ورشة عمل لبحث أخلاقيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي مع عدة جهات حكومية    افترقوا بحب معشر العشاق    التأثير العميق للسينما: تنوير العقول وتشكيل المجتمعات    إتاحة مزاد اللوحات للأفراد ونقلها بين المركبات عبر أبشر    ترحيل 15566 مخالفا للأنظمة    الأرصاد: استبعاد تحويل سُحب الطائف إلى المشاعر المقدسة    أوديجارد يطالب لاعبي أرسنال بالتحلي بالواقعية    حُكّام مباريات اليوم في "دوري روشن"    1700 متدرب ل"إرشاد الحافلات" بموسم الحج    حملة مشتركة تسفر عن رفع ما يقارب الطنين من الخضروات والسلع المختلفة من الباعة الجائلين المخالفين بشرق الدمام    التطوع في منطقة الحدود الشمالية    الأمير سعود بن نهار يرعى حفل اطلاق الاستراتيجية الجديدة لغرفة الطائف    «غرفة بيشة» تساهم في دعم حفل تكريم المشاركين في مبادرة أجاويد ٢    البحث العلمي والإبتكار بالملتقى العلمي السنوي بجامعة عبدالرحمن بن فيصل    طالبتان من تعليم الطائف تحصدان الميدالية الذهبية والفضية على مستوى العالم    جامعة الملك فيصل تحصد الميدالية الذهبية عن اختراع جديد    من ينتشل هذا الإنسان من كل هذا البؤس    مجسم باب القصر يلفت انظار زوار وسط بريدة    "تعليم الطائف" يعتمد حركة النقل الداخلي للمعلمين والمعلمات    الرئاسة العامة تشارك في ورشة عمل "الأثر المناخي في حج عام ١٤٤٥ه"    نعمة خفية    قائد فذٌ و وطن عظيم    المربع الجديد: وجهة لمستقبل التنمية الحضرية بالسعودية    انجاز 40% من مشروع الربط الكهربائي بين السعودية ومصر    إندونيسيا: الكوادر الوطنية السعودية المشاركة في "طريق مكة" تعمل باحترافية    مسؤولون إسرائيليون: مفاوضات الهدنة في طريق مسدود    تقارير..غاياردو على رادار برشلونة لخلافة تشافي    المشتبه به في الاعتداء على رئيس الوزراء السلوفاكي يمثل أمام المحكمة    المملكة رئيساً للمجلس التنفيذي ل "الألكسو" حتى 2026م    متحدث «الداخلية»: مبادرة «طريق مكة» توظف الذكاء الاصطناعي والتقنية لخدمة الحجاج    «الحج والعمرة»: لا تصاريح عمرة ابتداء من 16 ذو القعدة وحتى 20 ذو الحجة    القاهرة : لاتراجع عن دعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    سفارة المملكة في قرغيزستان تحذر المواطنين بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن التجمعات    دراسة: الشركات الألمانية لا تسوق للسيارات الكهربائية بشكل جيد    توطين تقنية "الجينوم السعودي" ب 140 باحث سعودي    «المركزي الروسي» يرفع الدولار ويخفض اليورو واليوان أمام الروبل    استمرار هطول أمطار على جازان وعسير والباحة ومكة والمدينة    "تيك توك" تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    جيرارد: فخور بلاعبي الاتفاق    السمنة والسكر يزيدان اعتلال الصحة    مهارة اللغة الإنجليزية تزيد الرواتب 90 %    الهلال يتعادل مع النصر في الوقت القاتل في دوري روشن    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    نيفيز: الهلال لا يستسلم أبداً.. ونريد تحقيق الدوري من دون أي خسارة    رقم جديد للهلال بعد التعادل مع النصر    موعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والترجي اليوم في نهائي دوري أبطال إفريقيا    الصين تستعرض جيش "الكلاب الآلية" القاتلة    الأمير سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    مستقبلا.. البشر قد يدخلون في علاقات "عميقة" مع الروبوتات    العلماء يعثرون على الكوكب "المحروق"    طريقة