تباينت آراء عدد من المثقفين الحاضرين في ملتقى «ليالي الرواية السعودية» حول فعاليات الملتقى والذي شارك فيه عدد من الروائيين والنُقاد والمهتمّين بالرواية السعودية منتقدين التنظيم وضيق الوقت الذي أعاق استرسال المتحدثين في النقاش والشرح والتوضيح. كما ان الملتقى وفق رؤيتهم طرح أسماء بعض الاكاديميين كنقاد رغم عدم قراءتهم المنجز الروائي لذا فقد أصبحت مقولاتهم عامة غير مدعومة بأمثلة وشواهد فيما رأى آخرون ان الملتقى خدم المشهد الروائي السعودي في سياق الحوار الجمالي والثقافي بين المبدعين والنقاد مما اسهم في إثارة إشكاليات عديدة حول مستويات الرواية المحلية والعربية والعالمية نشاط منبري بداية تحدث المشرف على الفعالية الروائي الباحث خالد اليوسف قائلا:«ملتقى (ليالي الرواية السعودية) فعالية ثقافية تولى إبرازها مركز الملك فهد الثقافي بالرياض لتكون بداية لنشاطه المنبري. وجهت هذه الليالي للجيل الجديد، لعشاق ومحبي الرواية والذين سيكونون كتاب المستقبل؛ ولهذا بدأت بندوة رئيسة للحديث عن واقع الرواية السعودية واستشراف مستقبلها وجاء الحديث فيها ممن يملك الخبرة في دراستها وتدريسها وكتابتها وهم: الدكتور صالح زياد والدكتور سلطان القحطاني والروائي خالد الرفاعي كأساتذة جامعات، والناقد عيد الناصر وصالح الحسن وهناك المحاضرات التي تتمحور عن فن الرواية بكل تفاصيلها وقد ألقاها الروائي الدكتور حسين المناصرة وحاوره فيها وناقشه الكاتب والروائي عبد الواحد الأنصاري». ويتابع اليوسف: «كما طرح تجارب الروائيين الناقد عبدالعزيز الصقعبي والروائية أمل شطا والروائي محمد العرفج والقاص والروائي عبدالحفيظ الشمري والروائية مها الجهني والروائي عادل المالكي والروائي سلامة الموشي، وفي هذه الشهادات دروس غير مباشرة لهذا الجيل، أما التوجه الأهم فهي جلسات الحوار والنقاش والتدارس التي قدمها الدكتور صالح معيض والناقد إبراهيم الشتوي والدكتور حسن الحازمي والدكتور الناقد أبو المعاطي الرمادي وهم جميعا أساتذة متخصصون في الأدب العربي وفي فن الرواية، وكنت أرغب أن تكون جلساتهم هي الأطول والأمتع والركيزة المرتقبة من هذه الليالي لكن الوقت لم يساعدنا في إتمامها، لكن بصفة عامة خرج الجميع برضى كبير لما طرح في هاتين الليلتين والمكسب الكبير هو حضور العدد الكبير من أساتذة الجامعات وكتاب الرواية والمتلقين الذين اعجبوا بالفعاليات وأجنحة عرض الكتب المشاركة». انقسام المنجز الروائي ورأى الناقد أبو المعاطي الرمادي ان ليالي الرواية السعودية فعالية تستحق التقدير والإشادة والدعم من النقاد ومن القائمين على شؤون العمل الثقافي في المملكة قائلا: «على مدى يومين ناقشت نخبة من النقاد الكبار وضع المنجز الروائى السعودي على خريطة الإبداع، وعرضوا رؤاهم حول قيمته ومكانته، بحيادية تامة، وعرضوا مرئياتهم حول ما يأملون منه في المستقبل القريب والبعيد. ووقفوا أمام جمالياته وتقنياته، وطرائق كتابته، وما تحتاجه عملية الإبداع الروائي». ويضيف الرمادي: «وقد انقسم النقاد في موقفهم من المنجز الروائي الى فريقين: فريق أشاد بالمستوى الذي وصل إليه، وفريق عارض هذه الإشادة، وعدد عيوبه. وهو اختلاف يصب في صالح هذا