قلعة عيرف.. متحف أثري وشاهد على حضارة حائل

شيدت نهاية القرن الحادي عشر الهجري

منطقة حائل تضم العديد من المواقع الأثرية والتراثية، ومن بينها قلعة عيرف التاريخية، والتي حظيت بالاهتمام، والترميم، والتنسيق من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، حتى أصبحت معلما تراثيا بارزًا وسط مدينة حائل.
» موقع القلعة
تقع القلعة وسط مدينة حائل على قمة جبل متوسط الارتفاع يعرف بنفس الاسم ومنه استمدت القلعة تسميتها، وتبلغ مساحتها 440 مترًا مربعا، وهي مبنى متوسط الحجم، مشيد بالطين واللبن، ويمكن الدخول إليها عبر بوابة من جهة سورها الجنوبي، تنتهي هذه البوابة إلى فناء خارجي صغير يؤدي إلى مدخل القلعة الرئيس، الذي يقع في الجهة الغربية من القلعة.
» منشأة عسكرية
يرجع بناء القلعة إلى نهاية القرن الحادي عشر الهجري وبداية القرن الثاني عشر، ويرجح أن تكون أسرة العلي التي كانت تحكم حائل آنذاك هي التي شيدت هذه القلعة؛ بغرض المراقبة الأمنية، والتي تتميز بتصميماتها الهندسية البسيطة وتفاصيلها الإنشائية السهلة، بحكم كونها منشأة عسكرية، وقد روعي في إنشائها آنذاك أن تكون على سطح مرتفع وخارج نطاق المواقع السكنية.
» علامة مميزة
ويتمكن السائح من مشاهدة المزارع والأسواق والأحياء التراثية المحيطة بها، مثل حيي لبدة وسرحة وغيرهما، وتتميز القلعة بأساسياتها وجدرانها المبنية من الحجر وتصميمها الداخلي والخارجي وبمؤلفاتها الكمالية، مثل: النوافذ والأبواب، وموقعها الإستراتيجي؛ ولهذا تشكل قلعة عيرف إحدى العلامات المميزة لمدينة حائل؛ ويعود ذلك لسهولة رؤيتها من جميع أنحاء المدينة، كما تتكون القلعة من مدخل في الجهة الجنوبية يفتح ناحية الشرق ومنه إلى فناء صغير يؤدي إلى مدخل ناحية المسجد الذي يقع وسط القلعة، وفيه ممرات تتجه ناحية الجنوب الغربي، وتمتاز بتدرج ارتفاعاتها؛ مما يجعلها متجانسة مع شكل الجبل القابعة عليه.
» عراقة التاريخ
وتشتهر القلعة بعراقة تاريخها، إذ إن المهتمين بالآثار يرون أنها متحف أثري، قوي، شامخ، لا يؤثر فيه الزمان، إضافة لكونها دليلا وشاهدا على حضارة مدينة حائل.
» براعة البناء
يعتقد علماء الآثار أن القلعة تعود لعام 1840 ميلاديا، كما تميز سكان المدينة ببراعة البناء والتشييد التي تمثلت فيها والتي ما زالت قائمة إلى عهدنا هذا، والتي بقيت شاهدًا على زمن كثرت به الفرقة، وعدم الأمان والعداء.
» هلال رمضان
وتم تجديد بناء القلعة أكثر من مرة، حيث طُليت جدرانها بالطين، كما جرت زيادة التحصينات حولها، وتزويدها بالأبراج وفتحات على أسوارها الخارجية لأغراض المراقبة وعمليات الدفاع، ثم توالت الإضافات على مبنى القلعة عبر السنوات حتى انتهت إلى ما هي عليه اليوم.
ويُرى من خلال القلعة هلال شهر رمضان المبارك، وصارت مزارا سياحيا في عهدنا هذا بعد التطوير الهائل الذي حدث بها.
» أهم المعالم
وقد توالت الإصلاحات والإضافات على قلعة عيرف، وجرى ترميمها وصيانتها حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، باعتبارها أحد أهم المعالم التاريخية بمنطقة حائل ومزارا دائما للسياح من داخل وخارج المملكة.
» عبق الماضي
كل ركن في القلعة يبوح بعبق التاريخ، فيأتي إليها الزوار من كل مكان للتعرف على تاريخ أجداد حائل وخاصة خلال إقامة مهرجان الصحراء إذ يتوق الزوار شوقا لزيارة متحفها الأثري والقرى الأثرية المحيطة بالقلعة، فتستطيع أن تستنشق نسمات الماضي وترى قوة الأجداد وبراعتهم.