عمل مافن كب البسبوسة    طريقة عمل زبدة القريدس بالأعشاب    طريقة عمل وربات البقلاوة بحشو الكريمة    ولي العهد في المنطقة الشرقية.. تلاحم بين القيادة والشعب    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    حراك شامل    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ عبد الفتاح مورو أحد مؤسسى الحركة الإسلامية التونسية ل اليوم: الشعوب العربية اختارت التيار الإسلامي لما يعتقدون فيه من براءة على المنافع الشخصية وخدمة للأمة
نشر في اليوم يوم 28 - 11 - 2012

أكد الشيخ عبد الفتاح مورو أحد مؤسسى الحركة الإسلامية بتونس أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية و الجمهورية التونسية علاقات قديمة و تاريخية راسخة و تدعمت عبر تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والثقافية وخاصة الاقتصادية و يسعى البلدان بعد ثورة 14 يناير إلى دفع الاستثمارات المشتركة بينهما. ونسعى للارتقاء بالتعاون الثنائي في كافة المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية الى مستوى العلاقات الاخوية المتميزة بين الشعبين الشقيقين .وان العلاقات السعودية - التونسية قديمة قدم التاريخ. وأوضح أن الشعوب العربية اختارت التيار الإسلامى لما يعتقدون فيهم من براءة على المنافع الشخصية وخدمة للأمة ومصيرها وتخلٍّ عن الذات لصالح المجتمع ورغبة العدل والإنصاف. وأشار بأن مشروع الإسلاميين فى السلطة ليس مشروع حكم بل مشروع حضارة وأن التيار الإسلامى الذى صعد إلى السلطة لم يأتِ ليحكم الناس بل جاء ليهيئ سبل الخلاص للأمة حتى لا تبقى من دول العالم الثالث .وعلى التيارات الإسلامية ألا يشغلوا الناس بقضايا جزئية يختلفون فيها بل يشغلونهم بقضية عزة الأمة وكرامتها وأن يخدموا شعوبهم ويحكموا لصالحهم. وحول طرح العديد من القضايا المثارة على الساحة العربية كان لنا الحوارالتالى مع الشيخ عبد الفتاح مورو أحد مؤسسى الحركة الإسلامية التونسية ل(اليوم):
أي أساس؟
 فى البداية سألناه على أي أساس قامت حركة الاتجاه الإسلامى وبالتحديد (حزب النهضة) بتونس؟
-حركة الاتجاه الإسلامي بتونس حركة إسلامية قامت على منهج فكر الإخوان المسلمين في العالم الإسلامي وظهرت كرد فعل شعبي ضد التطرف العلماني المتمثل في الاستهتار بالإسلام وقيمه وأحكامه ونتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية واستشراء الاستبداد السياسي. وقد بدأها معى راشد الغنوشي واحميده النيفر والتف حولنا عدد من الشباب وشكلوا جميعاً النواة الأولى لانتشار الفكرة الإسلامية وأصبحت المساجد والمعاهد والجامعات رافداً أساسياً للحركة الإسلامية التي واصلت معركتها ضد رموز التبعية والتغريب. وظلت تنشط في الساحة التونسية حتى صدر قرار بحلها وبدأ اعتقال قادتها وشبابها في ظل الحكم السابق إلا أنها حركة مستقلة في قرارها. وتأسست حركة الاتجاه الإسلامي في 1969م بتونس بعد سلسلة من الأحداث كان هدفها محو الشخصية الإسلامية لتونس. وأن حركة الاتجاه الإسلامي بتونس هي حركة إسلامية تتبنى كثيراً من المفاهيم الفكرية لحركة الإخوان المسلمين وهدفها القضاء على المد العلماني وبعث الشخصية الإسلامية وتجديد الفكر الإسلامي وإعادة بناء الحياة الاقتصادية على أسس إنسانية وبعث الكيان السياسي والحضاري للإسلام داخل البلاد وخارجها في ظل إعلام إسلامي ملتزم ورفض كامل للعنف كأداة للتغيير وتكريس السلطة الإسلامية الشورية الجماعية والانحياز إلى صفوف المستضعفين من العمال والفلاحين. الأحوال الشخصية .
