتافات ضد عائلة الاسد ويتعرضون لاطلاق نار. وبث النشطاء صورا لجثة عليها دماء ومبنى المدينة الجامعية وقد اشتعلت فيه النيران.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان ما لا يقل عن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب نحو 28 طالبا بينهم ثلاثة في حالة حرجة. واعتقل نحو 200 شخص في أعمال العنف التي تمثل أحدث خرق لهدنة فرضتها الاممالمتحدة ودخلت حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع.
وأضاف المرصد أن شبانا يحملون سكاكين انضموا الى قوات الامن في الهجوم على زملاء لهم في حرم جامعة حلب. وقال المرصد انه تم اطلاق الغاز المسيل للدموع على مظاهرة بدأت مثل الاحتجاجات السلمية شبه اليومية للطلاب في سوريا.
وظهر المتظاهرون الشبان في لقطات فيديو وهم يرددون هتافات ضد الاسد.
ولم ترد تعليقات من أي مسؤولين ولم يتسن التحقق من رواية ما حدث في مدينة حلب الواقعة في شمال سوريا والتي انضمت في وقت لاحق الى الانتفاضة السورية ضد الاسد والتي بدأت قبل 14 شهرا.
وتخشى الطبقة المتوسطة في سوريا والاقليات الدينية والعرقية من انزلاق انتفاضة يقودها السنة الذين يشكلون 80 في المئة من السكان الى اراقة دماء لاسباب طائفية وعرقية مثلما حدث في العراق خلال السنوات القليلة الماضية.
وبث نشطاء مناهضون للاسد في حلب صورة شاب قالوا انه قتل وقميصه ملطخ بالدماء ولقطات فيديو لمبنى المدينة الجامعية وقد اشعلت فيه النيران وحطمت نوافذه.
وبدا أن أروقة في المدينة الجامعية حطمت وظهر أشخاص في اللقطات يجرون الاثاث لاخراجه وطلاب يصرخون.
والحادث من بين حوادث عديدة لانتهاك وقف اطلاق النار الذي بدأ قبل ثلاثة أسابيع في سوريا حيث يجوب 31 من مراقبي الاممالمتحدة البلاد لمتابعة تنفيذ هدنة بين القوات الحكومية والمعارضين. ويتوقع أن يتم نشر نحو 300 مراقب بحلول نهاية مايو أيار.
وأدى الاتفاق الذي تم بوساطة كوفي عنان الامين العام السابق للامم المتحدة الى خفض طفيف في أعمال العنف اليومية في سوريا خاصة في المدن التي ينتشر فيها المراقبون بصفة دائمة.
وقال الميجر جنرال النرويجي روبرت مود رئيس بعثة المراقبة في سوريا للصحفيين خلال زيارة لحماة اليوم ان المراقبين "لهم تأثير مهدئ" وان القوات الحكومية تبدو مستعدة للتعاون مع الهدنة.
وقال مود "كانت هناك خطوات اتخذتها القوات الحكومية على الارض تشير الى استعداد أفضل للوفاء بالالتزامات التي قطعتها في الاتفاقية" لكنه لم يقدم أي تفاصيل.
لكن الاشتباكات استمرت وقتل مقاتلو المعارضة 15 فردا في قوات الامن السورية بينهم ضابطان برتبة عقيد في منطقة ريفية بمحافظة حلب أمس.
وقال نشطاء ان القوات الحكومية شنت هجمات في مناطق أخرى بسوريا أيضا. وأطلقت القوات قذائف مورتر في قرية بمحافظة حمص وقتلت ستة أشخاص عندما أطلقت النار على قرى في محافظة ادلب بشمال سوريا.
وعلى الرغم من أن حلب نادرا ما تشهد اشتباكات فان موجة من عمليات الاغتيال وقعت في المدينة ويبدو أنها من قبل المعارضين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل اسماعيل حيدر وهو ابن رئيس حزب سياسي يؤيد الاسد ليل يوم الاربعاء.
ومن الصعب التحقق مما يرد في لقطات الفيديو وروايات النشطاء بشكل شامل لان الحكومة السورية تفرض قيودا على عمل وسائل الاعلام.
وخرجت احتجاجات جديدة بعد ظهر يوم الخميس في جامعة حلب للتنديد بهجوم الاربعاء.
وقال نشط في المدينة يدعى مصطفى "من الصعب الحصول على أي معلومات من الطلاب الان. الوضع متأزم. تحيط قوات الامن بالحرم الجامعي."
وعلى الرغم من أن تمردا مسلحا سيطر على معظم مناطق المعارضة السورية فان احتجاجات سلمية مناهضة للاسد تخرج بشكل شبه يومي في جامعة حلب.
ومن الصعب معرفة اذا كانت الاحتجاجات تعكس الرأي المنتشر بين الجيل الاصغر في المدينة أم أن طلابا ينحدرون من معاقل أخرى للمعارضة مثل ادلب ودرعا هم الذين يتصدرون المشهد في حلب.
واندلعت الانتفاضة السورية في مارس اذار من العام الماضي باحتجاجات سلمية استلهمت موجة من انتفاضات الربيع العربي لكنها تصبح مسلحة بشكل أكبر يوما بعد يوم بسبب القمع العنيف الذي تمارسه قوات الاسد.
وتقول الاممالمتحدة ان اكثر من تسعة الاف شخص قتلوا في القمع بينما تقول الحكومة السورية ان ما لا يقل عن 2600 من قواتها قتلوا على يد "ارهابيين مدعومين من الخارج."
ونقل المرصد عن نشطاء من الطلاب قولهم ان قوات الامن طلبت من الطلاب الخروج من المدينة الجامعية التي انطلقت منها الاحتجاجات وأغلقت الجامعة حتى يوم 12 مايو أيار.
وعلى الرغم من الاضطرابات تعتزم سوريا اجراء انتخابات برلمانية يوم الاثنين بموجب دستور جديد سمح بتشكيل أحزاب جديدة وأنهى رسميا عقودا من سيطرة حزب البعث الذي يتزعمه الاسد على الساحة السياسية في سوريا.
وتقول السلطات ان الانتخابات جزء من عملية اصلاح لكن معظم فصائل المعارضة ترى أنها كذبة.