احتفى مركز الجزيرة الثقافي في ختام موسمه الثقافي بالمؤرخ البحريني والكاتب المسرحي والإذاعي والتليفزيوني رئيس جمعية الموسيقى والفنون الشعبية بوزارة الإعلام راشد عبد الله المعاودة في أمسية بعنوان (راشد المعاودة.. الإبداع في حب الوطن) تحدث فيها الفنان ابراهيم راشد الدوسري، وأدارها الدكتور راشد نجم، وذلك بمقر المركز بالمحرق وحضرها جمهور غفير من الكُتاب والأدباء والمثقفين، والمحتفى به وأسرته وأصدقائه ورواد المركز والمبدعين في الحركة الثقافية بالبحرين. بدأت الأمسية بمحاضرة لإبراهيم راشد الدوسري أشاد في مستهلها بالدور الريادي الكبير الذي لعبه الفنان راشد المعاودة في إثراء الحركة الفنية والمسرحية في البحرين، وفي دول الخليج العربية منذ أوائل ستينات القرن الماضي، ومن ثم قدم المحاضر قراءة سردية من كتابه القيم عن السيرة الذاتية للفنان المبدع راشد المعاودة، متناولا جميع محطات حياته وعمره ونشأته وابداعاته. وأشار الدوسري إلى أن المعاودة هو أحد رواد الثقافة والفنون في البحرين، ولقد كان منذ مرحلة الصبا شغوفا بالأدب والشعر، إضافة لاهتمامه بالثقافة بشكل عام في وقت مبكر من حياته فضلاً، عن احتكاكه بالأنشطة الثقافية والأدبية في مجتمع مدينة المحرق التي ولد ونشأ بها، وخصوصاً في الحي الذي كان يعيش فيه، حيث كانت تعقد اللقاءات الثقافية في مجلس الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة ومجلس الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة. وأضاف: «وقد كان راشد المعاودة من رُواد هذين المجلسين اللذين كانا يضمان كبار الشعراء والمثقفين من البحرين والوطن العربي، بالإضافة إلى ذلك كان الحي الذي يقطنه يزخر بالفرق ودور الغناء الشعبي، فضلاً عن الأندية الأهلية الرياضية والثقافية والمكتبات التي كانت منتشرة في أحياء المحرق». وأشار الدوسري إلى أن تلك المظاهر الثقافية والفنية كانت تستفز عقل ووجدان راشد المعاودة وتدفع بموهبته الفنية إلى أن تتبلور وتتقد وتتجسد مساراتها المختلفة، فتميز في كتابة التمثيليات القصيرة التي كانت تعرض في الأندية الأهلية في المحرق في الستينيات والتي لاقت استحسانا من الجمهور والمهتمين. وفي عام 1969م كتب أولى مسرحياته المتكاملة باللهجة العامية (بيت طيب السمعة) ثم مسرحية (مالان وانكسر) ومسرحية (سبع ليالي) ومسرحية (توب توب يا بحر) ومسرحية (عمارة رقم 20) ولم تقتصر كتابته للمسرح فقط، بل كتب عديدًا من التمثيليات الإذاعية الأسبوعية لإذاعة البحرين، وختم تجربته الإذاعية بمسلسله الشهير (سلامة وفرج) من 30 حلقة في عام 1975م. بعد انتهاء المحاضرة في سيرة الفنان المبدع راشد المعاودة تبارى عدد من الفنانين بإلقاء كلماتهم العفوية المعبرة والنابعة من القلب في مناقب الفنان المبدع راشد المعاودة الذي عاصروه زميلا وأخا حانيا على الصغير والكبير، وفنانا مبدعا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، كما لم تخل تلك الكلمات من الحب العميق الذي يكنه هؤلاء الفنانون لهذا الفنان المبدع الذي زرع فيهم الحب، فمن يزرع الحب لا يحصد إلا حبا. وقد كان لتلك الكلمات صدى كبير لدى الحضور الذين شاطروا الفنانين فرحتهم بلقاء حبيبهم بالتصفيق والإعجاب، وفي كلمات مقتضبة مبللة بالدموع ردد الفنان المحتفى به راشد المعاودة «أنى احبكم، احبكم جميعا وشكرا لكم من القلب». وفي ختام الأمسية الرائعة في حب راشد المعاودة، قدم رئيس مجلس إدارة مركز الجزيرة الثقافي محمد الجزاف للفنان الكبير هدية تذكارية بهذه المناسبة تعبيرا عن الحب والوفاء لرجل العطاء راشد المعاودة، مشيدا بإسهامات المبدع راشد المعاودة، وتأثيره الكبير على الأجيال الثقافية، شاكرا لكل الذين أسهموا في إنجاح هذه الأمسية التي شهدت ختام الموسم الثقافي لمركز الجزيرة. خلال تكريم المؤرخ المعاودة