 باعتبارك أحد مؤسسى حركة الاتجاه الإسلامى ماذا عن أحداث وتطورات الحركة؟
- منذ أن أعلن بورقيبة سنة 1945م قبل إعلان الاستقلال بسنتين أنه ينوي إقامة حكم لا ديني في البلد قرر بورقيبة وحزبه تجريد البلد من كل مقوماته الإسلامية.. ففي سنة 1957م أعلنت قوانين الأحوال الشخصية التي تقطع علاقتها بالشريعة الإسلامية في مجال الأسرة. وفي سنة 1958م ألغيت الأوقاف العامة و1959م منع التعليم الديني و1960م شن بورقيبة حرباً ضد الصيام و1962م ألغي التقويم الهجري و1965م وفتح أول ناد للعراة، و1968م بدأت تعرية المرأة المسلمة من لباسها الإسلامي. و1969م بدأت حملة لغلق المساجد و1974م بدأ بورقيبة بإلقاء محاضرات ضد القيم الإسلامية، وتهجم على القرآن الكريم والسنة النبوية، والآداب الشرعية والعادات الإسلامية. وكان من نتيجة هذه الأحداث تحرك بعض الغيورين على الإسلام ومنهم شخصي والشيخ راشد الغنوشي للوقوف ضد هذه الهجمة الشرسة وتأسيس حركة الاتجاه الإسلامي سنة 1969م. وبارك الله في الدعوة الإسلامية فانضم إليها الشباب من الجنسين وطلاب الجامعات، وبرزت ملامح الإسلام عليهم من إطلاق اللحى إلى الزي الشرعي وغير ذلك.
العيش الكريم
 أهداف الاتجاه الإسلامى بتونس ؟
- بعث الشخصية الإسلامية لتونس حتى تستعيد مهمتها كقاعدة كبرى للحضارة الإسلامية بأفريقيا ووضع حد لحالة التبعية والاغتراب والضلال. وتجديد الفكر الإسلامي على ضوء أصول الإسلام الثابتة ومقتضيات الحياة المتطورة وتنقيته من رواسب عصور الانحطاط وآثار التغريب. واستعادة الجماهير حقها المشروع في تقرير مصيرها بعيداً عن كل وصاية داخلية أو هيمنة خارجية. وإعادة بناء الحياة الاقتصادية على أسس إنسانية وتوزيع الثروة بالبلاد توزيعاً عادلاً على ضوء المبدأ الإسلامي الرجل وبلاؤه والرجل وحاجته أي من حق كل فرد أن يتمتع بثمار جهده في حدود مصلحة الجماعة وأن يحصل على حاجته في كل الأحوال حتى تتمكن الجماهير من حقها الشرعي المسلوب في العيش الكريم بعيدًا عن كل ضروب الاستغلال والدوران في فلك القوى الاقتصادية الدولية. والمساهمة في بعث الكيان السياسي والحضاري للإسلام على المستوى المحلي والمغربي والعربي والعالمي وحتى يتم إنقاذ شعوبنا والبشرية جمعاء مما تردت فيه من ضياع نفسي وحيف اجتماعي وتسلط دولي.
