عام من النصر المبين

«بمناسبة احتفاء الوطن بمرور عام على بيعة خادم الحرمين الشريفين ملكا للبلاد»
عامٌ علا مَتْنَ السَّحابِ مُتاخِمُ
للنَّيّرَينِ.. فلا تَغِيبُ مَلاحِمُ
تَرْوِي عَنِ العَهْدِ السَّعيدِ حِكايَةً
قَدْ سُطِّرَتْ. أمْواجُها تتلاطَمُ
تَجْرِي بها أفْلاكُ عَصْرٍ شُوِّهَتْ
أحْداثُهُ حِينَ اعْتَرَتْهُ جَرائِمُ
مِنْ مُرْجِفِينَ على التآمُرِ أفْلَسُوا
لمَّا تَبَدَّدَ ما عَليهَ تَفاهَمُوا
يا بِئْسَ ما ارْتَكَبَتْ يَدا متآمِرٍ
وجَنَىَ على الحَقِّ المُقَدَّسِ آثِمُ
حتى أتَى سَلمانُ يَحْمِلُ رَايَةً
للحَْسمِ.. يَمْنَعُ ما بَدا يَتَفاقَمُ
مِنْ شَرِّ عُدْوانٍ يُهَدِّدُ أمْنَنا
وبِلادُنا في نَهْجِها تَتَناغَمُ
ظَنُّوا بأنَّ الحِلْمَ ضَعْفٌ ما دَرَوا
إنَّ الحَلِيمَ إذا يَشاءُ يُحاكِمُ
سَلمانُ و"الحَزْمُ" الشَّدِيدُ بأمْرِهِ
طَوْعُ البَنانِ لَهُ السِّلاحُ الصَّارِمُ
وسَرَى قَرارُ الرَّدْعِ دُونِ هَوادَةٍ
لِيُقِرَّ أمْناً ليس فِيهِ تَخاصُمُ
قَدْ واجَهَ الإرْهابَ مَزَّقَ سِتْرَهُ
بالعَدْلِ يَحْكُمُ ما ثَنَتْهُ شَرَاذِمُ
وغَدَا نُباحُ الطامِعينَ تَشَنُّجاً
لمّا قَضَى الشَّرْعُ المُبِينُ فَخاصَمُوا
شَغَلُوا المَنابِرَ بالمَهازِلِ أرْجَفُوا
قادَتْ خُطاهُمْ للسُّقُوِطِ مَزاعِمُ
اتَّخَذُوا مِنَ الإرْهابِ دَرْبَ غِوايَةٍ
سارُوا بِهِ وعلى الشُّرُورِ تَزَاحَمُوا
ما هَمَّ قَوْلُ المُعْتَدِينَ إذا بَغَوُا
فالحَقُّ حَقٌّ.. لو يَلُومُ اللائِمُ
نِلْنا مِنَ التأيِيدِ ما بَلَغَ الذُّرَى
ولهُمْ مِنَ الخذْلانِ ذُلٌّ عارِمُ
سَلمانُ يا مَنْ بالهُدَى قد زُيِّنَتْ
أعْمالُهُ.. ورَعاهُ رَبٌّ عالِمُ
في عَهْدِهِ جَمَعَ القُلُوبَ على الوَفا
الكُلُّ فِي حُبِّ المَلِيكِ تَلاحَمُوا
ومَضَتْ بِنا الأيَّامُ يَعْبقُ عِطْرُها
هَبَّتْ مِنَ الحُكْمِ الرَّشِيدِ نَسائِمُ
بَعَثَتْ إلى الآفاقِ مَجْداً شامِخاً
رَفَّتْ بأغْصانِ السَّلامِ حَمائِمُ
جَمَعَ الشَّجاعَةَ والنَّدَى في كَفِّهِ
للأمْنِ دَوْماً والتَّقَدُّمِ داعِمُ
عامٌ مِنَ الإنْجازِ مَرَّ كَلَمْحَةٍ
حَمَلَتْ مِنَ الإعْجازِ ما يَتَعاظَمُ
فالمُنْجَزاتُ الرَّائِعاتُ كأنها
وَبْلٌ مِنَ الغَيْماتِ.. خَيْرٌ دائِمُ
يَمْضِي الزَّمانُ وما يُخّلِّفُ بَعْدَهُ
غَيْرَ العَدالَةِ بلْ ويَفْنى الظالِمُ