المنجز، فأتوقع بعد هذه الحوارات الجادة صدور العديد من الدراسات التي ستتخذ الرواية السعودية مدونة لها، ونشاط الحراك النقدي المهتم بالرواية السعودية، وتعدد مساراته. ان استمرار هذه الليالي يصب في مصلحة الرواية والنقد على حد سواء؛ فهي من محفزات الإبداع وما يدور فيها من نقاشات يستفز ملكات الابداع في نفس المبدع، ويستثير قلم الناقد. هنيئا للساحتين الأدبية والنقدية في المملكة هذه الليالي التي نأمل استمرارها وزيادة عدد جلساتها، وتنوع محاورها، كما نأمل رعايتها إعلاميا الرعاية التي تليق بقيمتها». الإبداع والنقد فيما أكد الدكتور الناقد حسين المناصرة أن الملتقى أسهم في إثارة إشكاليات عديدة في مستويات الرواية المحلية والعربية والعالمية قائلا: «انطلاق ملتقى ليالي الرواية السعودية في مركز الملك فهد الثقافي مبادرة ثقافية مهمة، خدمت المشهد الروائي السعودي في سياق الحوار الجمالي والثقافي بين المبدعين والنقاد، وهذا الحوار أسهم بكل تأكيد في إثارة إشكاليات عديدة في مستويات الرواية المحلية والعربية والعالمية لا شك في أن الروائيين بأجيالهم المتعددة يستفيدون من هذه الحوارات، وكذلك النقاد ينتبهون إلى تقصيرهم الحقيقي تجاه متابعة الكم الروائي اللافت للنظر بدءا من التسعينيات إلى اليوم. وكانت هناك ظاهرة لافتة وهي أن معظم المشاركين كانوا ممن يجمعون بين الكتابة السردية والكتابة النقدية إذ إن المسافة غدت ضيقة جدا بين الإبداع والنقد لدى الكثير من المثقفين». ضيق الوقت وعن الجو العام للملتقى قالت الروائية أمل شطا: «سعدنا كثيرا بهذا اللقاء، فقد كانت «ليالي الرواية السعودية» جميلة دسمة خلاقة، أحيتها صحبة من فطاحل الأدب والنقد، واشتعل النقاش فزاد من قيمة تواجد هذا الكم من المثقفين وأصحاب القلم في مكان واحد، وقد كان الترتيب للقاء ممتازا منظما، ولكن ضيق الوقت أعاق استرسال المتحدثين في النقاش والشرح والتوضيح، وأتمنى تفادي ذلك في اللقاءات المقبلة». ثقافة المنجز وقال القاص والناقد عبدالعزيز الصقعبي: إن الملتقى يحتاج فقط إلى الجدية في التنفيذ وتابع: «كان لي حظ المشاركة في «ليالي الرواية السعودية» بشهادة عن تجربتي الروائية، وهذا يعد وسيلة تواصل بين المبدعين والقراء الذي يدخل من ضمنهم النقاد، ولكن ثمة أمرا مهما ومؤسفا في الوقت ذاته أن الملتقى كشف لنا عن افتقار بعض الأكاديميين والذين طرحت اسماؤهم كنقاد لقراءة المنجز الروائي السعودي.. فأكثرهم لم يقرأ بعض المنجز الروائي؛ لذا، فقد أصبحت مقولاتهم عائمة غير مدعومة بأمثلة واستشهادات ولكن بكل تأكيد ما قدم في الفعاليات الست من آراء وشهادات وتجارب.. سيحرك ماء الثقافة الراكدة». ويكمل الصقعبي «.. يحسب للزميلين محمد السيف وخالد اليوسف جهدهما الملموس بتقديم نشاط ثقافي متميز ومختلف فمن خلال هذه الفعالية.. تم تكريم اثنين من رواد الحركة الادبية والثقافية في المملكة، حيث افتتح نشاط الليالي الرائد الاديب سعد البواردي واختتمها الدكتور أحمد الضيب، وهذا جعل الملتقى يتسم بالبساطة ويخرج عن إطار الرسمية. إضافة إلى ذلك يؤكد هذا الملتقى أن هنالك افعالا ومبادرات تحتاج فقط الى الجدية في التنفيذ، وبكل تأكيد سيحقق النجاح».