البحث العلمى
 ما الوسائل التى تتخذها الحركة لتحقيق أهدافها؟
- إعادة الحياة إلى المسجد كمركز للتعبد والتعبئة الجماهيرية الشاملة أسوة بالمسجد في العهد النبوي وامتداداً لما كان يقوم به جامع الزيتونة من صيانة للشخصية الإسلامية ودعم لمكانة البلاد كمركز عالمي للإشعاع الحضاري. وتنشيط الحركة الفكرية والثقافية، ومن ذلك: إقامة الندوات وتشجيع حركة التأليف والنشر وتأصيل وبلورة المفاهيم والقيم الإسلامية في مجالات الأدب والثقافة عامة وتشجيع البحث العلمي ودعم الطلاب واللباس الشرعي للفتيات. وهذا الوضع أثار صحيفة اللوموند الفرنسية سنة 1974م تحذر بورقيبة من ظاهرة الصحوة الإسلامية وخطرها على التقدم والمدنية في تونس. وفي نفس السنة شنت جرائد الحزب الحاكم حملة شعواء على الإسلاميين وسخرت منهم. ثم انتقلت إلى التهديد والوعيد وما إن أعلن راشد الغنوشي عن تشكيل المكتب السياسي العلني الأول لحركة الاتجاه الإسلامي وتقدم بطلب رسمي للترخيص القانوني بقيام الحزب حتى دخلت مجال العمل السياسي وبدأت الحرب ضدها. وفى سنة 1981م فتحت أبواب السجون لرجال الحركة الإسلامية وصدرت أحكام بسجن ما يقرب من200منهم بتهم ملفقة. و سنة 1984م أطلق سراح العاملين بحركة الاتجاه الإسلامي وحرموا حقهم في الوظيفة ومنعت صحفهم الإسلامية ودروسهم المسجدية. وفى سنة 1986م أعلن بورقيبة أنه سيكرس العشر سنوات القادمة من حياته لمحاربة الاتجاه الإسلامي. وفي سنة 1987م أعيد رجال الحركة إلى السجون التونسية. وفي نفس هذه السنة سقط بورقيبة ومات سياسياً على يد حركة الاتجاه الإسلامي. وجاء ابن علي خليفة بورقيبة واستبشر المسلمون خيرًا. إلا أنه اتّبع سياسة بورقيبة بعد ذلك في محاربة حركة الاتجاه الإسلامي... ورجال الحركة حالياً بين سجين ومطارد.
رفض العنف
 ما المبادئ والأفكار التى عملت على تحقيقها الحركة الإسلامية؟
**الإعلام الملتزم حتى يكون بديلاً عن إعلام الميوعة والنفاق والمساهمة في بعث الكيان السياسي والحضاري للإسلام على المستوى المحلي والمغربي والعربي والعالمي وحتى يتم إنقاذ شعوبنا والبشرية جمعاء مما تردت فيه من ضياع نفسي وحيف اجتماعي وتسلط دولي. ودعم التعريب في مجال التعليم والإدارة مع الاهتمام باللغات الأجنبية.ورفض العنف كأداة للتغيير وتركيز الصراع على أسس شوروية تكون هي أسلوب الحسم في مجالات الفكر والثقافة والسياسة. وبلورة مفاهيم الإسلام الاجتماعية في صيغ معاصرة وتحليل الواقع الاقتصادي التونسي حتى يتم تحديد مظاهر الحيف وأسبابه والوصول إلى بلورة الحلول البديلة.والانحياز إلى صفوف المستضعفين من العمال والفلاحين وسائر المحرومين في صراعهم مع المستكبرين والمترفين. ودعم العمل النقابي بما يضمن استقلاله وقدرته على تحقيق التحرر الوطني بجميع أبعاده الاجتماعية والسياسية والثقافية. واعتماد التصور الشمولي للإسلام والتزام العمل السياسي بعيدًا عن اللادينية والانتهازية. وتحرير الضمير المسلم من الانهزام الحضاري إزاء الغرب .وبلورة وتجسيم الصورة المعاصرة لنظام الحكم الإسلامي بما يضمن طرح القضايا الوطنية في إطارها التاريخي والعقائدي والموضوعي مغربياً وعربياً وإسلامياً وضمن عالم المستضعفين عامة. وتوثيق علاقات الأخوة والتعاون مع المسلمين كافة في تونس وعلى صعيد المغرب والعالم الإسلامي كله. ودعم ومناصرة حركات التحرر في العالم.
العالم العربى
 ما الجذور الفكرية والعقائدية للحركة الإسلامية؟
- حركة الاتجاه الإسلامي قامت على منهج حركة الإخوان المسلمين في مصر والعالم العربي. كما تأثرت الحركة بمنهج المدرسة العقلية (المعتزلة أهل الكلام) في التاريخ الإسلامي.
