إن دور الإعلام في العالم آخذٌ في التنامي، لا سيما الإعلام الفضائي سواء الحكومي أو الخاص، فلم تعد مساحة الدول أو حجم استثماراتها أو مدى قوة ترسانتها العسكرية أو تقدمها الاقتصادي والصناعي، معايير كافية للتأثير في الرأي العام الإقليمي أو العالمي، بل أصبحت المؤسسة الإعلامية بما تحظى به كسلطة رابعة في أي مجتمع، وما تملكه من إمكانات، من أهم العوامل التي تشكل أو تؤثر في الرأي العام، حيث استطاعت بعض المؤسسات الإعلامية في الفترة الأخيرة المساهمة في تأجيج بعض الثورات والمظاهرات في عدد من المناطق العربية. ويلاحظ أن بعض القنوات الفضائية في الجانب الآخر لمنطقة الخليج العربي اختارت أن تكون بؤرة للخلاف والتطرف الفكري، وأداة للتخريب والتضليل وإشعال الفتن، من أجل تحقيق مصالح وأيدولوجيات أباطرة الفساد والإفساد والخراب في العالم بأسره. وقد حاول بعض تلك الفضائيات جاهدا النيل من المجتمع الخليجي عامة، ومجتمعنا السعودي على وجه الخصوص، وسعت بكل الطرائق والوسائل إلى خلخلة التماسك الاجتماعي، والاستقرار الأمني، من خلال ادعاءات وافتراءات وأكاذيب. بعض القنوات الفضائية في الجانب الآخر لمنطقة الخليج العربي اختارت أن تكون بؤرة للخلاف والتطرف الفكري، وأداة للتخريب والتضليل وإشعال الفتن، من أجل تحقيق مصالح وأيدولوجيات أباطرة الفساد والإفساد والخراب في العالم بأسره وها هو المواطن السعودي يثبت من جديد، بما لديه من إدراك لما يحاك حوله، وولاء لهذه الأرض المباركة، وهذا الوطن وقيادته الحكيمة، أنه أكبر وأنزه من أن ينساق وينجرف وراء تلك الأكاذيب والادعاءات المغرضة، وأفشل كل المحاولات الخبيثة، حيث كان الرد أبعد مما تتصور تلك القنوات وساستها. لا شك في أن استمرار تلك المحاولات الخبيثة، وعدم توقفها عند حد معين، من الأمور المتوقعة لذلك ينبغي على كافة أطياف المجتمع بمؤسساته ومفكريه في هذه المرحلة أن يحافظوا على مستوى الوعي العام الذي وصلنا إليه بكل مكوناته، مستندين في ذلك إلى ديننا الحنيف، ووحدتنا الوطنية، والتحديات الإعلامية التي تطل علينا بين حين وآخر في المشهد الإعلامي من خلال مايُبث في تلك القنوات الفضائية. كما ينبغي أن نمتثل بما جاء في الحديث «الحكمة ضالة المؤمن...» من خلال الأخذ بالحكمة. فالحكمة هي التي يجب أن تقودنا، ولا نأخذ أو نصدق كل ما تبثه تلك الفضائيات، بحيث نخضع كل شيء للفحص والتفكير العميق وفق معايير الموضوعية والحياد والعقل، ونواجه تلك الادعاءات ونتصدى لها بكل حزم وقوة وإرادة، ونحن في أمس الحاجة أيضاً إلى أن نتعاون لتأصيل ثقتنا في أنفسنا وقادتنا، ونبذ جميع الصور التي تريد أن تؤثر على تماسك مجتمعنا حفظه الله من كل سوء ومن كل غدر وخيانة. [email protected]