عطفًا على أمر قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بتقديم التبرعات النقدية للحملة الشعبية من أجل اغاثة الشعب السوري الشقيق فقد وجه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أميرالمنطقة الشرقية دعوته للمواطنين ورجالات الأعمال والموسرين للمساهمة الفاعلة لتقديم التبرعات للأشقاء في سوريا تخفيفا لمصابهم ومعاناتهم. وجدير بالذكر أن الحملة الشعبية مازالت مستمرة منذ اطلاق الأمر الملكي الكريم في جميع مناطق المملكة لجمع التبرعات لأشقاء المملكة وصولا الى تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من تخفيف معاناة الشعب السوري ورفعها، وهي رسالة سامية معروفة عن المملكة منذ تأسيس كيانها الشامخ، فهي سباقة لرفع معاناة الشعوب من ويلات الحروب والكوارث الطبيعية وغيرها. وقد شهدت الساعات الستون من بداية الحملة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين نجاحًا واضحًا حيث تم جمع 222 مليون ريال لاغاثة الشعب السوري، ومازالت التبرعات بحمد الله تنهال من جميع مناطق المملكة لمساعدة الشعب السوري على تجاوز محنته الصعبة ومعاناته الشديدة، ويتضح من ارتفاع حصيلة التبرعات شغف ابناء المملكة وحبهم الشديد لفعل الخيرات والمكرمات، وهي صفة من صفاتهم وأخلاقهم الكريمة. ليس بمستغرب على شعب المملكة الذي جبل على الاغاثة والعطاء والتضحية أن يقدم الكثير من المعونات لأشقائه السوريين، فأبناء المملكة يشعرون بالأزمة الصعبة التي مر بها الشعب السوري الشقيق جراء معاناته من حرب طويلة أتت على الأخضر واليابس في هذا القطر الشقيق، وشردت الملايين من السوريين في أصقاع الأرض، وأدت الى ارتفاع أعداد القتلى والمصابين في أفظع حرب لم يشهد العصر الحديث لها مثيلا. إغاثة المنكوبين والمتضررين من جراء الحروب الأهلية والكوارث الطبيعية تستوجب وقوف المملكة إغاثيا وإنسانيا مع كافة الشعوب، وهذا ما يحدث بكل تفاصيله وجزئياته مع الأشقاء السوريين، فقد وقفت المملكة معهم منذ اندلاع الحرب الضروس التي أعلنها النظام السوري ضدهم، ومازالت تقف معهم وقفة صلبة وثابتة لنصرة الحق والعدل في هذا البلد، ومن أجل عودته من جديد الى حظيرته العربية. التبرعات الهائلة التي مازالت تتدفق من أبناء المملكة في هذه الحملة هي امتداد طبيعي للأعمال الانسانية المشهودة التي تقوم بها القيادة الرشيدة ويقوم بها أبناء الشعب السعودي المجبول على فعل الخيرات والأعمال الانسانية والخيرية، ومازال أبناء المملكة يبذلون ما يستطيعون بذله من أعمال انسانية لاغاثة الملهوفين والمنكوبين والمتضررين أينما وجدوا، وهاهم يترجمون تلك الأعمال من خلال التبرعات الأخيرة لاخوانهم في سوريا الشقيقة. الأعمال الخيرية صفة من الصفات التي يتحلى بها أبناء المملكة استجابة لتعاليم ومبادئ وقيم العقيدة الاسلامية السمحة التي تحث على تضامن المسلمين وتكاتفهم في حالتي الحرب والسلم، وتلك استجابة تبدو مشهودة ومعلنة من خلال هذه الحملة الاغاثية وغيرها من الحملات السابقة، فالتمسك بمبادئ العقيدة الاسلامية يدفع الى مثل هذه الأعمال الانسانية التي باركها رب العزة والجلال وباركها خاتم أنبيائه ورسله عليه أفضل الصلاة والسلام. هو موقف نبيل يضاف الى سلسلة من المواقف النبيلة التي وقفتها المملكة إزاء المحن والمصائب والمصاعب التي يواجهها أبناء الأمتين العربية والاسلامية في حالات الحرب والسلم، وستبقى المملكة بإذن الله وفية لمواقفها الداعمة لكل أشقائها واخوانها في كل الحالات والأحوال.