الوجود السياسى
 ومتى انتشر فكر الحركة الإسلامية فى تونس؟
- انتشر فكر الحركةالإسلامية في تونس بشكل خاص وأعلنت الحركة عام 1985م عن مكتبها التنفيذي الثالث برئاسة راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو أميناً عاماً وعضوية السادة حمادي الجبالي والحبيب اللور والحبيب السويسي واعترف بالحركة رسمياً عندما استقبلنا الوزير الأول محمد المزالي في قصر الحكومة واعترفت كل الأطراف بالوجود السياسي الفعلي لحركة الاتجاه الإسلامي واضطرت للتعامل معها. وكانت جريدة الرأي وسيلة النشر لمؤلفات بعض مفكري الحركة مثل الدكتور عبد المجيد النجار ومحسن الميلي وعندما تولى ابن علي السلطة أفرج عن رموز الحركة في البداية واضطر قادتها في 8 فبراير 1989م أن يتقدموا بطلب تأشيرة للسماح للحركة بمزاولة نشاطها تحت اسم جديد هو (حزب النهضة)تمشياً مع قانون الأحزاب.
منعطف تاريخى
 حدثنا عن العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وتونس؟
- العلاقات بين المملكة العربية السعودية و الجمهورية التونسية علاقات قديمة و تاريخية راسخة و تدعمت عبر تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والثقافية وخاصة الاقتصادية و يسعى البلدان بعد ثورة 14 يناير إلى دفع الاستثمارات المشتركة بينهما.
ونسعى للارتقاء بالتعاون الثنائي في كافة المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية الى مستوى العلاقات الاخوية المتميزة بين الشعبين الشقيقين .وان العلاقات السعودية - التونسية قديمة قدم التاريخ.
العقول النيرة
 بماذا يتمتع التيار الإسلامى المعتدل فى تونس؟
- التيار الاسلامي المعتدل في تونس يتمتع بشعبية قد تفوق تصور الكثيرين في البلاد التونسية رغم عقود القمع و التجهيل اذ امتلأ أكبر وأقدم مسجد في قفصة عن آخره من جميع الشرائح العمرية والاجتماعية المتعطشة لمثل هذه العقول النيرة التي وقع تغييبها خلال عقود التعسف والاقصاء.
واقع متغير
 هل ترون ان الساحة السياسية اليوم تشكلت بشكل نهائي ليبقى الصراع فقط بين ثلاثة اقطاب هي حركة النهضة ونداء تونس والجبهة الشعبية؟
- هو صراع ثلاثي أم ثنائي بمعنى «اثنان ضد واحد». انا ارجح اثنان ضد واحد وهذا امر غير ايجابي. فالاصطفاف والاستقطاب غير مقبول انا اريد من الجميع ان يقدموا برنامجهم ويدافعوا عن اهدافهم ومرحبا للفائز بثقة الشعب . اما ان تكتسب شرعيتك من سبي وانا اكتسب شرعيتي من ذمّك فهذا ليس بالطبيعي. فالحياة السياسية هي التي تقوم على اساس مناقشة البرامج والعطاء الدائم لفائدة المجتمع وما ينقصنا اليوم وما اضر بنا هو انعدام البرامج .. فالسياسيون المحترمون نزلوا اليوم الى اسفل السافلين بعدما اعتقدت انهم هم الذين سيربون الشعب التونسي الذي وجد نفسه فجأة امام واقع متغير وأمام التنوع واصبح كل واحد فينا يتحدث بصفة المفرد وليس الجمع ليتحول كل شيء الى صراع وسباب .. فالمطلوب اليوم التأدب والابتعاد عن شعارات من قبيل هذا كافر وهذا غير مسلم وهذا شيخ ليس له الحق في دخول السياسة.. فهل هذا معقول؟؟ وهذا ليس بالطريق السليم ويفقد السياسيين هيبتهم فهناك من هم اكبر وأسن مني احترمهم ولا أناديهم الا بسيدي في حضورهم وفي غيابهم رغم اني منازع لهم سياسيا .. وهذا لا ينقص اي شيء من قيمتي. وتنقية المناخ السياسي هو من واجب ودور قادة السياسة اولا وبالذات ... فمن غير المعقول الاقصاء والابعاد وواجبنا اليوم تطهير الساحة السياسية لا تعفينها.
