حرارة «الشرقية» تتجاوز المعدلات الطبيعية بموسم «الحميمين»

يطرأ ارتفاع ملموس في درجات الحرارة اليوم على مناطق المملكة، وتسجل بداية الثلاثينات نهارا في حاضرة الدمام، وكذلك في الرياض ومدن القصيم، وتقترب في مدينة مكة المكرمة من الاربعينات المئوية عند الظهيرة، تتراجع غدا وحتى يوم الخميس.
وتنخفض الحراة بين 5 و7 درجات بالشمال والشمال الغربي، مع توافر فرص هطول الامطار على جنوب الخليج العربي، مع احتمالات بأن تشمل الساحل الشرقي واجزاء من منطقة الرياض، في امتداد إلى الاطراف الجنوبية للمملكة.
وبدا واضحا من خلال صور الأقمار الاصطناعية، تشكل حزام سحابي كثيف يمتد من الشرق الى الغرب، متوقعا الهطولات الرعدية متفاوتة الغزارة بمشيئة الله تعالى، التي تكون رعدية احيانا ومصحوبة برياح قوية، وتشير نماذج التنبؤات العددية الإقليمية، إلى مسببات هذه الحالة ناتجةً عن تعرّض هذه المناطق لمنخفض جوي يستمر تأثيره إلى مساء غدٍ الثلاثاء.
وبحسب متابعين للأحوال الجوية، تكون الرياح الجنوبية اليوم، عاملا يساعد على متغير ملموس في الحالة الطقسية، وخاصة في ارتفاع درجات الحرارة، متجاوزة معدلاتها الطبيعية خلال 24 ساعة، حتى تتراجع في المواقع الممطورة على نحوٍ خاص، ومع تحول الرياح الى شمالية غربية في اليومين القادمين بإذن الله.
فيما تستمر الاجواء مغبرة بين وقت وآخر طيلة الايام المقبلة، والذي يمثل طبيعة الطقس المعتادة بفصل الربيع، كما تنخفض درجات الحرارة مجددا مع الأجواء الماطرة، وسط توقعات بأن تكون الرياح معتدلة إلى نشطة السرعة أحيانا على بعض المناطق، وتشتد في مياه البحر مؤدية إلى ارتفاع كبير للأمواج يبلغ 3 أمتار في الحد الاعلى، الذي قد يعيق الملاحة البحرية والصيد، وممارسة الرياضات المائية في الخليج العربي، في هذه الفترة التي تشهد حالة جوية غير مستقرة.
وحول طبيعة الحالة الجوية، أوضح مختص المناخ والفلك، الدكتور عبدالله المسند، الاستاذ المشارك بجامعة القصيم، أن مرور منخفض جوي عميق بين تركيا وسوريا قبل ساعات، كان مؤثرا بقوة في منطقة تخلخل جوي، حيث تقوم هذه المنطقة (بشفط) الرياح من كل جهة ومنها السعودية، بما يؤدي بمشيئة الله، إلى أن تكون الرياح بوجه عام جنوبية بفرعيها، ونشطة مثيرة للغبار على نطاق واسع خاصة في الأجزاء الشمالية.
وأشار الدكتور المسند إلى أن اليوم الاثنين يبدأ موسم الحميمين، بما يكتنفه عادةً من خصائص جوية تتكرر في مثل هذا الوقت من العام، كما أن تحديد الاعتدال الربيعي يكون وفقاً لحركة الشمس الظاهرية، التي تتحرك (ظاهرياً) في رحلة سنوية دورية، بين مداري السرطان شمالاً والجدي جنوباً، وذلك في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث تتعامد الشمس على خط الاستواء، ويبدأ فصل الربيع (فلكيا) في بداية العشرة الاخيرة من مارس، ويتساوى الليل والنهار في كافة خطوط العرض (تقريبا)، وتشرق الشمس مع الشرق تماماً (90 درجة)، وتغرب مع الغرب تماماً (270 درجة).
من جهته، يشير الباحث المختص بالفلك والطقس، سلمان آل رمضان، الى أن أبرز ما يميز الفترة القادمة هو احتمالية الأمطار، التي قد تكون غزيرة في بعض المناطق، ومتوسطة القوة في الأسبوع الأخير من مارس إن شاء الله، وتركز في جنوب وجنوب غرب شبه الجزيرة العربية، وتمتد جهة الشرق حتى عُمان والامارات.
وتكون الفرصة أيضا في الشمال وشمال شرق المنطقة الشرقية، وبصورة أضعف في بقية المناطق، مع العلم أن المناطق بين سواحل البحرين الغربية حتى حواضر المنطقة الشرقية محتمل فيها أمطار متوسطة القوة اليوم وغدا الثلاثاء، ثم تعود الأجواء للصفاء مجددا قبل أن تعود الحالة قوية في الأسبوع الذي يليه في مطلع أبريل، وقال: "إنها تنبؤات أولية قد تصدق متى ثبتت الحالة على مؤشراتها".
وأوضح أن أمطار السرايات هي التي تسري وتأتِي سريعة مفاجئة، وتسري والناس نيام، حيث إنه مع صفاء الجو تتكثف السحب وتهطل الامطار بغزارة، وقد يصحبها رياح شديدة متغيرة الاتجاه، وأحيانا الغبار، وتستمر متفاوتة من بداية الربيع حتى نهاية شهر مايو بمشيئة الله.
وبحسب الفلكي آل رمضان ايضا، فإن اليوم يوافق الدر 220 وفق الحسابات الخليجية التراثية، وتكون في (العشرة الثانية بعد المائتين من سنة سهيل)، وفيه تضطرب الأجواء وتتقلب اتجاهات الرياح وتثير الغبار كما يهيج البحر.
وقال: إن اليوم ايضا هو أول موسم الحميمين وهما (سعد الأخبية والفرغ المقدم)، ثاني منازل فصل الربيع، وفيه الاعتدال الربيعي، حيث يأخذ النهار بالزيادة، ويعرف الحميمين بموقع في أربعة نجوم نيّرة، متقاربة واحد منها في وسطها، يطلع في وقت الدفء فيخرج من الهوام ما كان مختبئا، وهو من النجوم اليمانية.
ويعرف عند أهل الحرث بالحميم الأول، ويزداد فيه الدفء وتكثر فيه الرياح المسببة لتطاير الغبار، خصوصاً مع بداية وقت المساء، وتتسبب في التقلبات الجوية، فتكثر العواصف الجالبة للمطر بإذن الله، وهي ايام تتسم بملمح نمو واخضرار الأشجار.