كشف الدكتور نبيل كوشك نائب رئيس مجلس إدارة شركة وادي مكة للتقنية عن طرح شركة وادي مكة للتقنية للاكتتاب العام مطلع 2017م والمملوكة لجامعة أم القرى بعد ان حققت عدة إنجازات وتأسيس 15 شركة ناشئة تعتمد على الاقتصاد المعرفي والابتكار تابعة لشركة وادي مكة. وأوضح كوشك خلال حواره مع «اليوم» أن الهدف الأساسي للشركة المساهمة تطوير الاقتصاد القائم على المعرفة عبر الشراكة بين القطاعات التعليمية والبحثية ومجتمع الأعمال على أسس تجارية من خلال الاستثمار في المشاريع المشتركة التي تصقل الخبرات والتطبيق العملي لطلاب الجامعة وأساتذتها وتحويل الثروة المعرفية والإبداعية إلى عوائد مالية للجامعة وللمبدعين والباحثين. وأكد أن تأسيس الشركات الناشئة لوادي مكة مواكب لرؤية السعودية 2030 وقد وضعنا خطة استراتيجية طموحة مستدامة وتحويل هذه الشركات بعد انشائها الى شركات متوسطة وكبيرة في السوق السعودية، مؤكداً أن رأس مال وادي مكة للتقنية 100 مليون ريال وتشكل الذراع الاستثماري في الناتج العلمي والتقني والمعرفي من الأبحاث والابتكارات العلمية التي ينتجها الحراك المعرفي بالجامعة أو الناتجة من الأبحاث المشتركة مع مراكز البحوث للشركات الصناعية القائمة في وادي مكة للتقنية... والى الحوار: ■ حدثنا في البداية عن شركة وادي مكة؟ وكيف تحقق محور الريادة في اقتصاد معرفي قائم على ركائز اقتصاد المملكة؟ شركة وادي مكة للتقنية شركة استثمارية تمتلكها بالكامل جامعة أم القرى برأس مال 100 مليون ريال، تمت الموافقة على الترخيص بتأسيسها بموجب مرسوم ملكي حيث سعت الشركة الى المساهمة الفعالة في تطوير الاقتصاد القائم على المعرفة عبر الشراكة بين المؤسسات التعليمية والبحثية ومجتمع الأعمال لغرض نقل التقنية وتوطينها وتطويرها بما يخدم الاقتصاد الوطني ويحقق التنمية المستدامة، وتوفير بيئة محفزة وجاذبة لمراكز الأبحاث والتطوير في الشركات المحلية والعالمية لتعزيز التعاون مع الجامعة وتطوير النشاط العلمي والتحول التجاري للبحث العلمي والابتكار وذلك عن طريق تحقيق هدفين رئيسيين يتمثلان في استثمار مخرجات البحث العلمي والابتكار وتحويلها الى منتجات ذات مردود اقتصادي والاشراف على إنشاء وإدارة وادي مكة للتقنية «حديقة العلوم والتقنية بالجامعة» حيث تقدم شركة وادي مكة للتقنية خدماتها لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات والمبتكرين ورواد الأعمال والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة وكذلك الشركات الكبرى محلياً وعالمياً وهذا يتماشى مع تحول السعودية من الاعتماد على الموارد الطبيعية الى الاعتماد على الموارد المتجددة والمتنوعة كون الموارد الطبيعية قد تنضب وتتغير اسعارها لكن الموارد المعرفية والتقنية متجددة بتجدد المعرفة والعلم والابتكارات وأن مثل هذه الإنجازات لم يكن لها أن تتحقق لولا فضل الله أولاً ثم الدعم الوافر الذي حظيت وتحظى به جامعة أم القرى من قيادتنا الرشيدة- وفقها الله- ورؤيتها الطموحة والسديدة الهادفة إلى جعل المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة وفي ركب الأمم المتفوقة في استثمار العقول ودعم المعرفة وتسخيرها في خدمة البشرية، وحرص واهتمام جامعة أم القرى ممثلا في شركة وادي مكة للتقنية تحويل الأبحاث والدراسات والابتكارات إلى منتجات اقتصادية تستفيد منها المجتمعات أفرادا ومؤسسات. ■ كيف استطاعت الجامعة تجسير الفجوات التي تواجه الاقتصاد المعرفي؟ جامعة أم القرى استطاعت تجسير تلك الفجوات في وادي مكة للتقنية من خلال ثلاثة محاور رئيسة تمثلت في إنشاء مركز الابتكار التقني المبني على البحث العلمي في تخصصات محددة ذات أسواق واعدة للمنتجات المعرفية لتوفير خدمات نقل الابتكارات إلى منتجات معرفية من خلال النمذجة والتصميم الهندسي والتصنيع، وكذلك بناء شراكات وشبكة تعاون مع رواد الأعمال الناجحين من الشباب السعودي والمستثمرين للمساعدة في تنمية الشركات الناشئة وتطوير منتجات معرفية مناسبة للأسواق الواعدة من خلال توفير خدمات للتطوير التجاري ودراسة الأسواق، بالإضافة إلى إيجاد علاقات تعاون مع القطاع العام والخاص لمعرفة احتياجاتهم للمنتجات المعرفية المبنية على التقنيات المستهدفة، إلى جانب توفير برامج خدمية من التدريب والإرشاد والدعم اللوجستي للانتقال بالمتميزين من الشباب السعودي من مرحلة المعرفة إلى مرحلة التجربة ومنها إلى مرحلة تأسيس شركاتهم المعرفية الناشئة، علاوة على إنشاء مركز للشركات الناشئة في وادي مكة وجعله منصة يتدرب فيها المبتكرون والباحثون على تطوير مهاراتهم التقنية ومهارات السوق التي يحتاجونها لبيع منتجاتهم، والتغلب على تلك الفجوات في اقتصاد المعرفة من خلال مواءمة المنتجات المعرفية والابتكارية للسوق والقدرة على تسويقها وبيعها، وفي نفس الوقت جعله المنصة لإنشاء شراكات والتعاون بينها وبين القطاع الحكومي والقطاع الصناعي والخاص، يكون رواد الأعمال همزة الوصل فيه. ■ كيف عملت شركة وادي مكة على انشاء شركات ناشئة في هذا الاقتصاد المعرفي واسهامها في دعم المنتجات السعودية؟ مشروع الشركات الناشئة التي عملت الجامعة على إنشائها يأتي انطلاقا من حرصها الوطني على المشاركة في الحراك الاقتصادي الذي تنتهجه المملكة وتحولها نحو الاقتصاد المبني على المعرفة وأن الجامعة خلال عام ممثلة في منظومة وادي مكة للتقنية حققت إنجازا غير مسبوق على مستوى الجامعات وذلك بإنشاء ثماني شركات ناشئة وقفزت خلال اعوام لتسهم بدورها في الاقتصاد الوطني وما هذا الا للمشاركة في بناء الاقتصاد المبني على المعرفة ومساهمتها في التنمية المستدامة للمملكة عبر التوسع في إنشاء مثل هذه الشركات تحت مظلة شركة وادي مكة للتقنية الذراع الاستثماري للجامعة التي سيكون لها المردود الإيجابي وتعود بالخير والفائدة على الوطن والمواطن حيث ان دعم الجامعة للاقتصاد الوطني بالشركات الناشئة يعد حدثاً وطنياً في التحول إلى مجتمع اقتصادي معرفي عبر الشراكة بين المؤسسات التعليمية والبحثية ومجتمع الأعمال لنقل التقنية وتوطينها وتطويرها بما يخدم الاقتصاد الوطني ويحقق التنمية المستدامة. ■ متى سيكون طرح شركة وادي مكة للتقنية في السوق السعودية كاكتتاب عام؟ سيكون طرحها للاكتتاب العام بإذن الله مطلع 2017م، وسيكون هناك اعلان تفصيلي عن آليات طرحها كون لدينا خبراء متخصصين يعملون على هذا الجانب بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص. ■ هل تواكبت الشركة مع رؤية السعودية 2030.. حدثنا عن ذلك الامر؟ نحن منذ البداية حرصنا كل الحرص على ان يكون المشروع اقتصادا مستداما بغض النظر عن الدعم الحكومي ولدينا خطة للاعتماد على الدخل الخاص بشكل كامل بالشراكة مع الصندوق فالشركة لديها رؤية بالاستثمار العقاري ونحن متفائلون بمشروع رؤية السعودية 2030 وان تأسيس الشركات الناشئة لوادي مكة مواكب لرؤية السعودية 2030 وقد وضعنا خطة استراتيجية طموحة مستدامة وتحويل هذه الشركات بعد انشائها الى شركات متوسطة وكبيرة في السوق السعودية وتشكل هذه الشركة الذراع الاستثماري في الناتج العلمي والتقني والمعرفي من الأبحاث والابتكارات العلمية التي ينتجها الحراك المعرفي بالجامعة أو الناتجة من الأبحاث المشتركة مع مراكز البحوث للشركات الصناعية القائمة في وادي مكة للتقنية. ■ ما مدى أهمية مركز الشركات الناشئة في وادي مكة؟ وماذا يقدم لمجتمع الاقتصاد المعرفي؟ مركز الشركات الناشئة يأتي نتيجة لوجود شركات معرفية فعلية على أرض الواقع ومنتجات ذات تقنيات عالية تم ابتكارها وتطويرها وتصنيعها في جامعة أم القرى بعقول وأيدٍ سعودية تحت شعار «صنع في مكة» حيث ان جامعة أم القرى حققت خلال السنوات الخمس الماضية والتي بلغت منذ العام 2011م وحتى 2016م أكثر من (1150) براءة اختراع قدمتها الجامعة، منها 220 براءة اختراع مسجلة، وبلغ عدد براءات الاختراع الصادرة 30 براءة اختراع، فيما بلغ عدد الابتكارات التي تم تحويلها إلى منتجات 23 ابتكارا، وبلغت المنتجات التقنية 19 منتجا وبلغ عدد العملاء لتلك المنتجات حتى الآن 15 عميلا يمثلون جهات مختلفة من القطاعين العام والخاص حيث انه تم تأسيس صندوق دعم شركات ناشئة برأس مال يبلغ عشر ملايين ريال من رأس مال شركة وادي مكة، والتي يبلغ رأس المال فيها 100 مليون ريال تم استقطاع عشره ملايين ريال لتخصيصها في الاستثمار الجريء في الشركات الناشئة. ■ كيف تمت الاستفادة من تجربة وادي السيلكون والاستفادة منها في اقتصاد المعرفة السعودي؟ تمت الاستفادة من تجربة وادي السليكون وذلك من خلال الزيارات الميدانية له، وكانت هناك زيارات لبريطانيا ولجامعات مثل كامبريدج وايضا اليابان واخرها كان في وادي السيلكون حيث بدأت فكرة هذا الوادي بزيارات خارجية لاطلاع الطلاب على التجارب المعرفية والتي تسهم في خلق اقتصاديات ناشئة في بلدان الدول النامية وذلك لاطلاعهم ايضاً حول افضل الممارسات ثم نستطلع حول إمكانية افضل البرامج التي نستطيع أن تقدمها في الجامعات للمبتكرين ورواد الاعمال وكيف يتم التمويل مع توفير البيئة المناسبة وهناك تقنية سعودية ستطبق قريبا في احدى الدول العربية المجاورة مطلع 2017 بإذن الله. ■ كيف تم دمج الطلاب بمصطلح الريادة كما نعلم ان الدول العالمية متقدمة كثيراً بهذا المصطلح.. كيف تم دمج هذا الفكر؟ نحن نتحدث عن هذا المكان وأهميته المعرفية الاقتصادية وأنه مكان جاذب ومحفز للمبتكر وتحدثنا عن التمويل والاهم من ذلك هو محور التدريب والتوجيه والارشاد أي حال اطلاقنا برامج للتأهيل وكيفية دراسة السوق عن طريق متخصصين فكل هذا الخدمات تكون مخصصة ومكثفة وقد تكون دورات تدريبية وهذه البرامج تنشر الثقافة لتظهر لنا الامكانيات الحقيقية للمبدع والمبتكر وليس كل رائد اعمال مبتكرا وليس كل مبتكر ريادي اعمال، فلا بد من التركيز على تكوين الفريق الذي من الممكن أن يكون باحثا يحبذ النزول الميداني إلى الاسواق بنفسه، وهناك من لا يجد جدوى من هذا النزول وليس من الضروري أو من الشرط ان كل الباحثين يكونون من داخل الجامعة وكثير من الدراسات بقيت في داخل ادراج الجامعات، لابد ان نعي جيداً ان الفكرة هي ان نشارك طلابنا في الكثير من التجارب الحية المحلية والعالمية والتي سكون لها اثر كبير جدا ومنذ زمن تكلمنا عن ستيف جوبز وبل جيتس كرجال اعمال لكن الان هناك في المملكة العربية السعودية نماذج حية ومشابهة لهذا الشيء فريادة الاعمال مبنيء على فكرة ابتكارية تحولت الى منتج قابل للاستدامة في اقتصادها. ■ كيف ركزت الشركة على محور توطين التقنية؟ وما الدراسات المعتمدة عليها حاليا؟ هناك فريق من الجامعة ومن المستشارين يعملون على مساندتنا بعدم الاستعجال وأن ننظر إلى افضل الممارسات بحيث توطين التقنية وتم اكتشاف وجود طاقه كاملة في الجامعة منهم خريجون من افضل الجامعات وموجودون في جامعة ام القرى ولذلك نعمل على الاهتمام بهم والاستفادة من خبراتهم، ثم نأتي لتوطين التقنية وهي ان تكون التقنية نابعة من كفاءات الاشخاص الدارسين خارج البلاد والمبتعثين ثم نقوم بدمجهم مع طلاب الداخل وهناك اهتمام بتطوير المنتج بشكل كبير وهناك مرحلة اخرى تهتم بتطوير المنتج حسب احتياج السوق. ■ هل لديكم رؤية بعيدة المدى لرفع رأس المال الى اكثر من 100 مليون ريال؟ بلا شك هناك توسع للأعمال وهناك احتمال لدخول شركاء في نفس المجال. من صناعات الشركة الوطنية تصنيع منتج تقني للشركة الدكتور نبيل كوشك يتحدث للزميل يحيى الحجيري