رؤى مختلفة
 ما ردكم على القول ان الحركة الاسلامية في تونس واحدة وان الانقسام بين حركة نهضة وسلفيين وطرف معتدل يمثله الشيخ عبد الفتاح مورو هو مجرد انقسام استراتيجي لكن في الاخير كلكم تصبون في إناء واحد؟
- نحن اتفقنا ان يعمل أحدنا (حاذق والآخر سفيه).. أحدنا يحمل الحجارة والاخر يدين العنف .. هذا امر غير معقول وحتى بالحساب أمر غير مقبول. والحقيقة ان ثمة رؤى مختلفة وآراء تنطلق من منطلق واحد لكن اهدافها مختلفة. فالحركة الاسلامية في تونس فيها من لديه مشروع على غرار حزب التحرير الذي له مشروع خلافة باسلوب خاص به لكن الابناء السلفيين ليس لهم لا مشروع سياسي ولا اقتصادي ولا اجتماعي ومشروعهم الوحيد هو تطبيق السنّة وتطبيق رأي السلف الصالح بمراقبة السلوك الفردي وبالتالي لا يقدمون مشروعا اجتماعيا ولا اقتصاديا ولا سياسيا. فهم لا يؤمنون بالانتخابات والديمقراطية التي يعتبرونها كفرا لان ذلك لم يكن في عهد السلف الصالح بحيث لدينا هدف عام واحد وهو ان نعيش في وطن واحد وننعم بحريتنا واسلامنا وعروبتنا لكن عندما نصل إلى الاهداف التفصيلية نجدها لا تتفق مع بعضها البعض فالحكم بالجملة حكم ايديولوجي وهو ان الاسلاميين يصطفون في صف واحد. ولذلك حتى اذا ضربنا ظاهرة العنف نضرب من ورائها الاسلام وهذا خلط وخطأ. فنحن نشجب ظاهرة العنف سواء كانت اسلامية او غير اسلامية. لكن هذا لا يعني انتقاد الاسلمة او التوجه او الاختيارات الاسلامية ... والبعض انزلق من مناقشة ظاهرة العنف الى استخلاص ان العنف مرتبط بالتدين والدين هو الذي أتى بالعنف وهذا خطأ لا يجب الانزلاق اليه لان هذا سيوفر مناخا للتطرف لان البعض يتطرف كردة فعل فاذا اقصيته يقصيك وهذا ما وقع سابقا مع الاسلاميين حيث وقع اقصاؤهم.. فهناك منهم من ضبط النفس.
آفاق للأمة
 تعليقك على مشروع الإسلاميون فى السلطة؟
- مشروع الإسلاميين فى السلطة ليس مشروع حكم بل مشروع حضارة وأن التيار الإسلامى الذى صعد إلى السلطة لم يأتِ ليحكم الناس بل جاء ليهيئ سبل الخلاص للأمة حتى لا تبقى من دول العالم الثالث .وعلى التيارات الإسلامية الا يشغلوا الناس بقضايا جزئية يختلفون فيها بل يشغلونهم بقضية عزة الأمة وكرامتها وان يخدموا شعوبهم ويحكموا لصالحهم.
وأدعو التيار الإسلامى لان يفتحوا آفاقا للأمة وألا يكونوا رهينة ويجب الا تكونوا رهينة حيث تردون عليه يسبون دينكم فتردون ويستهينون بنبيكم فتتجمعون وتتظاهرون وتسبون وتشتمون وتنسون أن القضية قضية انتم مهابون أم لا انتم محترمون أم لا الذين يسبون ديننا لا يحترموننا ويستهينون بنا ويعلمون أننا كغثاء السيل.
