ميسي الأرجنتيني وبطولة الأوروبيين

[ميسي الأرجنتيني وبطولة الأوروبيين]
الأرجنتين دولة لاتينية وبالتالي فهي لا تشارك في بطولة أمم أوروبا ولن تشارك طالما بقيت أمريكا الجنوبية بعيدة جغرافيا عن القارة العجوز ولكن وخلال المواجهة الأقوى التي جمعت بين البرتغال وألمانيا كانت الأرجنتين تلعب مع البرزايل وديا في مباراة أجبرت الملايين إما على ترك المباراة الأوروبية والتوجه نحو السامبا والتانغو أو جعلت العيون (تنحول) من تقليب القنوات والأكيد أن ثلاثة أرباع جماهير القارة الأوروبية كانت تقول بحسرة لماذا لا يشارك نجم مثل ميسي أو بموهبة ميسي في ثاني أهم بطولة في الكون بعد كأس العالم..
ميسي في تلك المباراة (عمل من البحر طحينة) وسجل هاتريك أذاق فيه المر لعشاق البرازيل وأنا واحد منهم ولكني للامانة لم أحزن لخسارة فريقي المفضل منذ كنت طفلا بل جعلني أصفق إعجابا وأصرخ طربا لموهبة لا أظن أنه يوجد مثيل لها في العالم حاليا..
تصوروا مباراة واحدة وودية جعلت العالم ينقسم على نفسه بين من يصف بطولة أوروبا على أنها أهم حتى من كأس العالم ومن يقول كل أوروبا بكفة وميسي لوحده في كفة أخرى..
في تلك الليلة.. ليلة السبت سقطت هولندا المرشحة من قبل الكثيرين للقب الذي احرزته مرة واحدة عام 1988 أيام جيلها الذهبي وعلى رأسهم رايكارد مدرب المنتخب السعودي حاليا ورفيقيه خوليت وفان باستن.. السقوط الهولندي لم يكن على يد منتخب (له بصمة عالمية) رغم تتويجه بطلا للقارة عام 1992 ولكنه كان يومها بطل الصدفة المحضة.. واقصد منتخب الدانمرك فتأكد العالم أن المجموعة الثانية هي مجموعة الموت خاصة بعد المباراة الأروع في البطولة (حتى الآن) بين ألمانيا والبرتغال والتي اثبتت أن أغلى لاعبي العالم ما زال يبحث عن بصمته الدولية بعدما بصم بالعشرة في الدوري الانكليزي ثم الإسباني...
وعلى حسابي في تويتر كتبت تغريدة تقول إن صدمة بولندا أمام اليونان وعضة الدب الروسي للتشيك والسقوط الهولندي أمام الدانمرك يعطينا ملامح بطولة ساحرة وتؤكد أن الصغار كبروا ولكن البعض عارضني (محقا) عندما كتبوا مُعقبّين أن الكبار هم من ترهلوا وشاخوا وليس العكس..
نعم بطولة أمم أوروبا هي الأهم في العالم مع كامل احترامي للبرازيل والأرجنتين وميسي ومارادونا وزيكو وسقراط وبيليه لأن السحر فقط في لقاء التانغو بالسامبا وأحيانا تدخل دولة أخرى على الخط مثل الباراوغواي أو الأوروغواي ولكن في أوروبا في كل مباراة هناك تاريخ وذكريات وملامح ثأر ورد ويكفي أن نتابع انكلترا وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا لو واجهت البرتغال وألمانيا لو واجهت إيطاليا لنعرف أن الإثارة نبض لن يتوقف أبدا...