أصايل نجد شاعرة ومغردة مرموقة ارتجفت (كما قالت) من وقاحة بعض الصفحات التي ترد على بعض أصحابها ثم تفاجأ بقلة أدبها وصورها الماجنة. كلنا، يا سيدتي، نرتجف من كل شيء: العنف اللفظي والتهديد والوعيد والاتهامات المجانية وإرسالنا (المؤكد) إلى النار لأننا نختلف في المذهب أو الطيف أو الرأي أو الرغبة في إجراء حوار منطقي. نحن نعيش حالة ارتجاف دائمة من جراء تناقضاتنا وشواهد نفاقنا الاجتماعي، الذي صدمك بصور ماجنة في مواقع كنت تنتظرين أن تري فيها ملائكة يمشون على الأرض. الواقع غير ذلك تماماً ولا يفاجأ بحقيقته إلا الأبرياء المثاليون، الذين تخدعهم المظاهر وتسحرهم الأقوال التي تذهب مع ريح المجتمع الغافل عن منابت الشوك في القلوب والنفوس. استمرأ بعض الناس تزيين الظاهر على حساب الباطن، وارتخت مفاصل خوفهم و (ارتجافهم) مما يرتكبون تحت الطاولة من موبقات وما يضعونه فوقها من محاسن الأفعال والتصرفات. لا تكاد تجد شخصاً في مجتمعنا إلا وله على الأقل ثلاثة أوجه: وجه لبيته ووجه للشارع ووجه يقابل به الأجانب الذين لا يعرفونه ولا يمتون لعائلته أو قبيلته بصلة. ألا يبحث السعودي إذا سافر عن مكان لا يوجد فيه سعودي حتى لا يضطر للنفاق والشقاق؟!! هذه حقيقة أو قل هي جملة حقائق أفرزت حالة الارتجاف من جراء صدمات (التناقض) وانفصامات الشخصية. لا أحد، من جراء فروض الولاء لقواعد المجتمع القسرية، بمعزل عن الوقوع في حفرة الاختيار الوحيد المتاح: أن تختار مضطراً أن تكون مثلنا. الاختلاف ممنوع ولذلك قبل الناس أن يتفقوا في الظاهر ويختلفوا كما يحلو لهم في الباطن.. باطنية اجتماعية. @ma_alosaimi