جناح السرعة
 حدثنا على الحادث التى تعرضت له من طرف أحد المتشددين بمدينة القيروان التونسية؟
- كنت بصدد المشاركة في ندوة بعنوان السماحة في الدين الإسلامي، تم تنظيمها من طرف إحدى الجمعيات مع كل من الشيخين يوسف الصديق ورضا بلحاج. لكننا فوجئنا بمجموعة من الشباب يتهمون الشيخ يوسف الصديق بالإساءة لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في المحاضرة التي ألقاها ويحاولون طرده من المحاضرة.وتدخلت عندما لاحظت الأمر وقلت لهم أنا شاهد عيان على خلفية أنني كنت حاضرا طيلة الندوة وأن الشيخ يوسف لم يسئ إليها بشيء وكيف لكم أن تطردوا شيخا في الثمانين من العمر.ولم يقتنع الشباب بما قلته وراح أحدهم يجادلني ثم سبني فقلت له اتق الله أنا في مقام والدك فتمادى في سبّي وشتمي وأخذ الكأس التي كانت على المنصة وضربني بها على جبهتي. الأمر الذي تطلب نقلي على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية.
طريق الصواب
 تعليقك عما حدث وماذا ينبغى للتصدى لهذا الموضوع ؟
- أعبر عن أسفى لتدني مستوى النقاش إلى هذه الدرجة وقال هذه ظاهرة خطيرة على المجتمع وينبغي التصدي لها ليس بالشتم والسب ولكن بالتعرف عليها ومعالجة أسبابها. وأعتقد أن هذه مسؤولية علماء النفس ورجال الدين ونحن ملزمون بتطهير المجتمع من هذه الظاهرة وتوجيه هذه الشريحة إلى طريق الصواب لأننا لا يمكن أن نقصيها من المجتمع.
ظاهرة عنف
 وهل واصلت تتبع المعتدي قضائيا؟
- لقد اسقطت الدعوى ضده وعفوت عنه واعتبرت نفسي والدا له. وعالجت المشكلة بتلك الطريقة عسى أن يهديه الله. وليس في نفسي اي ضغينة ضده او ضد غيره. وتحركي الان ضد ظاهرة العنف ليس مرده ما تسلط عليّ من عنف اتاني بلطف والحمد لله لكن غيري مورس عليه العنف بأكثر شدة لذلك فأنا اقوم هذه الظاهرة من موقع مبدئي وليس من موقع مصلحي. واجدد القول ان التصدي لظاهرة العنف امر ضروري لأنه من غير الممكن ان يتطور المجتمع التونسي نحو الاحسن بوجود ظاهرة عنف. ليس من الممكن النهوض بالاقتصاد في ظل ظاهرة العنف ومن غير الممكن ان يخرج رجال الاعمال أموالهم المخبأة في منازلهم ويمولوا مشاريع في ظل وجود ظاهرة العنف ومن غير الممكن للسائح أن يأتينا من الخارج ونحن نعيش ظاهرة العنف.
العدل والإنصاف
 مدى كيفية مخاطبة التيار الإسلامى ؟
- إن مصر دولة وطنية وتونس كذلك فيها حدود وانتساب ببطاقة هوية لا فضل فيها لمسلم على مسيحى ولا لفضل لإخواني على سلفى ولا لإسلامى على علمانى انتم فى بلد تستوى فيه الحقوق والواجبات وإذا أردتم أن تؤسسوا لهذا الواقع الجديد لابد أن تأخذوا هذا بعين الاعتبار.وعلى التيارات الإسلامية الا يشغلوا الناس بقضايا جزئية يختلفون فيها بل يشغلونهم بقضية عزة الأمة وكرامتها وان يخدموا شعوبهم ويحكموا لصالحهم.وإن الشعوب العربية اختارت التيار الإسلامى لما يعتقدون فيهم من براءة على المنافع الشخصية وخدمة للأمة ومصيرها وتخلٍّ عن الذات لصالح المجتمع ورغبة العدل والإنصاف.
