حقّقت «صلصال» المتخصصة في صناعة الخزفيّات، نقلة نوعية إلى عالم الفن، لاسيما مع مجموعة كُلّفت بصناعتها خصيصاً للمتحف البريطاني، وتحمل اسم «الحج: رحلة في صميم الإسلام»، وتستعرض معاني الحج وتاريخه. والمعرض الذي وُصف بال«مذهل» في مجلة تايم، قوبل بالمديح من خبراء الفنّ والثقافة حول العالم، وذلك عن شموليته ومضمونه. ويسعى هذا المعرض الذي يعرض قطعاً أصلية إلى جانب القطع التمثيلية إلى تثقيف الجمهور حول الالتزام الروحي للحجاج على مر القرون. وتسلط مجموعة «صلصال»، التي تم تنفيذها خصيصاً للمعرض، الضوء على فن الخط العربي وعلى أهمية تطوره منذ زمن النبي محمّد عليه الصلاة والسلام في القرن السابع قبل الميلاد، وحتى الآن. وباستخدام لوحة من الألوان تضمّ الأسود والأبيض والبيج، تترجم صلصال جمال الخطّ العربي الانسيابي على أوانٍ عملية مثل الزبديات والمزهريات، وتمنح الكتابات التي تختلف ما بين النقش والكوفي الأواني بعداً تاريخياً وعمقاً فنياً. ومع الأقوال التي تخاطب السعادة والازدهار وطول العمر، لا تمثّل هذه المجموعة العناصر المادية لرحلة الحج إلى مكّة المكرّمة فحسب، بل تعكس جوهرها العاطفي والروحي أيضاً. وتعرض مجموعة «صلصال» ضمن معرض «الحج: رحلة في صميم الإسلام» في المتحف البريطاني في لندن حتى 15 أبريل الجاري. بدأت «صلصال» في بيت أردني وسرعان ما ذاع صيتها وانتشر في أنحاء الشرق الأوسط، وذلك عن تصاميمها العملية التي ينصهر فيها التقليديّ بالمعاصر. و«صلصال» دار تصميم أردنية، متخصصة في صناعة الأواني الفنية العملية منذ أكثر من 20 عاماً. وتُعرض أواني «صلصال» عالمياً في المتحف البريطاني وتُباع في اللوفر في فرنسا. فيما يمتاز حرفيّو «صلصال» بقدراتهم الإبداعية، والتزامهم بالامتياز. ويبرع فريق العمل من فنّانين ومهندسين وخطّاطين ومصمّمين غرافيكيين ورسّامين في نقل الأفكار عن الورق إلى صالات العرض. وتراوح مجموعات «صلصال» من التقليدي إلى العصري، وبينما تحاكي بعض القطع فنون العصر البرونزي والعالم الإسلامي القديم، تركّز القطع الأخرى على الأنماط العصرية والتجريدية. وتتّسم القطع العصرية ببساطتها واستخدام المواد بأساليب مبدعة خارجة عن المألوف.