في الإثنينية الأسبوعية كان للأمير سعود وقفتان: إنسانية، ووطنية. الوقفة الإنسانية لمسناها وتلاقت مع مشاعرنا حينما تحدث عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها عمدة جزيرة تاروت عبدالحليم ال كيدار، فكما نحن جميعا سعداء بنجاته، ذهب الأمير سعود بن نايف أبعد من ذلك، حيث وضع محاولة الاغتيال الآثمة في إطار «وسام الشرف» الذي يفتخر به كل مواطن يقف إلى جانب وطنه ويضع أمنه ومصالحه العليا فوق كل اعتبار. وطنيا، أعاد الأمير سعود في كلمته التأكيد على مبدأ الدولة في حماية الأمن وردع العابثين بدون تمييز، فالنظام الذي تنفذه الحكومة يرى المواطنين سواسية لهم حق الرعاية والأمن وصيانة الكرامة وحفظ الحقوق، وأمراء المناطق يضعون هذا الهدف الأسمى معيار نجاحهم ويتسابقون إليه ويتنافسون عليه، وحين يبحثون عن الرجال الذين يعملون معهم يضعون هذا الهدف الأسمى معيار اختيار الرجال، وهذا مبدأ الملك المؤسس عبدالعزيز- يرحمه الله-، وهو الأساس الذي أبقى مجتمعنا قويا منيعا في كل الظروف الخطرة التي تواجهنا. أمراء المناطق حين يضعون رعاية الأمن وتثبيت دعائمه في قائمة أولوياتهم يدركون أن الإخلال بالأمن هو بداية الاضطراب، ولدينا الآن نماذج حية تحيط بِنَا وتؤلمنا وتعطينا الدرس الحي لضرورة أن تُمارس الدولة مسؤوليتها الأساسية وهي الحفاظ على الأمن. هذا واجب الدولة تجاه الناس، وإذا تساهلت فيه فإن الناس سوف تحاسبها. الأمير سعود في حديثه في الإثنينية، طمأن الناس على أن الدولة «ستقف بكل حزم وقوة أمام كل من تسول له نفسه العبث أو المساس أو محاولة المساس بالأمن والاستقرار، وفي نفس الوقت كل من يتعاون أو يؤوي أو يتعاطف مع المجرمين، بغض النظر من أين أتوا وبغض النظر من أي منبع نهلوا، فسيُضربون بيد من حديد، ولن نتوانى مهما كان السبب عن جلبهم للعدالة وتقديمهم للقضاء ليقول كلمة الحق فيهم». الأعمال الإرهابية التي نتعرض لها لن تنال، بحول الله، من أمننا ووحدتنا، ولقد نجحنا في عزل مؤثرات هذه الآفة لأن المواطن هو أول من تصدى لها، ولأن رجال الأمن في مختلف مواقعهم وضعوا محاربتها مهمتهم المقدسة الأولى، ومسيرة الشهداء من رجال الأمن لن تقف، وروح التضحية من الجميع هي التي سوف تحمي وحدتنا من عبث الإرهابيين وإجرامهم في حقنا. أليست مفارقة عجيبة أن يكون الإرهاب، وكل أشكال التخريب للعمران البشري، هي التي تجمعنا وتوحدنا وتجعلنا نفتش عن نقاط قوتنا؟!