آفاق الحياة
 ماذا تدعو من الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدنى ووزارة الداخلية بتونس؟
- أدعو الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني الى ضرورة الوقوف بجانب الحكومة ومؤازرتها في التصدي للتطرف والإرهاب والغلو لان هذه المخاطر تهدد جميع التونسيين. والتصدي للعنف يجب ألا يكون فقط عن طريق العنف والقانون بل يجب ان يتم التحاور مع الشباب الذين غرر بهم وتعرضوا إلى عملية غسل دماغ. وعلى التيار الإسلامى أن يفتحوا للشباب آفاق الحياة أمامهم وان يكونوا مدينين لهم وأن يدعوهم للمشاركة فى العمل العام. فالذين يعتدون على مراكز الامن والذين يريدون تسريح الموقوفين من السجن يعتدون على الامن العام وعلى القانون والذين يقطعون الطرقات والذين يتظاهرون بدون ترخيص كلهم معتدون على الامن العام وعلى المواطن.. فوزارة الداخلية مطلوب منها أن تؤمن هذا الجانب لكن بالنسبة للعنف التكفيري فيبقى من مهمة المجتمع المدني بمؤسساته المختلفة ان يتصدى له على الاقل فهما. فمن الضروري دراسة الظاهرة وفهم مسبباتها وما هي الاسباب التي ادت اليها ثم الانتقال الى التصدي عن طريق دواء ناجع ربما يكون سياسيا او اجتماعيا او اعلاميا او نفسانيا لأنه من غير الطبيعي ان يعنف الانسان غيره. فهو إما يعنفه لخصاصة في حياته الخاصة او بشعوره للنقمة على غيره اما لفهم خاطئ للتدين او لمطمع اجرامي في نفسه هذا كله يجب تفصيله لحلحلة هذه الظاهرة وإزالة غموضها وتحويلها من أمر مبهم مغلق عن الفهم الى أمر مفهوم يمكن التصرف معه. وانا اتصور ان الغرب امكنه بعد ثورة الشباب في عام 1968 التصدي لهذه الظاهرة عن طريق الايقافات وتطبيق القانون وكذلك عبر دراسة الظاهرة وفهمها لتتحول بعض تلك القيادات الفوضوية الى قيادات سياسية معتبرة.
وضرورة تضافر جهود جميع الأطراف من اجل وضع حد إلى هذه الظواهر الغريبة التي غزت مجتمعنا وأصبحت تمثل تهديدا للتماسك المجتمعي والسلم الأهلي.
معصية الخالق
 كيفما تكونوا يوَلَّ عليكم؟
- أهمية تغيير سلوك التونسيين بينهم و بين بعض وضرورة الانتباه الى المعاملات والأخلاقيات السائدة في المجتمع أثناء العقود الماضية فمن سنن الله في خلقه أنه يسلط أحيانا حاكماً ظالماً على أمة يكون الظلم أصلاً مستشرياً بها. وتساءل الشيخ نفسه : مَن مِنا لم يشهد ظلماً أو سكت عن ظلم أو نفاق للحاكم الظالم طوال العقدين الماضيين أو يصفق للظالمين ومن أجل ذلك أدعو الى ضرورة الاتعاظ بما سبق اذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لأن الله تعالى يمهل ولا يهمل.
الحضارة الإنسانية
 دعوة يرسلها الشيخ عبد الفتاح مورو للشعب التونسى من أجل العمل والانتاج ؟
- قيمة العمل الدؤوب و المتواصل من أجل تحرير البلاد من نير التبعية الاقتصادية. اذ من المؤسف حقاً أن نستهلك و لا ننتج شيئاً. فالانسان في بلادنا لم يتعود على الابداع بمعناه الحقيقي ومازال يستعمل الأدوات الأجنبية بدءًا من فرشاة الأسنان و أدوات الحلاقة الفرنسية. مرورًا بالجبنة السويسرية ووصولاً حتى الى صوف الشاشية التونسية الآتي من نيوزيلاندا! وعار على أمة محمد صلى الله عليه و سلم الذي هدى البشرية الى النور أن تكون هذه حالها والحل يكمن في تحويل الطاقة الايمانية الاستهلاكية الى طاقة ايمانية منتجة تدفع الأمة الى النهوض و التقدم و الاسهام الفاعل في الحضارة الانسانية فلو كان الاسلام ينصر فقط بالدعاء لما هزم المسلمون في غزوة أُحد انما ينصر الله الأمم المجتهدة التي تأخذ بأسباب الرقي والتقدم. فضلاً عن طاعة الله و التضرع له اذ يقول في كتابه الكريم: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.